
التواضع.. بقلم الكاتبة رنا شعراوي
التواضع خُلق عظيم، وهو سمة من سمات النفوس الرفيعة والعقول الكبيرة. فالمتواضع لا ينقصه التقدير ولا تقل مكانته، بل يزداد احترامًا ومحبة في قلوب الناس، لأنه يُشعر من حوله بالطمأنينة والقرب، ويُزيل الحواجز المصطنعة بين البشر.
مفهوم التواضع
التواضع هو خفض الجَناح ولين الجانب مع الآخرين دون تكبّر أو استعلاء، وهو أن يعرف الإنسان قدر نفسه فلا يتجاوز حدوده ولا يُقلّل من شأن غيره. وليس التواضع ضعفًا أو هوانًا، بل هو قوّة داخلية تُعبّر عن ثقة بالنفس وسموّ في الأخلاق.
أهمية التواضع
في العلاقات الإنسانية: التواضع يقوي الروابط ويجعل الشخص محبوبًا بين الناس، لأنه يعامل الجميع باحترام بغض النظر عن مكانتهم.
في طلب العلم: لا ينال طالب العلم الفائدة إلا إذا كان متواضعًا أمام معلمه وأمام الحقيقة نفسها، بعيدًا عن الغرور.
في القيادة: القائد المتواضع يكسب ولاء أتباعه واحترامهم، لأنه يشاركهم آراءهم ويُقدّر جهودهم.
في الدين: التواضع عبادة قلبية تدل على طهارة النفس، وهو من الصفات التي حثت عليها جميع الرسالات السماوية.
ثمار التواضع
محبة الناس: من تواضع للناس أحبوه وقربوا منه.
راحة القلب: المتواضع يعيش هادئ النفس بعيدًا عن صراع التفاخر والتكبر.
الارتقاء الروحي: التواضع يرفع صاحبه عند الله وعند الناس، “من تواضع لله رفعه”.
وفي النهاية:
التواضع ليس مجرد خُلق يُزيّن صاحبه، بل هو أسلوب حياة يفتح أبواب القلوب قبل أبواب السماء. ومن أراد رفعة حقيقية، فليتخذ التواضع زادًا له في مسيرته، لأنه السبيل إلى المحبة، والراحة، والنجاح الدائم.
الكاتبة
رنا شعراوي



