أهم الأخباركتاب

ترامب .. رهان الشباب الرابح.. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

 

” الحقبة الذهبية لأمريكا قد بدأت للتو…” بهذه الجملة الافتتاحية لخطاب توليه الحكم, أعلن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عن خططه وتوجهاته فى فترة ولايته الأولى فى إدارة أقوى دولة عرفها التاريخ البشرى ، أراد دونالد ترامب أن يبدأ خطابه بجملة تشويقية ونبرة ثقة استثنائية وكأنه يريد أن يلفت الانتباه إلى الخلل الذى أصاب المجتمع الأمريكى تحت حكم الحزب الديموقراطى وما يدور فى فلكه من تيارات اليسار التى انتهجت فى السنوات الأخيرة ” الصوابية السياسية” التى أدت إلى اختلال موازين العدالة وتدمير الكفاءات وتكميم الأفواه بحجة تقبل الآخرين فى المجتمع ومكافحة العنصرية !
والحقيقة أن “الصوابية السياسية” للتيار اليسارى العلمانى فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية هى الوجه الآخر لعملة التطرف وتكميم الأفواه ، فكما يحاول الداعشيون استخدام القوة والترهيب بالسلاح ،فإن التيار اليسارى العلمانى فى الغرب يستخدم الترهيب القضائى والحقوقى لمنع نقد مجتمعات الميم والحركات النسوية المتطرفة وتقبل كل أفعال وأقوال أصحاب الأصول الأفريقية والآسيوية  حتى وإن أخطأوا بحجة مكافحة التنمر والعنصرية ! هذا غيض من فيض هذه السياسة الكارثية التى انتشرت فى المجتمعات الغربية تحت رعاية الأحزاب والمنظمات اليسارية العلمانية والتى نتج عنها انتشار المثليين والاعتراف بحقوقهم المزعومة ،واختلال معايير العدل فى اختيار الكفاءات بحجة منح الحقوق للمختلفين فى العرق والدين والنوع حتى وإن كانو عديمى الكفاءة واللياقة الذهنية .
ما يميز الرئيس الأميريكى دونالد ترامب هى البراجماتية السياسية الحازمة والاشتباك المباشر مع المشكلات لإيجاد الحلول الناجزة وعدم اللف والدوران ، هو يعرف جيدا مواطن الخلل التى أفسدت تركيبة النجاح للحضارة الأمريكية فى العصر الحديث ، هو يعلم جيدا أن التيار اليسارى العلمانى هو الداعم الأكبر للمتطرفين دينيا فى الشرق الأوسط والمتطرفين حقوقيا فى الغرب ، هو يعلم أن الصوابية السياسية شرطة داعشية ولكن فى ثياب مدنى .
من وجهة نظرى الشخصية أن دونالد ترامب هو الشخص الأنسب لحكم أقوى دولة فى العالم ، وهو الأنسب لجيل الشباب المتحمس للعمل والإنتاج وحرية الرأى والتعبير، هو المنقذ لهم من محاولات تغيير الفطرة الإنسانية السوية، وكما قال فى خطابه أن الله أنقذه من محاولة اغتياله لكى يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية أمة عظيمة، هذه البراجماتية السياسية المملوءة بالثقة والتحفز التى تميز الرئيس دونالد ترامب جعلته يوقع على العديد من القرارات التى وعد بها فى خطابه وذلك فى أول أيام حكمه، وكم أتمنى أن نستغل حماسه هذا باتفاقيات ومصالح اقتصادية متبادلة وخاصة أنه يحب التعامل بمبدأ المصالح المشتركة.
لقد أعلن دونالد ترامب فى خطابه حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين المتسللين وعصابات المخدرات وأنه سيدرجهم على قوائم المنظمات الإرهابية، وأنه سيستعيد قناة بنما ، وأن هناك محاولات لضم كندا وشراء جرين لاند من الدانمارك لزيادة موارد الدولة اقتصاديا وخاصة فى مجال الطاقة ، وعد أيضا باستئناف إنتاج السيارات واهتمامه بملف التأمين الصحى ، وفى اعتقادى أن جيل الشباب فى الولايات المتحدة الأمريكية هو الفائز الأكبر بعودة دونالد ترامب للبيت الإبيض.
ولكن أكثر ما تميز به خطابه التاريخى هو تصريحه بأن السياسة الرسمية للدولة تحت إدارته هو وجود جنسين فقط ( ذكر وأنثى) ، وأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فى مناطق الحروب والنزاع هو أن تكون العقيدة العسكرية لإنهاء الحروب وإحلال السلام.
أعتقد أن دونالد ترامب سينجح بجدارة وخاصة بين أوساط الشباب ، وقد تحدث بلسان كل ذى فطرة سوية ، فهو مناهض لكل العادات السيئة وما حرمته الأديان والتى انتشرت فى المجتمع الغربى من رسم للوشوم والمثلية وعمليات التحويل !!
دونالد ترامب يعلم جيدا أن الشباب هم الثروة الحقيقية والحفاظ عليهم أمن قومى، وأن الفطرة السوية وما أقرته الأديان هو المنهج السديد ، وأن صنع السلام ليس مجرد شعارات ولكن أفعال ، وأن القائد الحازم النزيه هو القائد المتسلح بما أقرته الأديان والشرائع بضرورة الحفاظ على النفس البشرية وعلى الفطرة السوية وتحقيق العدل للجميع.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى