إطلاق كتاب «التراث العالمي في البلدان العربية» بـ«اليونيسكو»
وصدر الكتاب في جزئه الثاني عبر جهد مشترك بين هيئة البحرين للثقافة والآثار والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بدعم من «بحرين بي».
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «من مقر منظمة اليونيسكو، الشريك الأهم للبلدان العربية في حفظ وصون التراث العالمي والإنساني لأوطاننا، نطلق هذا النسخة الثانية من هذا الكتاب الذي يوثق لمعالمنا ومواقعنا الثقافية والطبيعية على قائمة التراث العالمي. ونشكر المنظمة، وعلى رأسها المديرة العامة السيدة أودريه أزولاي، للتعاون الكبير في مجال حفظ الإرث الإنساني في العالم»، مضيفة: «لقد سجلت بلدان منطقتنا العربية خلال العقد الماضي كثيراً من المعالم والصروح الثقافية الأثرية والطبيعية على قائمة التراث العالمي، وهو ما يعزز الخريطة التراثية العربية التي تعكس ثراء مكونات الوطن العربي البشرية والحضارية والطبيعية، وتعرّف العالم بما لدينا من إسهامات في حكاية الحضارة الإنسانية».
وقالت إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يعمل مع شركائه العالميين والإقليميين على حماية التراث الثقافي والطبيعي، وتعزيز المكانة العالمية للمخزون الثقافي العربي، إضافة إلى مساعدة الدول العربية من أجل تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، موضحة أن العمل يجب أن يستمر من أجل مواجهة التحديات التي تلقي بظلالها على التراث العالمي العربي، والتي تسببت بها أحداث وصراعات مرت على بعض مناطق الوطن العربي، إضافة إلى الآثار السلبية التي جاءت مع جائحة «كوفيد – 19»، وما تسببت به من إغلاقات للمواقع الأثرية والتاريخية.
وأعربت عن أملها في أن يستكمل الإصدار الثاني من كتاب «التراث العالمي في البلدان العربية» ما هدف إليه الجزء الأول منه، عبر الترويج للمواقع التراثية والأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، وتوثيقها في مرجع واحد يمكن للقارئ العربي والعالمي العودة إليه للتعرف على ما لدى الأوطان العربية من كنوز ثقافية تعد مقوماً أساسياً للتنمية المستدامة، كالمدن التاريخية، والأسواق الشعبية، والمنازل القديمة، والمساجد الأثرية، وغيرها.
وتقدمت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجزيل الشكر إلى «بحرين بي» على دعمهم لإصدار الكتاب، كما شكرت تعاون ومساهمة منظمة «ألكسو» في إنجاح توثيق وتسجيل الإنجازات الحضارية العربية، ونشر المعلومات المتعلقة بالتراث العربي حول العالم.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد ولد أعمر أن كتاب التراث العالمي في البلدان العربية يساهم في تعزيز مكانة هذا الصنف من التراث بالبلدان العربية ضمن نظيره العالمي، على الرغم من كل التحديات والصعوبات.
وقال إن إصدار الكتاب يعكس جهود الدول العربية في حماية تراثها، ويؤكد أهمية التعاون بين المؤسسات الدولية والعربية، مشيداً بالعمل المشترك لمنظمة الألكسو والمركز الإقليمي في تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضح أن منظمة الألكسو تسعى إلى دعم ترشيح ملفات التراث العالمي في الوطن العربي، وتدرس الشروع في إنجاز سجل للتراث العمراني والمعماري في الدول العربية، عبر إحدى الآليات الناشطة في هذا المجال، وهي مرصد التراث المعماري والعمراني بالبلدان العربية، موضحاً أن ذلك سيمثل فرصة مناسبة للتعاون العربي، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتحدث إرنستو أوطون راميريز عن مضمون الكتاب، ودوره في الترويج لمواقع التراث العالمي العربية، في ظل التحديات التي تواجهها، خصوصاً تحديات جائحة «كوفيد – 19» التي أثرت على قطاع التراث والثقافة في الوطن العربي والعالم، وتسببت بإغلاق كثير من المواقع.
ونوه بأن إصدار الكتاب من بعد 10 سنوات على نسخته الأولى يؤكد ضرورة النشر والترويج لمواقع التراث العالمي والتعريف بها، حيث إنها تعد رافداً من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بالمجتمعات المحلية.
ويهدف كتاب «التراث العالمي في البلدان العربية» في نسخته الثانية الذي يخاطب العالم بثلاث لغات (العربية، والإنجليزية، والفرنسية) إلى عرض وترويج مواقع التراث العالمي في الوطن العربي، ونشر المعلومات المتعلقة، وهي مواقع تمتد من المغرب العربي حتى الخليج، وتتنوع بشكل كبير بين مواقع ثقافية وطبيعية، ويصل عددها في الكتاب الثاني إلى 86 موقعاً، بزيادة قدرها 20 موقعاً عن النسخة الأولى من الكتاب، حيث تم تسجيل هذه المواقع الجديدة على قائمة التراث العالمي بين عامي 2011 و2019م، عاكسة بذلك غنى وجمال التراث الذي تتمتّع بها الأقطار العربية.
هذا، وكان الجزء الأول من الكتاب قد تم إصداره عام 2012م، بتعاون بين زارة الثقافة في البحرين ومنظمة «اليونيسكو» و«ألكسو»، بدعم كذلك من «بحرين بي». ويتمتّع الكتاب بلغة بصرية قوية، حيث يحتوي على مشاهد فوتوغرافية لافتة مميزة، وتفاصيل دقيقة للمواقع العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي، حيث قام بتصوير المواقع كافة المصور الفرنسي المتخصص في تصوير التراث العالمي جان جاك غيلبيرت.
ومن خلال إصدار كتاب «التراث العالمي في البلدان العربية»، يساهم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في إلقاء الضوء على أهمية حماية التنوع الذي تمتاز به مواقع التراث العربية، إضافة إلى استثمار تسجيل هذه المواقع وحمايتها تحت اتفاقية عام 1972م، في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بالمجتمعات المحلية. كما يساهم إطلاق الكتاب على هذا المستوى الرفيع في التركيز على طبيعة التعاون بين المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومنظمة «ألكسو»، في سبيل تشجيع الاهتمام بمواقع التراث العالمي، ورفع الوعي بأهميتها للأجيال الحالية والمستقبلية.