اعلي مراحل التوازن النفسي… بقلم رشا طنطاوى
إن من اعلي مراتب التوازن النفسي هو مراقبة الذات ووضع ضوابط وأهداف للحياة دون الالتفات للعوائق التي قد تواجه الفرد في طريق وصوله لاهدافه فإن سلوك الإنسان منذ الولادة الي البلوغ والرشد يخضع لتأثيرات البيئة المحيطة حوله سواء كانت بيئة صالحة أو فاسدة ولكن خلقنا الله جميعا بفطرة واحدة نقية لا شوائب بها كما أن النفحة الأولي لله تعالي منذ أن خلق سيدنا آدم حتي يومنا هذا لاتزال عالقة بتكوين الإنسان فلا يوجد إنسان علي وجه الارض مولود بالشر ولكن هذا الشر مكتسب من البيئة والظروف ودرجة قوة شخصية ذلك الشخص فالشخص ضعيف الشخصية غالبا ما يكون منحرفا سلوكيا وعلاقاته الاجتماعية غالبا ماتتسم بنمط المشاكسات والمشاكل بعكس الشخصية القوية التي تركز فقط علي تحقيق اهدافها ووضع خطط محددة للوصول لتلك الغايات والاهداف وغالبا ما تتسم علاقاتها بالعلاقات المتوازنة اجتماعيا ونفسيا. والارتقاء بالنفس سهل المنال وليس بالأمر الصعب الا لمن يفتقد الثقة بالنفس فلن يمنحك أحدا ثقتك بنفسك ولكن انت من تطبع تلك السمات فيمن يتعاملون معك وليست الظروف المادية هي من تمنحك الثقة ولكن مدي تأثير شخصيتك وايجابيتها هي من تعطيك الدفعة لتكون شخص علي قدر كبير من الاحترام والتقدير والدليل علي ذلك الأطباء الذين بذلوا من الجهد والعمل ومساعدة الآخرين اعلاه دون أن يحققوا اي مكاسب مادية هؤلاء الأشخاص يملكون هالة عظيمة من التوازن النفسي من الصعب علي الأشخاص العاديين فهمها وأغلب الظن أن هؤلاء الأطباء يرتقون الي مراتب أولياء الله الصالحين لاستغنائهم عن متاع الحياة والتركيز علي حب الله وتوفيقه في مساعدة الناس وفك كروبهم فليس المال هو من يصنع الإنسان ولكن الإنسان هو من يصنع المال لا يستطيع الإنسان أن يصنع سيرة ذاتية محترمة بالمال ولكن يستطيع صناعتها بجميل الأثر وترك انطباع وأثر جيد في نفوس الناس والمجتمع وعن طريق حسن معاملة الناس ومراقبة الذات ومحاسباتها أيضا . فلقد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق التي نفتقدها الان في معاملات الناس وسلوكياتهم وغالبا تلك السلوكيات تأثرت كثيرا بالتاثيرات المادية التي حولت طالب الهندسة المجتهد الي مهندس مختلس يقوم بغش أساس العمارات والتسبب بهلاك الناس وضياع ممتلكاتهم وأرواحهم والدكتور الذي حصل علي الدرجات النهائية ثم تحول الي جزار بشري يقوم بسرقة الاعضاء من أجل حفنة من المال العفن المقترن بسلب الحيوات وحرق قلوب أهالي الضحايا مع عدم الالتفات للخوف من الله. إن مراقبة النفس والخوف من الله واليقين بوجود الله وبطشه بكل ظالم وحبه ومساندته لمن يتمسكون بحبه وقلوبهم متعلقة برضاه والرغبة في قربه هو أساس الحياة المتوازنة والشخصيات الناجحة