أهم الأخبارمحليات
اكتشاف مسجد أثري في «خرائب دشت» بجزيرة «فيلكا»
اعلنت رئيسة البعثة البولندية للتنقيب عن الآثار والعاملة في جزيرة فيلكا الدكتورة اغنيسكا بينكوسكا عن اكتشاف مبنى مربع ضخم لمسجد نموذجي في قرية (خرائب الدشت) الواقعة في جزيرة فيلكا بعد اعمال التنقيب التي قامت بها البعثة الكويتية البولندية في المنطقة.
وقالت الدكتورة بينكوسكا في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن هذا الاكتشاف رائع مبينة ان الفريق يقوم حاليا بالتنقيب في المبنى المربع الضخم الذي يبلغ طول كل جانب منه 20 مترا ويتكون من فناء كبير يبلغ حوالي 200 متر مربع ويؤدي هذا الفناء إلى الحجرة الرئيسية التي يبلغ عرضها 17 مترا وطولها حوالي 7 أمتار.
واشارت الى اكتشاف بقايا أربعة أعمدة كبيرة لتدعيم السقف يصل طول جانبيها 5ر1 متر وكان الاكتشاف الجميل في الجدار الجنوبي الغربي للمبنى فبعد تنظيف شامل للمكان تم الكشف عن اثنين من المحاريب في منتصف الجدار أكبرها بلغ عرضه 1 متر وعمقه 5ر1 متر أما المحراب الأصغر فيبلغ عرضه 7ر0 متر وعمقه 4ر0 متر فقط وهو يناسب تماما عرض الحائط.
وبينت ان البحث لا زال جاريا لمعرفة منذ متى كان المسجد قيد الاستخدام وموقع المدخل الرئيسي للفناء موضحة ان هذه الأسئلة وغيرها لا تزال دون إجابة وربما سيتم حل بعضها أثناء التنقيب.
يذكر أن قرية (خرائب الدشت) تقع على الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا حيث تم تسجيل الموقع لأول مرة في عام 1976 خلال مسح أجرته بعثة آثار إيطالية وقد أدت الحفريات في الموقع إلى الكشف عن مستوطنة تعود إلى الفترة الإسلامية المتأخرة (القرن ال16 إلى نهاية القرن ال19).
وتشمل الاكتشافات التي قام بها الفريق (الكويتي – البولندي) منزلين وأكثر من 100 تنور طيني صغير ارتبط وجودها بالنشاط الرئيسي لسكان المستوطنة المتمثل بالصيد البحري كما اكتشفت العديد من القطع الأثرية مثل الأثقال الحجرية والأوزان المصنوعة من الحجر والفخار.
واوضحت الدكتورة بينوسكا أن أعمال البحث في هذه القرية بدأت منذ العام 2013 من قبل البعثة (الكويتية – البولندي) التي تتألف من فريق من علماء الآثار في المركز البولندي لعلم اثار البحر المتوسط في جامعة وارسو وبمشاركة مدير إدارة الآثار والمتاحف الدكتور سلطان الدويش ومراقب الآثار وفريق الآثار الكويتي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور حامد المطيري.
من جانبه قال مراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور حامد المطيري أن المسجد بني بالحجارة المشذبة وبعناية فائقة وهو يقع في منطقة مرتفعة ومعزولة عن بيوت الأهالي ويطل مباشرة على البحر وأنه قد تعرض للترميم أكثر من مرة.
وبين المطيري في تصريح مماثل ل(كونا) أنه في منتصف شهر مارس بدأ الموسم السادس من أعمال البعثة الكويتية البولندية في موقع (خرائب الدشت) ضمن اتفاقية التعاون الثنائية بين البعثة البولندية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للاستكشاف الأثري حيث تعمل البعثة (الكويتية – البولندية) في هذا الموقع.
ولفت الى ان قرية (خرائب الدشت) الشهيرة شهدت مولد العالم الجليل عثمان بن سند بن راشد الوائلي في النصف الثاني من القرن ال18 الذي كان والده إماما لمسجدها الكبير وتولى الشيخ عثمان بعده إمامة المصلين وكتب كتاب (النظم العشماوية) التي أورد في ذيله أنه من مواليد جزيرة فيلكا كما خط فيها العلامة مسيعيد بن أحمد بن مساعد موطأ الإمام مالك سنة 1682.
واوضح انه وبحسب الأدلة المتوفرة فإن المسجد المكتشف يعود لمنتصف القرن ال18 وحتى مطلع القرن ال19 مبينا ان دراسة المادة الأثرية في المواسم القادمة ستعطي تاريخا أدق للمسجد وإذا كان قد استخدم بعد هذا التاريخ أم لا.
واشار إلى أنه سبق أن كشف عن مسجد مشابه في قرية (سعيدة) وهو مسجد جامع تبلغ مساحته الإجمالية (5ر17م * 20ر12م) وكما هو الحال في مسجد (سعيدة) يتكون مسجد (خرائب الدشت) من مبنى مربع الشكل مقسم إلى رواق قبلة ورواق مكشوف يطل على فناء واسع وله محراب في جدار القبلة مع احتمالية وجود محراب آخر أو مكان للمنبر.
وقال المطيري انه لم يتم التأكد حتى الآن من كونه مسجدا جامعا للقرية أم أنه اقتصر على صلوات الفروض الخمسة.
يذكر أن مشروع البحث الأثري (الكويتي – البولندي) يتمثل في دراسة أنماط الاستيطان في موقع (خرائب الدشت) الأثري ويتضمن كذلك استقصاء للآثار تحت الماء على طول ساحل الجزيرة حيث كشف عن أكثر من عشرة مواقع لصيد الأسماك.