الإرهاب يفرز إرهاب … بقلم عبد العزيز خريبط
خطاء القول بأن الإرهاب ليس له دين أو أصل أو لغة , فبعد ما يحدث في العالم من عمليات إرهابية منظمة نستخلص النتائج المشتركة بأن القتل والدم والحقد هو الدين والأصل واللغة , فعقيدة العنف المقدس ينبغي مواجهتها بكل الوسائل والأدوات والقضاء على المؤشرات , فالإرهاب يفرز إرهاب , فالفرد الإرهابي يصنع مجموعة إرهابية ومن المجموعة الإرهابية يتم عن طريقها صنع خلية , ومن الخلية إلى خلايا إرهابية وصولا إلى التنظيم الذي يتمدد ويتغلغل , فالفكرة أن تكون مواجهة الإرهاب ليس فقط في حال وجود خلايا ومجموعات وأفراد منظمة وإنما عن طريق محاربة مؤشرات الإرهاب في المجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص , فالموضوع ليس انتقادا وإنما هناك مؤشر نماء للإرهاب العالمي الذي يبدأ بالفكر الضال وينتهي بحزام وناسف وقتل أبرياء , فهناك أسباب وعوامل مساعدة على الانضمام للمنظمات الإرهابية في بيئة حاضنة للإرهاب نتيجة تخلف وجهل وضلال..
ولا يمكن تبرير أي ظرف أو حالة تحت أي مسوغ أخلاقي أو ديني أو قانوني للإرهاب , فما كنا نسمعه عن إرهاب 11 من سبتمبر مختلف كليا عن ما يحدث حولنا في الشرق الأوسط , فليست عمليات تفجير بطائرات أو قتل بأسلحة وتنتهي القصة , وإنما توثيق عمليات الإرهاب والعنف بجودة عالية وتقنية احترافية وذلك لترويع وترسيخ الكثير من القيم والمفاهيم وكما يزعم شفاءا لصدور وتشفي ما بعده تشفي , فتعدت مراحل العمليات الإرهابية السابقة إلى مستوى أكثر عنفًا وحقدًا على الإنسان حتى في تمثيل الموتى والقتلى وسلخهم وتعليق الرؤوس والحرق إلى درجة التفحم والتقطيع والتدمير والنسف… تجرد من الإنسانية , فحتى المصلين الآمنين تتوزع أشلائهم خارج المساجد في مشاهد وحوادث شديدة العنف ومتوالية الأحداث ولا يمكن أن تنسى حدثت حتى أيضا هنا في الكويت , فلم نسلم من هؤلاء الإرهابيين .. فما نعيشه الآن هو استهداف للإنسان والإرهاب يفرز إرهاب ..!
والغرابة في أن صناعة الموت التي انتجها الغرب بحرفية عالية , استهلكها الشرق بشكل مفرط حتى صار الإرهاب خارج عن السيطرة .