التغريد ليس جريمة …بقلم محمد حبيب المحميد
جميل أن تتوحد الأصوات المختلفة لتوجه نداء إلى من يهمه الأمر ومن بيده الحل والربط؛ والأجمل أن لا يشوب مثل هذا النشاط الإنساني من كدر الساسة أصحاب المكاييل الظالمة والمصلحية شيء، وكان ذلك لأن النشاط خرج من رحم الشعب، الذي أُنهك بملاحقات ظالمة نتيجة تشريعات قاصرة، زجت بالكثير في السجون، وأدخلتهم في أتون المحاكم، وشردت آخرين بسبب رأي هنا أو هناك.
وبين الجميل والأجمل من المؤلم واقعًا أن نحتاج في دولة الكويت أن نطلق وسم #التغريد_ليس_جريمة ، لأننا كنا واحة حرية في قلب الصحاري، حرية كان رقيبها الشعب الذي تحمل مسؤلياته في الشدة والرخاء، ومن المؤلم أن تنشأ ظاهرة سجناء الرأي في مثل هذا البلد، أو ظاهرة اللجوء إلى الدول الأخرى من قبل مواطنيه، إذ كان يلجأ لهم من تضيق بهم البلدان والأوطان.
كان المجتمع يعيش اختلافاته السياسية في ميادينها الصحيحة، عبر أدوات دستورية وديمقراطية، وتتنافس فيه المشاريع السياسية لتقديم الأفضل للبلد، مع وجود شوائب في مراحل عدة من التاريخ السياسي، إلا أننا نعيش أكثر حقبة سياسية تملأها شوائب الطائفية والفئوية، حيث استحال الشعب الحر المسؤول إلى عيون قمعية على بعضه البعض، عبر تحريض كل فئة على الأخرى، وهنا تقع المسؤولية علينا كشعب أن نوقف مثل هذه الممارسة ونعود إلى ممارسة اختلافاتنا برشد ونعيش التعددية بأريحية الكويت وشعبها.
آن الأوان للجميع أن يراجع نفسه ومواقفه بداية من الشعب إلى هيئات المجتمع المدني المنوط بها الحفاظ على التجربة الديمقراطية عبر الحفاظ على الحريات، والتشريع عبر النواب لمزيد منها كما نص الدستور، واليوم المطلوب إلغاء تلك التشريعات الدكتاتورية التي خرجت من رحم الديمقراطية، وأطلقت يد السلطات في ملاحقة الرأي بتحريض شعبي وفق المعادلة العوجاء المذكورة.
آن الأوان لوقف نفاذ الأحكام التي صدرت ضد الآراء وملاحقتها ليخرج السجين ويعود الغريب ويلتم شمل الكويت بأبنائها المختلفين بأطيافهم المتفقين على وطنهم ووطنيتهم، بعد أن نستعيد العمل السياسي الراشد على المستوى الشعبي ومستوى هيئات المجتمع المدني ، ليكون من الطبيعي جدًا #التغريد_ليس_جريمة يعاقب عليها القانون ويسجن صاحبها