العمة موضي السلطان القناعي فى ذمة الله
غيب الموت أمس موضي السلطان القناعي، عن عمر ناهز 100 عام، ليفقد حقل العمل الخيري إحدى الكويتيات الفاضلات اللاتي ينتمين إلى قيم أرض المحبة والسلام والعمل الإنساني، بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء كانت خلالها أماً للفقراء والمساكين، وذوي الاحتياجات الخاصة.
موضي السلطان التي تنتمي إلى بيت من بيوتات الكويت التي عُرفت بالفضل والعلم والخير، حفظت القرآن وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، كما تعلمت الحساب على يد عمها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وعلمت نفسها اللغة الإنكليزية بجهدها الذاتي، قبل أن تدرسها في دورات بالمعهد البريطاني.
الراحلة موضي السلطان التي قضت أكثر من 70 عاماً من عمرها المديد في إضاءة شموع الخير على طريق الحياة، مخففةً من آلام الفقراء، ومواسيةً للمحتاجين لم تفرِّق بين مواطن ووافد، وتحملت وعثاء السفر خارج الكويت، متجهةً إلى الكثير من البلدان، تزرع بذور الخير في أراضي الغير، ما بين ملاجئ ومعاهد ومساجد لمعاونة جموع الناس الذين يعانون صعوبات الحياة، وكانت تحصد حباً ليس لها وحدها، بل للكويت الأم التي كانت دائماً خيرةً بأبنائها الخيرين.
الفقيدة التي حُرمت من الأمومة المباشرة، فكانت أمومتها تتدفق لتشمل آلافاً مؤلفةً من الأيتام والمحتاجين وذوي الاحتياجات، وقد تركت خلفها سجلاً حافلاً بعضويتها الفاعلة في العشرات من الجمعيات الخيرية وذات النفع الاجتماعي، وقد عرف فضلها القريب والبعيد، فقد كرمها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في العام 2006، بينما كرمها مجلس أمناء جائزة نوبل على جهودها في خدمة المعاقين، ضمن ألف امرأة على مستوى العالم، فمنحها جائزته للأعمال الإنسانية.
رحم الله الفقيدة موضي السلطان، و«الراي» التي آلمها المصاب الجلل، تتوجه لذوي الراحلة وشعب الكويت جميعاً بأحر العزاء.