الغزو…وماذا بعد! بقلم عبدالمحسن علي العطار
في كل عام نستذكر الغزو الغاشم على بلدنا الحبيبة الكويت ونسترجع ذكريات سبعة أشهر أمضيناها بالاحتلال الهمجي حيث ما زالت تدمع العيون على أبناء الكويت الذين استشهدوا من اجل تراب الوطن ونحمد الله على من عادوا من الأسر ونفخر بالمقاومة الشرسة “الحقيقية” التي ألحقت بالجيش الغازي خسائر لا تعد ولا تحصى، كما سطَّر الكويتيون الصامدون أروع مثال لحب الوطن ليشهد العالم ان هذه الدولة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بمكانتها الدولية تمتلك شعبا تتمنى بعض الدول ان يكون لديهم مثل شعبنا المسالم الصديق والشرس في مواجهة اي عداء لدولتهم.
ولكن للأسف مع مر السنين اصبح الغزو مجرد ذكرى ليوم واحد وعبارة عن أغاني وطنية وبرامج تلفزيونية عن الغزو وباقي ايّام السنة تتوزع ما بين فساد وسرقات ونهش خيرات الوطن ونشر الطائفية والفتن بين أبناء الوطن بالتالي غرس السكاكين في قلب الوطن ، كأنهم يريدون تكملة الغزو لتحقيق هدف الكلب صدام في تدمير الكويت فتناسوا الحكم والعبر من الغزو، وكأن الطائفية والفتن التي حدثت قبل الغزو وجاءت لنا بهذا الغزو الغادر لم يكن درس كافي، فمن لم يعيش مرارة الغزو لن يفهم خطر الطائفية والفتن ومن نسي تلك الأيام لن تهمه الحفاظ على ثروات البلد وأمنها وأمانها، ومن لا يحترم دماء الشهداء الطاهرة “التي جعلتنا اليوم نعيش في عز وكرامة على ارض الكويت” ليس له أي غيرة على ارضه وعرضه لأنه يسعى للفساد وتشجيع كسب المال الحرام بل تعدى الامر الى نشر الفساد الاجتماعي والخروج عن العادات والتقاليد التي تربينا عليها.
توقعنا ان يعود المجتمع بعد الغزو للافضل؟ ولكننا تفاجئنا بأن المجتمع صار للأسواء ! ومع مرور السنين ازداد المجتمع سوء من جميع النواحي وانا اعني شريحة كبيره من افراد المجتمع وليس الجميع فلا يزال هناك بعض الشرفاء من أهل الكويت المتمسكين بقيم وعادات ابائنا وأجدادنا، اصبح الجار لا يعرف جاره ؟ وإذا تبادلوا السلام يعتبر إنجاز وحتى عندما نأتي للعائلة الواحدة نجد بأن عهد التجمعات في البيت الكبير والزيارات اليومية بين الأهل قد انتهت !! وصار البعض يكتفي بالواتس اب (احيانا) وتفككت الأسر من الروابط القوية التي كانت تجمعهم، لم نعد نرى ( عيال الفريج ) مثل السابق يعرفون بعضهم ويلعبون مع بعض كرة القدم وغيره من الالعاب الشعبيه، بل أصبحت ألعاب البلايستيشن هي البديل فنرى جيل لا يعرف الحياة الاجتماعية ولا الاعتماد على النفس، وظهر لنا جيل انتهت منه الغيرة ! لنشهد ما نراه بالأسواق ومواقع التواصل الاجتماعي من عري واستهتار وعدم حشمة النفس والاخلاق (وليس فقط بالملابس ) فهل هذا جزاء دماء أخواتكم واخوانكم شهداء الكويت بدل ان تكملوا مسيرتهم في ان تكونوا عز وفخر لهذا الوطن ؟ الكثير يتحسر على الزمن الجميل لأنه كان رائع من جميع النواحي والأهم أن ما جعله بهذه الروعة هو الناس أنفسهم بنظافة قلوبهم وتعاملهم بشرف وأمانه مع بعضهم وفِي أعمالهم كلٌ بمجاله، وقوة الروابط الاجتماعية بين الأهل والاصدقاء والجيران كان سببا للتماسك والروح النظيفة بين الجميع وحتى الوافدين كانوا مختلفين ( فئة قليلة خانت وفئة كانت مع المقاومة الكويتية) فلديهم الحب لهذا البلد وساهموا في بناء البلد بالتعليم وغيره فلم نعرف انتشار الرشاوي مثل الوقت الحالي!. أصبحنا للأسف نقول الكويت قبل الغزو غير والحين غير وكأن كل شيء انتهى مع الغزو وأصبحنا غرباء في بلدنا لا نستطيع التصدي للخطأ بسبب صدمتنا من كثرة الاقنعة والمجاملات! فبالسابق لا يتم استقبال الفاسد في الدواوين اما اليوم فأصبح محط احترام وتقدير فليس المهم من أين لك هذا وإنما الأهم انه اصبح يملك وهذا هو النوع الاخر من تدمير البلد وليس فقط الفتن.
“خذ يا زمن…خذ كل شي..وخل شي للذكرى لنا..ردوا للديرة ابتسامات النهار..”
كلمات الشهيد فايق عبدالجليل
اللهم احفظ الكويت واهلها.
رسايل…
١- تفجير مسجد الصادق وخلية العبدلي ليست مباراة بين شيعة وسنة وإنما ضرب للكويت واهلها..أوصلت!
٢- انتبهوا من مثيري الفتن فهم مدفوعين الأجر ولهم مخططاتهم.
٣- ابتعدوا عن التويتر فمعظمهم موظفين عند أطراف اصحاب اجندات .
٤- انتبهوا من الفتن ، هالمرة مافيها رده..انتهى