” الموندراما ” الخليجية : مسرح الظل الواحد
تقرير : رباب عبيد
اعتبر أصل فكرة فن الموندراما , يعود إلى ما قدمه الممثل والكاتب المسرحي الألماني “جوهان كريستيانابراندز” عام 1775-1780. لكنه لم يلقى رواجا كبيرا لأنه لا يعد حوارا ثنائيا، يعد الفليسوف والمفكر ” جان جاك روسو” اول كاتب لنص مسرحي يصنف كموندراما وذلك عام 1760 تحت عنوان ” بجماليون” وأول من أطلق مسمى مونودراما على نصه (مود Maud)كان الشاعر ألفريد تينيسون Alfred Lord Tennyson في العام 1855م , ثم لحقه الكاتب المسرحي ” تشيخوف ” فكتب نصه الشهير ( مضار التبغ )ووصفه بالمونولوج في فصل واحد ثم الفرنسي ” جان كوكتو” نصه (الصوت الإنساني)، وكتب يوجين أونيل نصاً مونودرامياً بعنوان (قبل الإفطار)، بينما كتب صموئيل بكيت (شريط كراب الأخير) والذي اعتنى بالمونودراما ووجدها أنسب الأشكال المسرحية للتعبير عن العبثية والتي تقوم على عزلة الفرد والبعد اجتماعيا عن كل من هم حوله , منذ 70 عاما بعد قيام الحرب العالمية الثانية ظهر هذا الفن بشكل قوى في المدرسة النفسية ورائدها سيجموند فرويد ومن تبعه .
الموندراما الكويتية
المخرج الكويتي المتمكن في مسرح الموندراما الكويتية والخليجية الفنان القدير ” عبد العزيز الحداد , يعتبر الفنان الذي نضجت على يديه تجربة مسرح الموندراما في الكويت , وهو من مدرسة الرواد محمد النشمي وحسين الحداد ثم صقر الرشود حتى اصبح رائدا للمسرح الموندراما مخرجا تشهد له خشبة المسرح بعدة اعمال مميزة منها ” حظها يكسر الصخر ” وموندراما 2-2, انتقل الفنان عبد العزيز الحداد إلى فن البانتومايم والمونودراما في مسرحية غربة مهرج من دون خبرات سابقة وشارك ايضا في مهرجان الكويت المسرحي الاول عام 1989 تحت عنوان خيال مهرج
ويرى المخرج عبد العزيز الحداد انه بإعادة اخراج مسرحية خيال مهرج ابداع مسرحي بحلة جديدة وان اعادة التجربة ليست حكرا على فنان او دور معين انما القدرة والإدراك والإتقان في اداء الدور هو المهم والمؤثرات الضوئية والصوتية ، لذلك اخرج “غربة مهرج” مع الممثلة الناشئة إيما، سينوغرافيا منذر العيسى، وأعيد عرضه في مهرجان شعوب البحر المتوسط , برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت .
الموندراما الخليجية
قال الكاتب والمخرج المسرحي القطري صالح أحمد المناعي لـ “صوت الخليج” استطاعت عروض المسرح المونودراما ان تفرض نفسها على الساحات المسرحية لانها مسرح الابداع , إذ لا يخلو مهرجان مسرحي على مستوى العالم الغربي والعالم العربي من عروض مسرحية تنضوي تحت هذا التصنيف فالعمل في عروض المونودراما , جذب الكثيرين من المبدعين المسرحيين بدء من الكاتب والممثل الذي يجد فيها فرصة لاختبار قدراته الإبداعية واستعراضها مرورا بالمخرج الذي يضع كل إمكاناته ومهاراته في تدريب ممثل واحد , بدل الجهد الذي يبذل في تدريب فريق كبير من الممثلين في المسرحيات التقليديه , جعل الباحثين المسرحيين ينظرون لهذا النوع المسرحي الذي لم يكن سائدا ولا معتنى به في الوطن العربي والخليجي بالذات مما جعل بعض الجهات المسئولة عن المسرح الى تنظيم مهرجانات مسرحية , وبدا الاهتمام بهذا النوع من المسرح وذلك الى سرعة التواصل بين الجمهور والمؤدي على خشبة المسرح ولأن نشأة المسرح قد بنيت على المحاكاة من قبل الممثل الواحد فهذا يقرب العلاقة بين الجمهور والممثل الى حد الواقع الملموس لذا زادت شعبية المونودراما الى حد إقامة مهرجانات دولية ومحلية في كل عام , مثل مهرجان المونودراما في العاصمة السعودية بالرياض ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ومهرجان الكويت الدولي للمونودراما , الذي كان متألقا بدقة التنظيم واختيار المسرحيات التي شاركت في المهرجان , وحيث أني كنت مشاركا بمهرجان الكويت الدولي للمونودراما قبل اشهر فقد لمست تفاعلا وتجاوبا كبيرين مع المحاضرات التي قدمت في المهرجان من معلومات فنية وثقافية هامة مما أعطى المهرجان بعدا دوليا على اعلا مستويات الاحترافية .
وشاهدت عروضا عالمية وعربية وكذلك عروضا خليجية على درجة عالية من الجودة والإتقان , بالنسبة لمفردات العمل المسرحي مثل ” في انتظار مريم” من مملكة البحرين وكذلك ” الحلاج وحيدا” من دولة الامارات العربية ومسرحية” هذه المدينة لا تحب الخضار” من سلطنة عمان وشاركت دولة قطر بالعرض المسرحي ” السجينه” من الكويت ” رسائل من الكويت” باللغة الانجليزية وكذلك مسرحية” قلوب شجاعة” مكتب الشهيد بالكويت
لهذا نلاحظ التطور المذهل في تقنيات العمل المسرحي في دول الخليج بدايه بالنص حتى الإخراج وأداء الممثل والممثلة على خشبة المسرح وان ميزان التقييم لعروض المونودراما الخليجية يعطي مؤشرا جيدا ومتقدا عن الأعوام السابقة من حيث الجودة والإتقان والتواصل مع الجمهور