بابا الفاتيكان يرفض التعليق على اتهامه بالتستر على تجاوزات أخلاقية لكاردينال
اعتبر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أمس الأحد، أن لا ضرورة للردّ على الاتهام الخطر الذي وجّهه إليه السفير البابوي السابق في واشنطن كارلو ماريا فيجانو، مفاده أن الحبر الأعظم تستّر على تجاوزات ارتكبها الكاردينال الأمريكي تيودور ماكاريك، الذي اتُّهم علانية، الشهر الماضي، بالاعتداء جنسيا على إكليريكيين وكهنة شبان.
وقال البابا للصحفيين على متن الطائرة التي عادت به إلى روما بعد زيارة إلى أيرلندا: “لن انبس ببنت شفة في شأن هذا الأمر، أعتقد أن البيان يتحدث عن نفسه”، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
والبيان الذي تحدّث عنه البابا هو رسالة مفتوحة نشرها في نهاية هذا الأسبوع السفير البابوي السابق في واشنطن، اتّهم فيها البابا الأرجنتيني بأنّه ألغى عقوبات فرضها سلفه البابا بنديكتوس ماكاريك، وبأنه تستّر على إفادات لأفراد من داخل الكنيسة يؤكدون فيها أن الكاردينال الأمريكي مثليّ جنسيا، وأنه اعتدى جنسيا على إكليريكيين وكهنة شبان.
وأضاف البابا في تصريحه للصحفيين: “قرأت صباح اليوم البايان، اقرأوه بعناية وأحكموا عليه بأنفسكم، لديكم القدرة الصحافية الكافية للتوصل إلى استنتاجات، هذا عمل ثقة، عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما اتكلم عنه، لكن أودّ من نضجكم المهني أن يقوم بهذا العمل”.
وفي رسالته المفتوحة، قال الأسقف فيجانو: “إن الفساد بلغ قمة الهرمية الكنسية”، مطالبا باستقالة البابا فرنسيس.
والرسالة الواقعة في 11 صفحة نشرت في وقت واحد أمس في عدد كبير من المنشورات الكاثوليكية الأمريكية، التقليدية أو المحافظة جدا، وفي صحيفة يمينية إيطالية.
يؤكد المونسنيور فيجانو، 77 عاما، الذي كان قاصدا رسوليا في واشنطن بين 2011 و2016، أن البابا السابق بنديكتوس السادس عشر فرض عقوبات قانونية على الكاردينال “ماكاريك” في أواخر العقد الفائت، وتعين على الأخير مغادرة المدرسة الدينية التي كان يقيم فيها وتجنّب أي اتصال بالناس والانصراف إلى حياة توبة.
وقد تقرر هذا الإبعاد عن الحياة العامة بعد سنوات على تقارير لسفيرين سابقين للفاتيكان في واشنطن، تحدثا فيها عن “سلوك غير أخلاقي بشكل خطير مع إكليريكيين وكهنة”.
وبعدما أصبح سفيرا في واشنطن، قال “فيجانو” إنه كتب في 2006 أول مذكرة حول “ماكاريك” إلى رئيسه في روما، مقترحا فيها إخضاعه حتى “لعلاج طبي”.
ويروي “فيجانو” أن البابا فرنسيس طرح عليه أسئلة بعدما تسلم مهامه، في يونيو 2013، حول شخصية “ماكاريك”.
وأضاف أن البابا الأرجنتيني كان يفضّل تجاهل تحذيراته، وألغى العقوبات التي أقرّها سلفه، معتبرا الحبر الأمريكي مستشارا في اختيار الكرادلة.
ويتهم القاصد الرسولي السابق والمتقاعد في رسالته أيضا بالاسم عددا كبيرا من كبار المسؤولين في الفاتيكان، منهم المسؤول الثاني بيترو بارولين، بأنهم التزموا الصمت عن سلوك “ماكاريك”.
وفي يوليو الماضي، وافق البابا أخيرا على استقالة الكاردينال ماكاريك، 88 عاما، من مجمع الكرادلة، على أن يبقى وحيدا في منزل ليعيش حياة صلاة وتوبة.