بيت تسكنه ملامحك …بقلم نرمين عباس
كنت أتحدث مع صديقه لي عن البيوت القديمه وشوارع مدينتنا التي أختلفت كثيراً عن الماضي، فأخبرتني أثناء حديثنا أنها كلما ذهبت إلى بيتها شعرت أنها لم تصل البيت بعد، توقفت قليلاً عند تلك الجمله، وتساءلت كيف يشعر المرء بالغربه في موطنه، فأنا أسمي المنزل موطن لما يحمله لساكنيه من شعور بالأطمئنان والألفه، فأنا أؤمن أن البيوت تعبر عن شعور ساكنيها، فبعض البيوت تشعر فيها بالأطمئنان، وبعض البيوت تتمني ألا تعود إليها مره أخرى، هذا ما يجعلني أشعر بالخوف أن يأتي يوم وأشعر بالغربه في موطني، أن أحنّ يوماً إلى صُبحٍ قديم، وحبيب قديم، وأيّامٍ قديمة وماضٍ لن يعود، أريد أن أنظر يوماً إلى صورتك المعلقة على الحائط ولا أدير وجهي بعيداً عنها، أريد أن أحن لملامحك التي كانت سَكَني وسَكِينتي، ربما حينما نلتقي لن تملك شيئاً مثيراً للدهشه، ربما نتشارك الصمت، ربما نثرثر كثيراً، لكن لن يبذل أي منا جهداً كي يكون مُبهراً للآخر، فكل شيء يبدو عادياً سيصبح عظيماً ومدهشهاً لأنه كان معك، أعلم أن وجودك سيشكل فارقًا عظيماً في قلبي الذي أصبحت جروحه كأنها صدع فى بيت قديم يتسع ببطئ حتى صارت الجدران مهيئة للأنهيار فى أى لحظة، لكنك سترمم كل شيء لأنك هنا، معك ستصبح مسافة الرحلةِ أقل، والحزن أقصر، والطقس أدفأ، والروح مطمئنه..
هناك أيام تشرق فيها ملامحي، فأقف في الشرفه أستقبل الهواء وأبتسم، وأيام أخرى أغيم فيها فلا أقوى علي مغادره فراشي، أريد فقط حينها أن أستندُ على كتفك دون أن أنطق بكلمه واحده..
مازلت رغم كل ما حدث أثق بالصدف، وأؤمن بقدرتها علي تبديد الشعور بالوحده في قلبي، ربما لو كنت أكثر شجاعة واقتحامًا لأتيت إليك بخطوات ثابته، وأخبرتك كيف يمكن أن يتحوّل شخص خائفاً من كل شيء إلي أكثر الأشخاص أطمئناناً، لكن ربما يُهزَمُ شخص ما مره واحده، فتصبح كل تجاربه فرصه لتحاشي معارك لم يعد قادراً على اقتحامها، فأتجنب النظر للصوره المعلقه علي الجدار خشية الاقتراب منها..
” بيْتي أنا بيْتَك… وما إلِي حدا
من كِتْر ما ناديْتَك… وِسِع المدى
نَطَرْتَك ع بابي… وعَ كِل البْواب
كتبت لَك عذابي… عَ شمس الغياب
لا تهملني… لا تنساني
ما إلِي غيرَك… لا تنساني “