تحت شمس الخليج … بقلم الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح
يقول الباري عز وجل في كتابه العزيز: «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال» صدق الله العظيم: وفي قوله هدى للعالمين تحضرني الآية الكريمة وسط ديماغوجيا اللغو الزائد والهرج والمرج الإعلامي المصاحب لغمة خلاف الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي التي ستزول بعون الله تعالى كسحابة صيف إذا قرأنا وسمعنا الكثير من المتداول وحللناه بشكل علمي بعيداً عن الرغبات والعواطف نجد أن صناع الكراهية من الشامتين بخليجنا يجافون حقائق الجغرافيا والديمغرافيا أول الحقائق التي غيبها حقد الحاقدين في سباقهم المحموم للإساءة وترويج الأوهام أن شعوب دول مجلس التعاون الخليجي كتلة بشرية واحدة مترابطة الأنساب لا تهز علاقاتها أزمات عابرة فات على هؤلاء أيضاً أن دول الخليج العربي كالجسد الواحد، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)، ونحن هذا الجسد الواحد نتجاوز الصعاب ونتشارك الألم والقلق حتى نتجاوز المحن ونعود للتحليق في سرب يحمل الخير لكل البشر.
اعتبارات أخرى لا حصر لها غابت عن هؤلاء، من بينها أن أسباب رفاه أبناء هذه المنطقة العزيزة على أهلها وكل الخيرين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية مترابطة لا يمكن عزلها عن بعضها البعض أو انتقاء أحد هذه الأسباب وإهمال آخر لا يشك عاقل في حضور كل هذه العوامل الاستراتيجية لدى ملوك وأمراء الدول الشقيقة مما يرجح تجاوز الأزمة وتوحيد الموقف رغم كل الضجيج الذي سيتبدد لا محالة كان ظهور مجلس التعاون الخليجي قبل عقود تجسيدا لهذه الاعتبارات التي زادت عليها ضرورة التكاتف حتى لا يدخل الخليجيون دوامة الانقسامات التي أنهكت دول المنطقة على مدى السنوات السبع الماضية ويكرس صمود المجلس باعتباره الحيز الجغرافي العربي المتماسك رغم رياح الخريف التي هبت على المنطقة القناعة بقدرة الأشقاء على التوصل إلى مخارج للأزمة على شواطئ خليجنا الذي سيحتفظ بزرقته إلى ما شاء الله وتحت شمسه الساطعة نضع أمانينا وكلنا أمل بأن تتغلب هذه الحقائق على كل اجتهاد لا يراعي مصالح أبناء المنطقة واضعين ثقتنا بحكمة قياداتنا الخليجية التي أثبتت على الدوام، إنها أهلا لتحمل المسؤولية وقيادة شعوبها إلى بر الأمان رغم الرياح العاتية.