دعوة لنظافة القلب قبل البيت … بقلم عبد العزيز خريبط
رأيت جرذا يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله يصفق الذباب! – أحمد مطر.
لست من هواة رفع الشعارات والحملات مدفوعة الأجر المستغلة، ولكن من منطلق وطني نهتم ونكتب وهي دعوة للبدء بالنفس والعمل دون انتظار توجيه من فلان أو علان، فقبل الحديث عن الحقوق والمميزات للمواطن ينبغي أن نسأل ماذا يستطيع المواطن أن يقدم لهذا الوطن بعيدا عن كل ما سبق؟
فقبل الالتفات لتقديم خدمة أو القيام بعمل وحملات يجدر بنا الاهتمام والمحافظة على مظهر وجوهر هذا البلد، والمحافظة على النظافة، فالنظافة قيمة حضارية، ولها أنواع وأشكال وعليها تداعيات وآثار تصل إلى قرارات سياسية، هي ليست مقتصرة على تنظيف شارع وأرض، وانما هناك دول غرقت في النفايات ولم تجد حلاً لهذه الكارثة التي تهلك الإنسان وتدمر حياته.
فالحلول لا تكون من الفرد وحده أو المسؤول، وانما من طبيعة وثقافة المجتمع، وفي برامج التوعية بأهمية الاهتمام بالنظافة، وما يمكن أن يحدث في حال الاهمال من انتشار الروائح الكريهة والسامة والأمراض المعدية.
فاذا بدأنا عمليا في مراحل التنظيف دون الاتكال على أحد وبدأنا اولا من الغرفة أو المكتب التي يجلس بها القارئ إلى الصالة ومن ثم خارج البيت، مرورا بحوش المنزل وبعد ذلك إلى مجال أوسع إلى «السكة» خارج المنزل وبعدها سنقف عند أحد الممرات ونسأل هل المطلوب من كل فرد أن ينظف مكان الآخر؟ وهل الآخر لديه ثقافة بأن النظافة وقيمتها مهمة لذلك يلقي النفايات في أماكن ليست مخصصة؟
ربما ستكون الاجابة خارج السؤال بأن الدولة عليها مسؤوليات بدل هذه الأفراد وهذا التفكير في خدمة المجتمع في هذه الصورة، فقد خصصت وزارة البلدية للقيام بهذا الدور عبر عمال النظافة، وبعدها خرجت جماعات تدعي الاهتمام بالبيئة ولا نراهم، وهكذا.
فالدعوة ربما تلاقي أعذاراً من وجود قصور من الجهات والقطاعات التي من المفترض أن تقوم بهذه الأعمال ومن واجبها ذلك، فعلينا في النهاية أن نقول على من يدعي القيام بهذه الحملات والندوات أن ينظف قلبه، فمرض القلوب أكثر عرضة لانتشار الأمراض النفسية من أحقاد وحسد وطمع وجنون والتي لا ينفع معها جلسة معالجة ولا طب، قبل التفكير في القيام بعمل الهدف منه مكشوف لتصوير وتوثيق كنشاط لجمعية نفع عام أو مبادرات من قطاع وإدارة حكومية أو خاصة يدعون بالنظافة، النظافة التي نسمع عنها ولا نراها في كل مكان.
نشر بالشاهد