رئيسة صندوق النقد الدولي تحذر من تداعيات بريكست والحرب التجارية بين بكين وواشنطن
نقلا عن يورونيوز
قبل بضعة أيام من عقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي تنضم كريستالينا جورجيفا ليورونيوز في Global Conversation.
ساشا فاكولينا: تتولين مسؤولية صندوق البنك الدولي في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية ويتباطأ نمو الاقتصاد العالمي، بداية، ما تأثير هذا التباطؤ؟
في غضون عامين، انتقل العالم من التقدم المتزامن أو بعبارة أخرى تسارع النمو إلى التباطؤ المتزامن أو تباطؤ النمو. ونتوقع لكل من هذا العام والعام المقبل أن يؤثر هذا التباطؤ على غالبية دول العالم. من المهم أن ندرك أن الاقتصاد ما زال ينمو ولكن ليس بالسرعة اللازمة لتحقيق تطلعات الشعوب.
وعند النظر إلى أسباب التباطؤ علينا أن ندرك أن التوترات التجارية لها تأثير. في الواقع، قام موظفو صندوق النقد الدولي بحساب التأثير الكلي للتوترات التجارية وكانت النتيجة أنه وبحلول عام 2020 سيقل الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% وبعبارة أخرى سيضيع 700 مليار دولار بسبب تأثير التعريفات وفقدان الثقة. في الواقع هذا السبب يعد أكثر أهمية من التعرفة الجمركية فيما يتعلق بخفض النمو العالمي.
ساشا فاكولينا: كيف تؤثر التوترات الحالية بين الولايات المتحدة والصين على أوروبا؟ ما هو تقييمك للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟
هناك زيادة تدريجية للتعريفات المعلنة أو المنفذة فعليا والتي تقلل من النمو في كل مكان. وفي نفس الوقت نشعر بالقلق من أن التعريفات التي تم الإعلان عنها أو تنفيذها ليست فقط ضارة بالنمو ولكن البيئة العامة من عدم اليقين، القادم من بريكسيت، وعدم اليقين الناجم عن التوترات الجيوسياسية في العديد من أنحاء العالم. وفي هذه البيئة من عدم اليقين يكون موقف كثير من المستثمرين هو التردد والانتظار.
ويظهر التباطؤ بوضوح أكبر حتى الآن، في نشاطات التصنيع ولكن هناك احتمال كبير من أنه إذا استمرت حالة عدم اليقين بالهيمنة على الوضع، ومرة أخرى أود التأكيد أن التجارة ليست السبب الوحيد في حالة عدم اليقين، فقد نشهد زيادة في نسبة الاستهلاك وعندها سنقول، انتظر لحظة، علينا أن نبحث عن مكان آخر أفضل لاستدامة النمو.
التجارة جيدة للنمو، وجيدة للوظائف ومهمة للغاية في الحد من الفقر. وأحد الحقائق التي لا نتحدث عنها كثيرا أن أكثر الأشخاص تأثرا هم أفراد الأسر ذات الدخل المتدني، لأن السلع التي يشترونها تصبح أغلى ثمنا في غياب التجارة الحرة والمتدفقة في العالم.
ساشا فاكولينا: سيدة جورجيفا ما هي التحديات والتهديدات الرئيسية عندما يتعلق الأمر بأوروبا؟
ما نراه الآن في أوروبا يشبه إلى حد كبير ما نراه في الاقتصادات المتقدمة الأخرى.
النمو في تباطؤ، ونسبة التضخم أقل من الهدف المطلوب وفي الوقت نفسه تستخدم أداة السياسة النقدية بالفعل على نطاق واسع. وفي هذه البيئة لا يوجد مساحة كبيرة لسياسات التكيف بالرغم من وجود بعضها واستخدامها، ونحن ندعو الدول للتركيز على الأدوات الأخرى التي تعنى بالتركيز على ضخ وتحفيز النمو.
ومن جانب الضرائب، تمتلك بعض الاقتصادات في أوروبا مساحة مالية أكبر وهنا أفكر بألمانيا وهولندا. ويمكنهم الاستعداد لتطبيقها أو كما هو الحال مع هولندا التي اتخذت خطوات فعلية لنشرها.
إن أصعب مجال للإصلاح وأكثره رغبة هو التشغيل الآلي، والتقدم السريع في التكنولوجيا الرقمية، والذكاء الاصطناعي الأمر الذي يفرض مطالب جديدة على الدول. وبالتالي فإن إصلاح أسواق العمل والاستثمار في المهارات المستقبلية وفي رأس المال البشري يمكنه ويجب أن يكون محور تركيز صانعي السياسات، حتى تتمكن أوروبا من اكتساب المزيد من القدرة التنافسية في المستقبل.
ساشا فاكولينا: بصرف النظر عن التوترات التجارية، وخروج بريطانيا من أوروبا وما إلى ذلك. ما هي التهديدات التي يجب أن نوليها المزيد من الاهتمام؟ ما هي القنبلة الموقوتة القادمة؟
إذا كان لا بد لي من تحديد ما يجب الانتباه اليه فهو مخاطر تغير المناخ. لقد رأينا كيف يمكن أن يتأثر الاقتصاد بشكل كبير بالطبيعة وعلينا أن نستعد لوقوع المزيد من الصدمات. إضافة إلى ذلك نحن أكثر عرضة للإرهاب. علينا أن نكون أكثر استعدادا للتحولات والصدمات المفاجئة، علينا بناء اقتصادات أكثر مرونة وأكثر قدرة على التكيف والاستثمار في تطبيقات مرنة للمستقبل.