رجال وقادة فى تاريخ الوطن.. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
فى حب الوطن يخفق القلب ويلبى القلم النداء ،وتاريخ الكويت يزخر بكل معانى الفخر والعزة والمجد والبطولة ، هذا الوطن العزيز العريق الذى يحوى بين جنباته سمات الكفاح ويشهد ترابه على أجيال مرت عليه رسمت ملامح هذا الوطن وحفرت إسم الكويت بأحرف من ذهب على صفحات من النور تضئ الطريق للعزة والنزاهة والكرامة.
وكعادتى فى شهر مارس من كل عام أحيى ذكرى معركة الصريف وألقى الضوء عليها ولكن بطريقتى الخاصة التى استكشف بها سُبل العزة والفخر والتلاحم بين أبناء هذه الأرض الطيبة قديمًا وحاضرًا .
لقد مر على معركة الصريف ١٢٢ عام والتى كانت بقيادة حاكم إمارة الكويت سمو الشيخ مبارك الصباح وأخيه شهيد المعركة جدى سمو الشيخ حمود الصباح رحمهما الله وطيب الله ثراهما وجعل الجنة مأواهما وسائر شهدائنا الأبرار ،تلك المعركة كانت نموذجًا للشجاعة والتلاحم بين جميع القبائل التى استوطنت هذه الأرض الطيبة والتى كان من بينها العوائل اليهودية والمسيحية وعلى الرغم من قلة عددهم إلا أنهم شاركوا مع إخوانهم فى الوطن فى هذه المعركة فى موقف تجلت فيه الوحدة الوطنية فى أبهى صورها ، وذلك كان له الأثر الكبير لاحقًا فى سبق الكويت على أشقائها فى منطقة الخليج فيما يتعلق بالتعددية والوحدة الوطنية والدستور الذى رسخ للديموقراطية والحياة البرلمانية الذى جعل الجميع يطلق على الكويت لقب ” لؤلؤة الخليج”.
والحقيقة الواضحة الجلية أن الله سبحانه وتعالى سخر لنا فى كل جيل رجال يحملون راية الوطن ويتحملون أعباءه ومسؤولياته متفانين فى خدمة أبناءه ، هؤلاء الرجال هم كالأنبياء فى أقوامهم يهتدى بهم الناس لجادة الخير والصواب ، ويسلمون الراية جيلًا بعد جيل للحفاظ على المكتسبات التاريخية والوطنية.
ولذلك أقولها وبكل وضوح أن نسل العزة والكرامة لم ولن ينقطع ولقد شهدت بنفسى وأنا إبنة الأسرة الحاكمة العريقة خير خلف لخير سلف ، وأخص بالذكر على سبيل المثال وليس الحصر سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد وسمو الشيخ خالد اليوسف الصباح رحمهما الله وطيب الله ثراهما وما كانا يحملانه من حب وتضحية وإخلاص وتفانى لرفعة هذا الوطن ، والحقيقة أنهما كانا نموذجان للنزاهة والعفة وصلة الرحم ، فقد كان سمو الشيخ ناصر الصباح رحمه الله قائدًا بدرجة مقاتل فى أرض المعركة ضد الفساد وكان حكيمًا مثقفًا عطوفًا لا يتوانى عن نصرة الضعيف والمظلوم ، وكان مثيله سمو الشيخ خالد اليوسف الصباح والذى تحل ذكرى وفاته ال١٢ فى مارس الحالى قياديًا رياضيًا ناجحًا فى فترة رئاسته لنادى السالمية والذى توج معه بالعديد من البطولات فى مختلف الألعاب وكان بحسه الإنسانى الرفيع داعمًا لأبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة فى كافة المجالات ، وكلاهما كانا داعمين للشباب وخاصة شباب العائلة وكانا رحمهما الله بنهجهما الرجولى المستقيم يحافظان على وحدة صف أفراد العائلة ويمتصان حماس الشباب بالحكمة والموعظة الحسنة فكانا خير قدوة ومثل أعلى لقوة الشخصية والحكمة والتضحية.
وعلى المستوى الشخصى كنت أرى فيهما جينات الفرسان النبلاء وكم أرجو وأتمنى أن يحذو شباب الوطن حذوهما ويتخذانهما قدوة فى التحدى والإصرار والنجاح والبر والعمل الصالح ، لأن الإخلاص والصدق فى القول والعمل هما السبيل الوحيد للنجاة والنجاح .
فى ذكرى معركة الصريف نحيى كل ذكرى طيبة لأبناء الكويت الحبيبة ، وأن جينات البطولة والإخلاص لا بد أن تستمر من ماضٍ عريق إلى حاضر نرجوه خيرًا برجال أوفياء وهبوا حياتهم بصدق وإخلاص لرفعة هذا الوطن العزيز.
وفى هذه الذكرى المجيدة الموافقة لشهر شعبان ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم أتوجه لحضرة صاحب السمو والدنا سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير البلاد وولى عهده الأمين حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهما الله بأسمى آيات التهانى والتبريكات، داعين الله عز وجل أن يوفقهما لما فيه الخير لوطننا الحبيب، وكل عام وأنتم بخير.