سمو أمير البلاد يشمل برعايته الذكرى الثانية لتأبين شهداء جامع الصادق
تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيمت مساء الأمس الذكرى السنوية الثانية لتأبين شهداء الكويت في جامع الإمام الصادق.
وقد أناب سموه نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح لحضور التأبين.
وقال ممثل سموه كلمة فيما يلي نصها: «يشرفني أن أمثل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في هذه الذكرى التي فجع بها كل كويتي محب لبلده ووطنه وأن أنقل اليكم أولا وقبل كل شيء تحيات سمو أميرنا المفدى وسلامه ومباركته لكم بحلول شهر رمضان المبارك»،
وأضاف أنها فاجعة أدمت القلوب.. ما ان سمع بها أميرنا المفدى حفظه الله حتى أسرع في ساعته ليكون بين أبنائه يشاركهم الفاجعة الكبيرة مرددا: «هؤلاء أولادي وما أصباهم أصابني».
وتابع «وقد وجه سموه رعاه الله على الفور أجهزة الدولة المعنية بترميم المسجد واصلاحه واعادته على حالته الاولى ليظل (مسجد الصادق) منارة مشعة للايمان والاسلام والسلام وان تعتبر ضحايا الحادث المفجع من شهداء الكويت ويكلف مكتب الشهيد برعايتهم والاهتمام بأمورهم وأمور ذويهم وأن ينالوا ما يستحقون من عناية كريمة».
وزاد «ذكرى هؤلاء الشهداء ستظل محفورة في أذهاننا وذاكرتنا لا تنسى عبر الايام والسنين ونحن نقدم لكم اليوم واجب العزاء سائرين على خطى قائدنا الأمير المفدى الذي قدم واجب العزاء لذوي الضحايا الشهدء في اليوم الثاني لحدوث الفاجعة».
وأضح ممثل سمو الأمير «لقد جمعت هذه الحادثة قلوب الكويتيين وجعلتهم صفا واحدا في مواجهة المآسي والأخطار وأظهرت أنهم إخوة متحابين في السراء والضراء».
وقال «وإني لأدعو الله سبحانه وتعالى أن يصلح شبابنا وشباب المسلمين وأن يجعلهم هداة مهتدين ويوفقهم لطاعته والايمان برسالته كما ادعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل بلدنا الكويت بلدا امنا مطمئنا بقيادة اميرنا المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وان يطيل في اعمارهم لتظل الكويت كما كانت دائما بلد الانسانية والمحبة والاخاء».
بعدها القى رئيس مجلس أمناء وقف الإمام الاحقاقي في جامع الإمام الصادق الدكتور صالح عبدالله الصفار كلمة قال فيها «كم من أحداث سارة سطرها تاريخ بلدنا الحبيب الكويت على مر العصور لا زالت الاجيال تحتفل وتفرح بها مثل عيد الاستقلال والعيد الوطني وعيد التحرير،وكم من الأحداث المؤلمة حكاها تاريخ الكويت الحبيبة من حروب أو كوارث طبيعية وأمراض فتاكة وكلها ذهبت بالعديد من أبناء الكويت وحمدا لله فقد ذكر التاريخ أن الكويت دائما وابدا وبفضل من الله العلي القدير تخرج منتصرة قوية شعارها روح المحبة والوحدة بين أبنائها.
وقال لقد حاول أصحاب النفوس المريضة الحاقدة على مر العصور أن يزرعوا الفتنة والانشقاق وأن ينالوا من وحدة أبناء الكويت متسلحين بالشيطان ومتذرعين باسلحتهم زرعوا متفجراتهم قتلوا وجرحوا كان هدفهم قتل العدد الأكبر والأهم هو اشعال الفتنة بين أبناء الكويت ولكن شاء الله أن يرد كيدهم الى نحورهم وتكون المنتصر الكويت وشعبها ملتفين حول قيادتهم الحكيمة التي شاطرتها الأحزان والأفراح واسدلت ثوب الديموقراطية الذي جعل المشورة بين الحاكم والمحكوم اساس العلاقة المتبادلة.
وأضاف لقد حاول هذا العمل الجبان الغادر أن ينال من وحدة أبناء الكويت وقيادتها واشعال فتيل الفتنة ولكن شاء الله ان يكون الحدث سببا في تعزيز الوحدة الوطنية فكان حضرة صاحب السمو اول من حضر رغم الاخطار وقال كلمته المشهورة وعيناه تفيض بالدمع (هذولا عيالي).
وتابع»انه موقف هز وجدان العالم لقد فوت امير البلاد وشعبها الفرصة على اولئك الافراد الشاذين الذين خانوا دينهم وانسانيتهم انهم حقا مطية لشهواتهم المنحرفة التي لا يقرها دين أو اخلاق وقد اوضح الحكيم الالهي والفقيه الرباني الميرزا عبدالله الاحقافي حفظه الله ان من قام بهذا العمل جبان غاضبا لله ورسوله (ص) ويجب على الجميع محاربته.
ثم القى السيد علي يوسف المتروك قصيدة شعرية بعنوان «شهداء جامع الإمام الصادق» هذا نصها:
يا راحلين وشهر الصوم مركبهم قفوا نودعكم توديع من فقدا
سرت ركائبه عجلى مخلفة جرحا كما الجمر في الأحشاء متقدا
تلك الدماء التي سالت تنير لنا دربا ألفناه من يحظى به سعدا
دماؤنا منذ يوم الطف دافقة تذود عن حرمات الدين فهي فدا
درب الشهادة درب نحن نعشقه فهو الحقيقة والباقي سواه صدى
وللشهيد مقام عز طالبه عقد توثق عند الله فانعقدا
وللشهيد حياة لا انقطاع لها عند المليك كما في وحيه وعدا
والعمر بضع سويعات تمر بنا تمضي لياليه إن لم نغتنمه سدى
يحل رمضان والذكرى تؤرقنا فيومكم أيها الأحباب ما بعدا
كأنه الأمس حين الغدر فاجأكم من ظالم مفسد شيطانه عبدا
هي المنايا مواقيت مقدرة لتنتقي منهم الأسماء والعددا
يا هول ما ترك «الإرهاب» من أثر باق يؤرق في مرآه من شهدا
في «جمعة» خصها الباري بمحكمه وشهر خير به للعالمين هدى
كانوا يصلون للرحمن في دعة جمع تزاحم في الأنحاء محتشدا
لكن محترفي الإجرام ما احترموا شهر الصيام ولا دينا ومعتقدا
أرواحهم صعدت لله شاكية فنالت القرب والتكريم والرغدا
فلا عناء ولا خوف ولا كدر كلا ولا وحشة يلقون أو نكدا
طوبى وحسن مآب في انتظارهم وللملائك ترحيب بمن وفدا
تحوطهم من بني المختار كوكبة يوم الحساب لمن والاهم مددا
هم الهداة كما جاء الحديث وهم نعم الدليل لمن يرجو النجاة غدا
محمد جدهم خير الأنام ومن يرجو شفاعته من قام أو قعدا
وبضعة المصطفى في الحشر حاضرة تحيل إن أشرقت نيرانها بردا
عزاؤنا حين هب الشعب قاطبة يستنكر الجرم مما هدد البلدا
يقودهم شيخنا الانسان مقتحما وأدمع ذوبت في حرها الكبدا
في مشهد لم تزل ذكراه ماثلة نبض الأبوة فيه زادنا رشدا
هي الكويت حماها الله من شطط لا تعرف الحقد والأضغان والحسدا
كالأم تحتضن الأبناء مشفقة حتى وإن أخطأوا يوما تمد يدا
والدار إن لم يكن أبناؤها سندا بذودهم عن حماها تفقد السندا
من حولنا فتن بالحب نطفئها يموت من رام في تأجيجها كمدا
نحتاج صبرا وإيمانا نلوذ به وطالما أصلح الإثنان ما فسدا
والقى بوخمسين كلمة قال فيها: يسعدني أن اقف بين اياديكم ونحن نحتفل اليوم في الذكرى الثانية لتأبين شهداء الصلاة والصيام شهداء جامع الامام الصادق عليه السلام.
وأضاف بداية يشرفني أن اتقدم بخالص الشكر وجزيل الامتنان الى سمو أمير البلاد الشيخ صبح الاحمد لرعايته لحفل التأبين هذا وقد أناب سموه نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح لحضور هذا التأبين فله كل الشكر والتقدير.
وتابع وفي هذه المناسبة لابد أن نؤكد اننا لن ننسى ما حيينا وقفة الشعب الكويتي الوفي بعد حادثة تفجير جامع الامام الصادق عليه السلام كالبنيان المرصوص فأفشل مخطط الغدر والارهاب ورد كيد الحاقدين الى نحورهم.
وانني وبحضوركم في هذا الشهر الفضيل وفي بيت من بيوت الله استرجع تسلسل الاحداث حيث أنني كنت في قلب الحدث الارهابي وشاهدا لمجريات ما حدث لحظة بلحظة.
بعدها ألقى الدكتور محمد جواد الحاضر كلمة نيابة عن أهالي الشهداء تقدم فيها باسمه وباسم اهالي شهداء جامع الامام الصادق عليه السلام بعظيم الشكر والعرفان للوالد سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد على رعايته هذه الذكرى وعلى وقفته الابوية التي احتضنت شهداء الكويت، كما شكر الشعب الكويتي وخص بالذكر مجلس أمناء وقف الامام الاحقاقي في جامع الامام الصادق عليه السلام على جهوده الكبيرة في تخليد الشهداء، مضيفا «أننا في العام الثاني على التوالي نشهد هذه الذكرى».
وأضاف جواد أنها وقفة وفاء عندما نرى هذا التخليد وهذا التكريم حيث يغمرنا جميعا وخاصة على نفوس اهالي الشهداء بشعور يعجز عنه البيان، مشيرا «إنه والله لشرف عظيم لنا نححن اهالي الشهداء ان نقف اليوم هذا الموقف وقد انعم الله على اباءنا واولادنا واخواننا الذين استشهدوا في اعظم شهر واعظم مكان فاستحقوا ان يكونوا شهداء الصلاة والصيام والسجود».
وأكد أنها بحق لحظات تاريخية عظيمة تعيشها الكويت الحبيبة فقد استطاع شهداء الكويا او يوحدوا الشعب في كلمة سواء ويقفوا جميعا ضد معاول الظلام والتكفير والارهاب.
وأشار الى أن شهداء جامع الامام الصادق هم نجوم الوطن الذين زينوا سماءنا الكويت وعطروا ترابه الطاهر، مبينا أن دماء الشهداء الزكية زرعت الامل والحياة في عروقنا وستكون مثالا ونموذجا لجميع الاجيال.
وأوضح جواد أنه «مضى عامان ومازال الجرح ينزف في قلوبنا على فقد احبابنا، ولكن من اجل الكويت وتراب الكويت ودموع الاباء والامهات اصبح اليوم بلسما على قلوبنا، ونحن اليوم نعزي الكويت ونعزي اهل الكويت ونعزي كل ام واخت واخ وزوج واب وعزاؤنا الحقيقي ان يبقى الوطني عزيزا سالما كريما امنا فهنيئا هنيئا لشهدائنا الابرار وهنيئا للكويت وشعب الكويت».