
سَلْطَنَةُ عُمَانَ جَنَّةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ .. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
تقول الروائية الأمريكية كيت دوغلاس ويجين ” هناك نوع من السحر فى الذهاب بعيدًا ثم العودة متغيرًا ” ، هذا ما حدث لى ولأسرتى الكريمة ونحن فى زيارة بغرض السياحة إلى الشقيقة الساحرة المبهرة سلطنة عمان ،هذه الرحلة التى كانت برنامجا متكاملا كهدية قيمة من السيدة الفاضلة هند البحر لأحفادها وأحفادى ناصر وحصة، إنها السيدة الفاضلة البطلة والمناضلة الكويتية والتى سطرت مع العديد من نساء الكويت تاريخًا نضاليا مشرفا فى مقاومة الغزو الصدامى الغاشم فلها منى خالص الشكر والتحية والتقدير.
والحقيقة أن هذه الرحلة مع إبنتى الشيخة راحيل والشيخة سارة وأحفادى ناصر وحصة كانت فرصة طيبة لقضاء أجازة عيد الأضحى بين الأشقاء فى سلطنة عمان الحبيبة والتى تلقب ب” جنة الخليج” نظرا للطبيعة الخلابة مابين وديان وسهول ومساحات خضراء تسر الناظرين ، وقد كانت إقامتنا فى منتجع شانغريلا العالمى والذى كان من اختيار السيدة الفاضلة هند البحر وللمصادفة هو المكان المفضل لنا عند زيارتنا لسلطنة عمان نظرا لتميز فريق عمل المنتجع فى تقديم أعلى مستوى خدمة للنزلاء وتقوية علاقاتهم بنزلائهم بطريقة تجعل النزلاء يكررون الزيارة للمنتجع مرة أخرى، ومن باب الوفاء والعرفان منهم لأبني الحبيب المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح فى جنات النعيم وغُفر لنا تقصيرنا وأنتقم له ولكل الشهداء، فكانت إدارة المنتجع حريصة على تقديم ما كان يفضله إبنى الحبيب من طعام وشراب وذلك تقديرا وتخليدا لذكراه حيث أنه رحمه الله كان يشاركهم فى مختلف أنشطة حماية الأحياء البحرية ،ومن مميزات المنتجع التى تعبر عن دورهم الإنسانى الراقى والفعال أنهم يوظفون شباب رائع من ذوى الهمم فى لفتة إنسانية طيبة تشجيعا لهم وتقديرا لإرادتهم القوية ، والحقيقة أن نجاح أى منتجع سياحى يتوقف على تميز فريق العمل ، خالص الشكر والامتنان لإدارة المنتجع على جودة الخدمة وحسن الضيافة التى لم نشعر معها بأى غربة.
فى سلطنة عمان يحتار العقل لكثرة المواقع التاريخية والترفيهية حيث ينطق كل ما فيها بلغة الحضارة والعراقة والتسامح ، فهناك محمية صلالة ذات الشهرة العالمية ومسجد السلطان قابوس ذو الطراز المعمارى المبهر وقصر العلم والمتحف الوطنى ورمال وهيبة وقلعة مدينة نزوى التاريخية التى كانت عاصمة للبلاد بين القرنين الثامن والثانى عشر وعاصمة العلم والمعرفة فى تلك الحقبة الزمنية، وهناك الكثير من المعالم التاريخية والمواقع الجغرافية الخلابة ،و مما زاد جمال هذه الرحلة كمالًا رفقة اثنان من الضباط السابقين أحدهما كان يخدم وطنه فى سلاح الجو السلطانى والآخر فى سلاح البحرية السلطانية حيث أفضل من يعبر عن تاريخ الوطن وعراقته رجاله الذين كانوا مرابضين على ثغوره فلهم منى خالص التحية والتقدير.
ولعل أبرز ما يميز سلطنة عمان الشقيقة التسامح الدينى رغم اختلاف المذاهب الاسلامية فالمذهب الإباضى هو الغالب على المجتمع مع تواجد أقل لمذهب أهل السنة والجماعة والمذهب الشيعى ولكن الدستور العمانى يجرم النعرة الطائفية فى الخطاب الدينى وهناك يعيش أتباع كل المذاهب فى تسامح حقيقى وهو ما تفتقده للأسف باقى المجتمعات العربية.
وفى طريق العودة فى مطار مسقط إلتقيت بالطيار العمانى حسين عبدالخالق صاحب المقطع الشهير الذى تحدث فيه مع ضباط برج المراقبة فى مطار الكويت بعد بطولة خليجى ٢٦ وهو يشكر الشعب الكويتى على حسن وكرم الضيافة وذلك نيابة عن الشعب العمانى قيادة وشعبً بكلام راقى مهذب يعكس الخلق الرفيع للشعب العمانى الشقيق وعمق الروابط التاريخية بين الكويت وعمان.
ونحن لا نزال فى مطار مسقط رمقت عيناى السيدة الفاضلة صفاء الهاشم وهى تجلس فى هدوء وسكينة وكأنها إستراحة محارب بعد مسيرة نيابية نضالية مشرفة فى قاعة عبدالله السالم ، فلها منى كل التحية والتقدير ولكل الشرفاء فى وطننا الحبيب .
وأختم مقالى بأن يرزقنا الله الأمن والأمان وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد وأن يعم الأمن والسلام خليجنا والعالم أجمع .. ولنا عودة بإذن الله إلى سلطنة عُمان جنة الله فى أرضه.