صبي في الـ14 من عمره يصبح أصغر سعودي يصل لأعلى قمة في أفريقيا
لدى العودة إلى المدارس من إجازة منتصف العام، يُطرح السؤال التالي: “ما الذي فعلته خلال عطلتك؟” وفي هذا العام، أصبح للطالب المدرسي عبد الله الطعيمي، قصة مثيرة للاهتمام في جعبته، حيث أنه قضى عطلته لتحقيق لقب أصغر سعودي يصل إلى قمة جبل كليمنجارو!
وبدأ عبدالله الطعيمي، وهو طالبٌ في الصف التاسع، ممارسة المشي في الهواء الطلق قبل 3 أعوام أثناء رحلة مدرسية إلى جبال طويق. ومن هناك، أُثيرت في قلبه الرغبة في “استكشاف العالم بشكل أكبر”، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وتحفز المراهق لوضع أهدافه الخاصة بعد مشاركته في الرحلات في الهواء الطلق، ومشاهدة أفلام وثائقية عن رياضة التسلق، فقال: “هذه الأمور جعلتني أرغب بشدة بأن أطور مهاراتي، وأضع أهدافاً لنفسي لأحققها، وأحدها هو: تسلق كليمنجارو”.
وبعد مباشرته بالتسلق بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، بقيادة الرحالة ومتسلق الجبال سعود العيدي وبرعايةٍ من إدارة مدارس الرياض، نجح المراهق في الوصول إلى رابع أعلى قمة في العالم، جبل كليمنجارو، في صباح العام الميلادي الجديد، أي في الأول من يناير/كانون الثاني عام 2019.
وأصبح الطعيمي بذلك أصغر سعودي يصل إلى قمة كليمنجارو، حيث كان عمره 14 عاماً فقط. وعن هذا الإنجاز، قال المراهق: ” أشعر بسعادة غامرة لأنني تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز.. وأنا سعيد جداً لأن هذا الإنجاز جعل عائلتي ومدرستي وأصدقائي يشعرون بالفخر”. واستغرقت الرحلة إلى هذا الجبل الذي يصل ارتفاعه إلى 5 آلاف و895 متراً، 8 أيام إجمالاً مع رحلة الصعود والنزول.
وواجه المراهق مختلف التحديات خلال الرحلة مثل البرد الشديد، وعدم القدرة على الاستحمام. ولكن شكلت قلة الأوكسجين نتيجة الوصول لمرتفعات عالية من أصعب التحديات بالنسبة له. ومع ذلك، استطاع الطعيمي تخطي هذه المشكلة قائلاً: “في يوم الوصول إلى القمة بالذات، كنت أتنفس بصعوبة شديدة وشعرت بنبضات قلبي تزداد مع صعوبة التضاريس في أعلى الجبل. ولكن جمال أرواح الفريق والمرافقين والحمالين كانت تجعلني أتجاهل الصعوبات والتحديات”.
واستغرق الاستعداد الجسدي للرحلة 3 أشهر. وخلال تلك الفترة، وضعت والدة الطعيمي خطة رياضية اشتملت على مختلف النشاطات لرفع مستوى لياقته البدنية، مثل الجري، وركوب الدراجات لمسافات طويلة. وذلك إضافة لأداء تمارين مطلوبة ضمن برنامج الاستعداد الذي صممه له قائد الرحلة.
وأما الاستعداد العقلي، فهو “مستمر منذ لحظة اتخاذ القرار بالمشاركة وحتى لحظة الوصول إلى القمة. وهو يعتمد على الشخص ذاته وتركيزه على هدفه وتشجيعه لنفسه”، وفقاً للمراهق. ورغم أهمية الاستعداد الجسدي، يؤكد الطعيمي أن “الاستعداد الذهني هو الذي يوصل المتسلق إلى القمة”.
ورغم التحديات، وصف الطعيمي الرحلة بـ”أصعب وأجمل 8 أيام” في حياته في حسابه على إنستغرام، إذ عاش لحظات جميلة خلال الرحلة مثل اكتسابه لصداقات جديدة من مختلف الجنسيات، وحفظه لأغاني خاصة لتشجيع المتسلقين.
وشكلت طبيعة الجبال جانباً آخر استمتع السعودي فيه، فقال: “استمتعت بالمرور بأنواع مختلفة من البيئات الطبيعية مثل الغابات، والصحراء، والصخور، والثلوج. وعشت فيها الأربعة فصول كلها من الحر الشديد إلى البرد القارس”.