ضحايا الإدمان… في ازدياد…بقلم غنيمة حبيب
كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الصحة في أبريل 2021، بأن عدد الحالات التي دخلت مركز الإدمان في الكويت خلال عام 2020 بلغت 1934 حالة، أي بأعداد تفوق عن الحالات المسجلة في عام 2019 بما يزيد 1000 حالة، كما زادت عدد جرائم القتل والعنف _ التي تكون أحد أسبابها تعاطي مرتكبيها للمواد المخدرة_ ، خلال العام الماضي نحو 20 جريمة قتل و900 حالة اعتداء ، مما يدلل على أن جائحة كورونا ساهمت في زيادة معدلات مدمني المخدرات نتيجة الضغوطات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية وتأثيراتها السلبية عليهم، هذا فضلا على ارتفاع المعرضين للضغوط النفسية على المتعافين من الإدمان من ناحية أخرى ، الذين يعانون من القلق والتوتر نظرا للإغلاق والحظر الجزئي والكلي وتقييد الحريات وأحيانا من قلة فرص العمل ومصادر الدخل. حيث بات الكثير من شبابنا اليوم ضحايا جدد لتلك الأزمة المستجدة، التي أوجدت زيادة في معدلاتها عما كانت عليه في السابق وأثّر سلبا على الجميع
فلا يمر علينا يوم دون قراءة خبر في الصحف المحلية عن حالات تعاطي مواد مخدرة أو عنف.. وصرنا نسمع عن مقتل شخص ، وطعن آخر ومشاجرة دامية وضرب وانتحار بشكل مخيف وبطرق بشعة ، ناهيك عن التطاول على رجال الأمن ، فكل ذلك نتيجة طبيعية بسبب الأوضاع المستجدة واستمرار الضغوطات ، وتوفر حصولهم على أنواع كثيرة من المخدرات والمهلوسات
فشبابنا أصبحوا ضحايا لهذا السم القاتل، خاصة في ظل غياب الحلول التي تساعدهم على تخطي تلك الضغوط النفسية التي يواجهونها ، فأصبحوا فريسة سهلة لمروجيها. فعمليات تهريب السموم زادت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ وخطير، مما يتطلب من المسؤولين وضع آليات جديدة للحدّ منها، كما يفرض علينا الوقوف بشكل جدي وحازم للتصدي لتلك المشكلة الخطيرة التي يذهب ضحيتها شبابنا، فمشكلة انتشار المخدرات بينهم تستحق الدراسة والبحث حتى لا تتحول إلى كارثة يصعب التعامل معها في المستقبل
فالمسؤولون في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني تقع على عاتقهم المسؤولية الأكبر، فلا بد من تكريس الجهود للبحث عن حلول جذرية للقضاء على هذه المشكلة لاحتواء جيل المستقبل وحمايتهم، هذا مع إعادة النظر في القوانين والتشريعات ، ومنح تراخيص للقطاع الخاص لإنشاء المصحات العلاجية التي ستسهم بشكل كبير في إنقاذ وإعانة من سقطوا فريسة لهذا السم القاتل
ولا ننسى دور الأسرة وأولياء الأمور، فعليهم كسر الحواجز النفسية بينهم وبين أبنائهم، فيتقربوا منهم، ويشعروهم بالأمن والأمان، ويتفهموا طبيعة اختلاف شخصياتهم وفترات أعمارهم ، يحاوروهم ويستمعوا لهمومهم الصغيرة ومشكلاتهم البسيطة وأحلامهم الكبيرة، خاصة في ظل عدم وجود سبل للترفيه عن أنفسهم وتفريغ طاقتهم السلبية والملل والضجر وعدم انشغالهم بأجواء الدراسة التي كانت تأخذ من وقتهم الكثير
فلنكن العون والأمان والسند لأبنائنا، ونعمل على حمايتهم وإيجاد حل لمعاناتهم حتى لا يكون هناك ضحايا جدد تضاف أرقامهم للضحايا القدامى.. فشبابنا هم الحاضر والمستقبل