لو ناديت …. بقلم.. منى عبدالله السعدي
جفت كل الكلمات ، ونضبت كل منابع العبارات في القواميس والمعاجم
و في خبايا ذاكرتي .
ها أنا العربي بلغتي .
لغة الضاد ، أقف عاجزا ، وأنا أبحث عن جذور الكلمات، عن ميزان التراكيب ، لعلي اصطاد تعابير جديدة في بحر البيان ، لتروي الأرض البور في النفوس القبيحة، فتتحول سحرا ، يكون وقعها أكثر تأثيرا في تلك القلوب المتحجرة ، التي سرقت منها الصور والمشاهد المعرّاة كل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية .
آهٍ….. آه ……لقد ترملت اللغات ، وأصبحت العبارات عاجزة مشلولة الأطراف والحروف ، كل اللغات خُنِقت ،استنزِفَت، و استُهلِكت، فلم تعد لتحرك شعورا أو قشعريرة ، بعد أن انتصر المارد ، الذي يحمل على بساطه السحري منظر القتل والدم والدمار والخراب، فصارت تمر به العيون وكأنه لوح جليد يذوب بعد حين .
أين غليان الشعور ؟ أين حمية الإنسان الفطرية لنصرة الضعيف لنصرة الإنسانية ؟ أين …. ؟ وأين ……. ؟
توقف…… لا تنادي فليس هناك أحياء في القبور .
لو ناديت أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .