أهم الأخبارمحليات
متحف «قصر السلام».. صرح يوثق تاريخ الكويت بأسلوب حديث مبتكر
قال رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري ورئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز اسحق ان متحف (قصر السلام) الذي افتتحه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يعد صرحا لتوثيق تاريخ الكويت بأسلوب حديث ومبتكر.
وأضاف اسحق في تصريح صحفي اليوم الاثنين، أن المتحف يشكل صرحا تاريخيا حضاريا معماريا فريدا من نوعه يحفظ ويوثق تاريخ الكويت عبر حكامها والحضارات التي مرت بها وكذلك يحاكي الأجيال ليعمق مفاهيم الاعتزاز بالوطن.
وأكد أن المتحف تم تصميمه ليتناسب مع الجيل الحديث باستخدام أحدث أساليب العرض التكنولوجي ليصبح متحفا يقدم تاريخ الكويت والحضارات التي مرت بها للزائر بشكل ابداعي مبتكر لا يخلو من متعة الابهار.
وأوضح أن (قصر السلام) له تاريخ كبير ويمثل قيمة تاريخية ووطنية كبيرة في نفوس حكام الكويت وشعبها الوفي وتم إعادة تأهيله بناء على تعليمات سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد فجاءت فكرة تحويله الى متحف يوثق تاريخ الكويت.
وأفاد بأنه تم تصميمه وإعادة إعماره ضمن مفهوم وأفكار جديدة ذات توجه ثقافي وأبعاد تاريخية تبرز أهميته من خلال تحويله إلى متحف يضاهي أرقى المتاحف العالمية جودة ومحتوى وبأعلى المقاييس.
وبين أن المتحف يتكون من أربعة أدوار (سرداب – أرضي – أول – ثاني) حيث يشمل السرداب مكتبة إلكترونية متصلة بالمكتبة المركزية للديوان الأميري إضافة إلى مناطق مخصصة للبحث العلمي ومكاتب للموظفين ومخازن وغرف خدمات وغيرها.
وأضاف أن الدور الأرضي يحتوي على مدخل الزائرين الذي يقع على شارع جمال عبدالناصر ومدخل كبار الشخصيات المطل على شارع الخليج العربي والذي يؤدي إلى قاعات استقبال كبار الزوار وكذلك البهو الرئيسي الذي يشمل على (عرض بئر التاريخ).
وذكر ان الدور الأرضي يشمل أيضا معرض (تاريخ القصر) وتمت إعادة بعض القاعات الى ما كانت عليه عند إنشاء قصر السلام مع إضافة أدوات العرض التاريخي لكبار الشخصيات التي زارته وقاعة تمثل الدمار الذي لحق به جراء الغزو العراقي وقاعة لعرض بعض التحف الثمينة التي يحتويها القصر.
وقال اسحق ان الدور الأول فيه متحف (تاريخ الكويت عبر حكامها) والذي يشمل تسع قاعات متحفية تسرد تاريخ الكويت منذ نشأتها بداية من رحلة العتوب وأهم الانجازات التي تمت خلال تاريخ حكام دولة الكويت الخمسة عشر إضافة إلى عرض للمقتنيات الخاصة بهم كما يحتوي على مناطق استقبال لكبار الزوار.
وبين أن الدور الثاني يشمل مناطق استقبال وقاعة احتفالات ومطبخ مركزي.
وأوضح أن مبنى مواقف السيارات مستحدث ومكون من ثلاثة أدوار تحت الأرض (حتى لا يؤثر على المنظر العام القديم للقصر) ويتسع لحوالي 290 سيارة ويرتبط بالقصر عن طريق مساحة استقبال كما يشتمل على كافيه ومحل للهدايا التذكارية ومكان مخصص لاستقبال الأطفال ومكاتب للموظفين.
وأشار إلى الساحات الخارجية التي تشتمل على حدائق ونوافير تجميلية إضافة إلى مواقف سيارات لكبار الشخصيات وقبة زجاجية تجميلية.
وذكر أن وسائل العرض في القاعات المختلفة للمتحف تتضمن حوالي 98 فيلما ونحو 270 من الأعمال المطبوعة (الجرافيكس) وكذلك المجسمات المختلفة التي يبلغ عددها حوالي 59 ومختلف أنواع وسائل عرض المقتنيات التي تزيد على ال70.
وأضاف اسحق أن وسائل العرض تلك تستخدم أحدث التقنيات التكنولوجية لتوصيل المعلومات التاريخية باللغتين العربية والإنجليزية لزوار المتحف.
وعن تاريخ (قصر السلام) قال إن سبب انشائه كان في أواخر الخمسينيات حين كان الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يبحث عن تصميم لقصر يكون سكنا خاصا له ولعائلته فتوجه إلى مصر باحثا عن مهندس يقدم له تصميم يرضي مخيلته فالتقى بالمهندس مدحت العبد الذي قدم له تصميما فريدا من نوعه لقصر دائري الشكل.
وبين انه بعد بضع سنوات وتحديدا في عام 1960 تم الشروع في بناء الهيكل الأساسي للقصر الذي أتى متزامنا مع استقلال الكويت عام 1961 وحاجتها الماسة لوجود قصر للضيافة لزوار الدولة ولإقامة الاجتماعات والمباحثات الدولية التي كانت الكويت طرفا رئيسا فيها لإبرام المعاهدات وإجراء اتفاقيات السلام بين دول المنطقة.
وأوضح انه تم نقل ملكية القصر إلى الدولة واستكمال أعمال البناء لتحويله من قصر سكني إلى قصر ضيافة بإشراف المغفور له الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي كان وقتئذ وزيرا للمالية.
وقال إن القصر استقبل أول زواره عام 1964 لتتوالى بعدها الزيارات والضيوف من ملوك وأباطرة العالم ليصل عددهم إلى 166 زائرا.
واشار إلى الدمار الذي حل بالقصر عندما أتى الغزو العراقي عام 1990 فتم تدمير القصر ونهبه وطمس ملامحه فذهب تاريخه في طي النسيان مبينا أنه بعد تلك السنوات الطويلة تم تقديم اقتراح في عام 2013 لوزير شؤون الديوان الأميري رئيس اللجنة العليا للمراكز الثقافية بضرورة انشاء متحف يجمع تاريخ الكويت العريق لأول مرة ويحفظ تحت سقف واحد.
وبين ان الاختيار وقع على (قصر السلام) حيث بدأت أولى خطوات مشوار سنوات العمل الست لإعادة إعمار وترميم وتصميم هذا القصر بتحويله من قصر للضيافة إلى متحف يوثق تاريخ الكويت.
وأكد أن الجهد كان مضاعفا والعمل متزامنا ما بين إعادة تصميم المبنى وإعماره وبين جمع تاريخ الكويت من جميع أقطار العالم.