محاكم التفتيش… والإلحاد … بقلم محمد الظفيري
أطلق على القرون الوسطى التي عاشتها أوروبا بالعصور المظلمة، بسبب سيطرت الكنيسة ورجال الدين وقسوتهم على العلماء، حيث أنهم أحرقوا ثمانية آلاف كتاباً مخطوطاً ومحاكمة تسعون ألف وثلاثة وعشرين عالماً بأحكام مختلفة لمخالفتهم أراء الكنيسة، كان أشهرهم كوبرتيكس الذي أكتشف أن الأرض تدور حول نفسها كل 24 ساعة فيحدث الليل والنهار ولهذا اضطهدوا وكفروه وأحرقوا كتبه، أما جاليليو الذي أثبت أن الشمس مركز الكون فقد أمر البابا سجنه في بيته إلى الموت، وكذلك أعدمت الكنيسة برونو حرقاً في ميدان عام لدفاعه عن فكرة تحرك الأرض.
لهذا السبب عاشت أوروبا ألف عام في ظلام إلا أن ظهور علماء وفلاسفة ومفكرين أمثال فولتير وديكارت الذين غيروا وضع أوروبا بدعم فكر أن لا أمل في طلب العلم إلا بهدم سلطة الكنيسة والأتجاة نحو الإلحاد، وبهذا دعوا صراحةً معارضتهم للكتاب المقدس واعتقادهم أن الدين -كما رأوا- اضطهاد للعلم والعلماء
بنظري.. من الخطأ الاعتقاد أن الكتب السماوية تفسر كل شيء بما فيها الظواهر العلمية، لأن نزولها من السماء لتبيان الطريق إلى الله وليس لتعليم الفيزياء والكيمياء وغيرها…
نعم قد تشمل على تفسير لبعض الظواهر وذلك للإعجاز..
وبسبب هذا الاعتقاد أصبح رجال الكنيسة يتسرعون بإطلاق أحكامهم على العلماء بالكفر والزندقة
وكانت هذه الأحكام سببا في فكرة الإلحاد.