
مدفع الإفطار
ارتبط شهر رمضان المبارك بطقوس راسخة أبرزها «مدفع الإفطار» الذي تتجه إليه الأنظار إيذاناً بانتهاء ساعات الصيام وأذان المغرب، ويضفي انطلاقه الفرحة والبهجة على الصغار والكبار، وقد عرفت البلاد هذا المدفع منذ نحو 117 عاماً.
وعند سماع كلمتي «جاهز.. ارمِ» ينطلق مدفع الإفطار في قصر نايف وتحرص الكثير من الأسر على الحضور لحظة انطلاقه وتسجيل هذه اللحظة التي ينقلها تلفزيون الكويت الرسمي منذ سنوات مع خلق أجواء شعبية تراثية قبل موعد الإفطار.
ومع قدوم شهر رمضان تدور التساؤلات حول أصل مدفع الإفطار، وبالنبش في ذاكرة التاريخ يتبين أن الصدفة لعبت دوراً في انطلاق مدفع الإفطار الذي أصبح طقساً مميزاً في شهر رمضان الكريم، وكانت البداية عام 865 هـجرية من القاهرة المملوكية، وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول انطلاقة لمدفع الإفطار جاءت بالصدفة، فقد أراد السلطان «خشقدم» تجريب مدفع جديد، وكان بدء انطلاق طلقات المدفع لحظة أذان المغرب، وظن الناس أنه تقليد جديد لتنبيه الصائمين للحظة الإفطار، فخرج الناس لشكر السلطان على التقليد الجديد الذي أصبح عادة في الإفطار والسحور.
هذه الرواية المشهورة تقابلها رواية أخرى تعود ببداية قصة مدفع الإفطار إلى عصر الخديوي إسماعيل، حيث تشير الرواية الى أن فاطمة ابنة الخديوي أصدرت فرماناً باستخدام المدفع في الإعلان عن لحظة الإفطار طوال شهر رمضان، ولذا أطلق المصريون عليه «مدفع الحاجة فاطمة».
انتقلت الفكرة إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، ومن بينها الكويت التي عرفت مدفع الإفطار منذعام 1907 في عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع لدولة الكويت، ويعتبر علي بن عقاب بن علي الخزرجي أول من أطلق مدفع رمضان في الكويت، حيث اعتاد الكويتيون معرفة وقت الافطار والسحور من خلال سماع صوت مدفع رمضان الذي كان إهداء من الحكومة البريطانية.
كان مدفع رمضان بالكويت ينطلق في بدايته من قصر السيف، ثم انتقل بعد ذلك في اوائل خمسينيات القرن الماضي الى موقعه الحالي في قصر نايف الذي بني في سنة 1920 في عهد الشيخ سالم المبارك.