الأسبوعية

مسرح د. سعاد الصباح .. بقلم الشاعرة مريم فضل

يحدث أن تتجاوز علاقة المتلقي مع المبدع على سبيل المثال أديباً، من متابعة إنتاجه الأدبي فقط إلى البحث عن حياته وعلاقاته بشكلٍ عام ومكان عزلته وقت الكتابة، حيث أول ما قرأت للشاعرة القديرة د. سعاد الصباح وأنا ابنة تحت العشرين عاماً، فقررت أن ابحث عن مسكنها الخاص لمعايشة أجوائها في الكتابة، انطلقت إلى رابطة الأدباء الكويتية لأسأل حارسها الذي ضحك كثيراً على ظني حيث توقعت أن الرابطة مسكناً لأدباء الكويت.
مرت السنون وشاءت الأيام وأهوائها أن يوضع إسم هذه الشاعرة على مسرح الرابطة، وتحضر لتفتتح مسرحها وتذكر كلمة تاريخية للمتلقي، وأكثر ما وشمَ في ذاكرتي حيث قالت: (من يمتهن الكلمة لا يشيخ).
ترك الحضور المكان واختفت الضجة وجرت الأيام وظلّ شعوري متوقفاً عند تلك اللحظة وتعلق شعوري المحب للمسرح حيث يزوره الجمهور في فعالية ما و أنا اختلف في شعوري عنهم حيث لا زلت أرتاد عليه وهو خاوي بين فترة وأخرى وأجلس في نفس كرسي الشاعرة التي جلست عليه وقت الافتتاح، واستشعر قوة حضورها ويمر في ذاكرتي مشوارها الطويل الطويل في الشعر العربي الحديث و استلهم شيئا من إبداعها، يباغتني أحدهم: ما الجدوى من كتابة الشعر؟ وأشير فوراً لاسم الشاعرة المعلق على المسرح، هنا الجدوى أن تكتب بصدق فتُحترم وأن تعطي بحب فيلتفت إليك العدو قبل الصديق، استأذنت الزميل وهممت لمكتبي لاكتب.

فالمكان له ذاكرة أعظم من ذاكرة الإنسان ولعه كما أظن يورث لنا ما تركه الإنسان من مشاعر على بساطه.

الشاعرة مريم فضل .. المصدر مجلة النهضة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى