مقتطفات من مذكرات نحلة … بقلم د.فاطمة عاشور
في صباح يوم باكر جاءت الشمس تزورني كعادتها، لا تأخر في موعد اشراقها، ولا في موعد غروبها، لتبعث الأمل والتفاؤل في ايحاءاتها لي لأبدأ يوماً جديداً، وكعادتي لبست الملاءات الملونة، المحصّنة بالقوة والعزيمة لأحلق فرحةً في السماء ،متنقلةً بين نسمات الهواء الباردة وخيوط الشمس الذهبية.
لم يكن يومي هذا كسائر الأيام بل كان مختلفاً كل الاختلاف. لحين سماعي صوتاً مألوفاً، يرتفع حيناً وحيناً يهمس همساً تواتراً بين فراشة وأخرى، سببه أنها هناك واحدة تربعت فوق زهرة ملونة بألوان قوس قزح، هي كرسي العرش او العهد لدى الفراشات، التي احتلته عنوة لتأحذ مكانها. فإتجهت نحوهن مسرعة لعلي أنهي النزاع، تنحنحت بسؤال يسأل، ما بكما عساه خيراً؟، لترد علي صاحبة الحق بأن المعتدية هذه قد اغتصبت مكانها، مهددة ، رافضة اي نوع من التشاور أو التفاوض لإخلاءه.
فسارعنها بسؤال، أيعقل أنك تتشاجرين، ولا يليق بك الشجار، جنسك جنس عز وافتخار.
هيا انطلقي وارتفعي رفعة الكبار، والبسي ثوب التسامح حرةً طليقةً، افترشي الورد والياسمين وتلحفي السماء، وتلألأي بنور الشمس وضؤ القمر في ظلام ليل لاينقشع، ومن عاشه ليس كمن سمع ومن ذاقه ليس كمن تجرعه حتى ارتوى وشبع.
قالت النحلة: نصيحتي اليوم ان من يحاكي العقل لا من يدغدغ الغرائز، كل شخص يأخذ نصيبه فلا داعي لخلق الفتن والمشاكل المكر والحسد… والحقد والضغينة… تقتل الجسد… فعلينا ان نسامح دون عتاب لكي ننال الخيرات