نواكشوط تتغني بالمدائح النبوية في ليالي رمضان
كتبت : رباب عبيد
لشهر رمضان ميزة خاصة في موريتانيا , حيث الاجواء الروحانية التى تجسد الفطرة التى فطر الله عليها الخلق وللصوم مقاصد معنوية واجتماعية , من خلال الصدقة والزكاة وموائد الافطار .
وتتعدد المظاهر الاجتماعية والدينية في الشهر الكريم , حيث الاستعداد للشهر الكريم من شراء السلع الغذائية كالخضروات والتمور والحليب والمعلبات والدقيق , وتعلن الدولة عن ساعات العمل التى تبدأفي حدود التاسعة صباحا وتنتهى في حدود الرابعة مساء.
وتؤجل عقود الزواج والأمور الاجتماعية في انتظار هلال شهر رمضان، ولا يرغب الكثيرون في إبرام مثل هذه الأمور في الأشهر التي قبل رمضان لدرجة التشاؤم أحيانا ويسمونها “لكصار”.
اما الاعلام الموريتاني في رمضان يهتم بتقديم البرامج الخاصة بحرمة الشهر الكريم من محاضرات دينية ومسلسلات وفعاليات اسلامية وتراثية .
عادات رمضانية
وعند رفع اذان المغرب , تبدا الاسرة الموريتانية بتناول التمر ومشروب ” المذق” ” أزريك ” او منقوع البصام والشاي الأخضر ثم تؤدى صلاة المغرب ويرجع افراد العائلة لمائدة الافطار , وتمتاز المائدة الموريتانية بالعديد من الأطباق الرئيسية المختلفة منها:”طبق البنافه وهو خضار ولحم، والمخبوزات والحلويات , ويتكون الفطور عند الموريتانيين من التمر والنشا المعد من حبوب متعددة،كما ان الحساء احد مفردات المائدة الموريتانسة وهو من أنواع الحبوب الذرة أو الدخن وأحيانا من الخضروات حيث يسميه البعض “سب ” له كذلك حضور كبير في وجبة الفطور .
وفي الوجبة ما بين الافطار وما بين السحور يتناول الموريتانيون ” وجبة العشاء ” ويكون عادة طبق الكسكس باللحم ويعتبر الطبق المفضل على العشاء للاسرة الموريتانية وعلى مائدة السحور يشرب ا لمشروب الرائب أو المذق أو الأرز المسلوق , وتأثرت الاسرة الموريتانية بالبهارات المغربية .
التراويح والقيام
من اول ليلة من ليالي رمضان تبدأ المساجد بعد صلاة العصر بترتيل القرآن الكريم وإقامة الأحاديث الدينية والمواعظ والإرشادات الخاصة بتعاليم الإسلام الحنيف ومبادئ الشهر الكريم، أما بعد الإفطار فتؤدي صلاة التراويح التي لا تتعدى 8ركعات ثم تختم بالوتر ثلاث ركعات ..
وبعد التراويح يعود المصلون لتناول وجبة الافطار الرئيسية ثم الخروج لرياضة المشي فيما ينتظم الشباب داخل الملاعب المغطاة أو في الحواري والساحات العمومية وهم يسهرون على لعب الكرة حتى قبيل السحور.
ليالي القدر
وفي ليلة 27 من رمضان تكون صلاة التراويح الأخيرة والتي عادة ما تصحب ببعض العادات كأن يحضر المصلون أواني لينفث الإمام فيها التماسا للبركة ويمضى الكثيرون الليل وهم يصلون التماسا لفضل ليلة القدر.
وفي الأحياء الضواحي يحاولون تقليد المسحراتي من خلال الإعلام بوقت السحور حيث يجوبون الطرق وهم يحملون في أياديهم أوعية معدنية للنقر عليها من أجل إيقاظ الناس على السحور.
الاطفال والبهجة
الأطفال في موريتانيا يخرجون إلى الحدائق والشوارع بعد الإفطار، ويمارسون ألعابهم المختلفة، وقد يصحبون والديهم إلى صلاة التراويح .
و عادة “زغبة رمضان ” حيث يترك شعر الأطفال دون حلاقة مع اقتراب الشهر الفضيل ثم يحلق مع حلول الشهر الكريم لتحبيب الأطفال أكثر في هذا الشهر وارتباطهم وجدانيا به.
وفي رمضان تمتلأ باحات المساجد في التراويح ويخرج لها النساء والأطفال مما يضفي أجواء خاصة على ليالي الشهر، فيما يقصد الكثير الأماكن المفتوحة كسور المطار أو الملاعب المغطاة للتريض بعد وجبة العشاء وبالتالي ينشط عمل الملاعب المغطاة في أحياء نواكشوط حيث يسجل فيها الكثيرون مقابل رسوم تصل 5000أوقية كل شهر، وذلك في ظل ندرة الصالات الرياضية المجهزة وكذا الملاعب المفتوحة أمام الجمهور.
ويواكب الناس ليالي الشهر بسهرات المديح النبوي وبالزيارات العائلية والأخوية فتتعزز الصلات وتقوى العلاقات بين الناس , لأنه شهر التواصل والرحمة والمغفرة .