هل تُعادل الكلمة الحياة…؟ بقلم منى الهاجرى
في حياة كل منا.. قصة كبيرة لم تُكتب بعد…
وفي أعماق كل منا .. حياة لم نعشها بعد..
وفي خيال كل منا.. مدينة فاضلة لم تُسكن بعد..
وفي داخل كل منا.. إنسان يطلب تصريحاً للدخول إلى الحياة التي يرغب..
وفي داخل كل وطن.. هناك وطنٌ صغير يبحث عن مساحة دفء في قلب مواطن شريف…
وفي أعماق كل منا.. عبقريٌّ يريد أن يصنعُ شيء ما..
وفي داخل كل منا.. محاربٌ ينتظر لحظة إعلان نهاية حربٍ يخوضها رغمٌ عنه ليُعـدم سلاحه بيده..
فهناك شرفاء صنعوا تاريخاً لدولة ب “قلم” و أوقفوا به حروباً ضروس استنزفت أموالاً وبشراً لسنوات..
فمشرط الطبيب الجراح قد يقتل كما يعالج أحياناً..
و سلاح المحارب قد يقتل بريء كما يدافع عن آخر..
وقد يخترع عالِمٌ أداةً قد تنفع البشرية وفي نفس الوقت تكون سبباً في مضرته..
وقد يبني المهندس صرحاً معمارياً شامخاً ويستغرق في بناؤه سنوات عدة .. ثم ينهار هذا الصرح في لحظات بفعل تدخل طبيعي كزلزال مدمر ليقتل العشرات من البشر..!
سلاحٌ وحيد يبني و يشفي و يدافع ولا يقتل كما يحيّ..
ويصنع أمجاداً و تاريخاً..
ذلك السلاح هو ” القلم”
إذا أُحسن إستخدامه وسطر الحق وأدان الباطل ..
فهل كل من يحمل أقلاماً يسطر تاريخاً ..؟
فهناك أقلامٌ تُصنع للمباهاة ولدغدغة مشاعر الآخرين و لمسح أجواخٍ لنفوسٍ غابرة..
فقد تمنعنا ظروف الحياة ودهاليزها من الإستمتاع بها..
ومن تأدية أدوارنا فيها كما ينبغي.. لذا فقد ينفعنا ” القلم” لكتابة قصتنا التي لم تُكتب بعد ومن تشييد تلك المدينة الفاضلة على أرض الواقع..
ومن تحقيق حلم ذلك الوطن..
بالإرتماء في أحضان الشرفاء وفي إحياء تلك الضمائر الميتة.. وفضح مصاصي دماء البشر..
ورسم الإبتسامة على وجوه أجيالٍ قادمة.. وعلى حرق مادة ” الجوخ”..!
فهل تُعادل الكلمة الحياة…؟