هل نراقب زيادة الوزن والسمنة لدى أطفالنا؟
يعاني الأطفال في عصرنا الحاضر من زيادة الوزن الناتجة عن أسباب مختلفة، والتي باتت مصدر قلق كبير في العديد من البلدان، ومن بينها دولة الإمارات. وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن والبدانة، والتسبب في أضرار جسدية ونفسية، وتتراوح ما بين تناول المأكولات الغنية بالدهون أو المقلية، ونمط الحياة الخامل، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية، وإهمال الصحة، والتي تُعتبر من العوامل الشائعة، فضلاً عن غياب التوجيه الأسري.
وأعرب أطباء مجموعة مستشفيات وعيادات الإمارات عن مخاوفهم إزاء تزايد نسبة زيادة الوزن لدى الأطفال، وذلك خلال حضورهم لمعرض مدرسي دولي، حيث قالت الدكتورة هلبيس عبد الملك، أخصائية طب الأطفال في مجموعة مستشفيات وعيادات الإمارات، فرع كونراد: “تزداد معدلات السمنة بسبب إهمال الأهل تحديد النظام الغذائي لأطفالهم، حيث لا يمكن التقليل من أهمية التغذية واتباع نظام غذائي صحي بدلاً من تناول الوجبات السريعة التي باتت شائعة في كل منزل”.
وأضافت: “رغم ما تبذله المدارس من جهد لتعليم الأطفال اتباع نمط حياة صحي، ومراقبة الوجبات خلال استراحة تناول الطعام، وترويج النشاط البدني، إلا أن هذه الجهود وحدها لا تكفي. ويتوجب على الأهل بذل جهود مماثلة في المنزل، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وإن اقتصرت على المشي أو اللعب في الحديقة. فهذه الأنشطة يمكن أن يكون لها تأثير كبير، ومن شأنها أن تقيهم من الوقوع في السمنة”.
من ناحيته، قال الدكتور سانديب مالهوترا، أخصائي طب أسنان الأطفال في مجموعة مستشفيات وعيادات الإمارات في الخليج التجاري: “تلعب المشروبات دوراً مهماً في زيادة الوزن، فالأطفال يتناولون يومياً مشروبات غازية محلاة ووجبات سريعة تحتوي على السكر، رغم أن شرب الصودا، والعصائر، والمشروبات الرياضية، وغيرها من السوائل المحلاة بالسكر تؤدي إلى زيادة الوزن، فضلاً عن كونها ضارة بالأسنان. ورغم القواعد الصارمة التي تمنع الأطفال من تناول الوجبات السريعة، والمشروبات الباردة، والشوكولاته، والكعك في المدرسة، إلا أن الأطفال يعوضون ذلك في المنزل، حيث كل شيء متاح وغير خاضع للرقابة. وهذا ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة الجسم والأسنان، إذ باتت تجاويف الأسنان وتسوسها شائعة لدى الأطفال اليوم رغم سهولة الوقاية منها”.
وقدم الدكتور سانديب خلال مشاركته في المعرض إرشادات للأهالي والأطفال حول كيفية تنظيف الأسنان بالفرشاة، وكيفية العناية بالأسنان، والمأكولات التي يجب تجنبها للوقاية من تسوس الأسنان. كما قدمت الدكتورة هلبيس نصائح حول العادات الغذائية الصحية، وأهمية ممارسة التمارين الرياضية، ومدى أهمية تناول الطعام الصحي. وتم خلال الفعالية تقديم فحوصات طبية وفحوصات أسنان مجانية للأطفال الحاضرين، بإشراف كادر طبي متخصص من مجموعة مستشفيات وعيادات الإمارات التابعة لشركة الإمارات للرعاية الصحية.
ويُعتبر علاج السمنة أمراً معقداً وشاقاً، وبالتالي يتوجب حماية أطفالنا من الوقوع فريسة للسمنة، وإرشادهم إلى تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني، وتقديم التوجيهات لهم ومراقبتهم على الدوام.