هنيئا لك يا بوعدنان تقدير المجتمع الخليجي …بقلم : بسمة سعود
في الحادي عشر من أغسطس من يوم الجمعة الماضي إستقبل المجتمع الخليجي فاجعة خبر و فاة الفنان الكويتي بوعدنان ، أحد رواد مؤسسي الحركة الفنية الكويتية و الخليجية ، بثقافات تأرجحت بين :
– تمجيد ذكرى الراحل و إظهار الحزن و التقدير له عبر مساحات واسعة في الشبكات الإجتماعية .
– إرتفاع الأصوات المذهبية المتطرفة التي تنصب من نفسها حاكم الجنة و النار ! .
– خروج الآراء التي تنتقد حصر التمجيد و إشهار العزاء على المشاهير فقط .
و كالعادة تسارع بعض الشخصيات البارزة في المجتمع التي تتكسب من وراء الأصداء القوية في تقديم واجب العزاء و المقترحات بما يحقق لهم التسويق الذي ينشدونه .
إن تقدم المجتمعات يرتبط بثقافة الثناء و التقدير للآخر الذي يدعم الصحة النفسية للأفراد و ينمي قدراتهم على الأداء الخلاق و الجاد مما يعود على المجتمع بالخير و التقدم ، و التقدير و الثناء لأشخاص غير مؤهلين تملقا أو جبرا للعوز أو طمعا لتحقيق مصالح شخصية يخلق الغرور في المجتمع ، بينما الثناء على شخص بأقل مما يستحق فذلك يكشف عن حسد في المجتمع .
الإعلام الكويتي المرئي و المقروء لعب دورا رئيسيا في تعزيز ثقافة معينة عند المواطنين من ناحية تقدير الآخرين ، فنجد أن الأعلام أهمل جانب إبراز كل موظف متميز في جهات العمل للخدمات الوظيفية المختلفة مثل الطب و العلوم و الهندسة و التربية و الإدارة أو في الفنون المسرحية الأكاديمية الهادفة أو في الطاقات الغنائية المبدعة …… إلخ و هم الذين يمثلون عصب أي مجتمع ، لكنه دعم الوجوه التي تظهر خلف الكاميرا و تجار البلاد و النواب و الوزرا ؟! لهذا غرزت ثقافة تقدير معينة في بلدنا التي تحبط الطاقات الشبابية الإبداعية و جعلت المجتمع يتوجه إلى تقدير الشهرة و الحسب و المناصب .
بوعدنان أنت من رواد الفن المسرحي الذي كسب حب و شعبية الجماهير الخليجية بطاقتك الفنية الإبداعية و لاقى تقديره في حياته و مماته ، فنتمنى من الحكومة تقدير جميع الطاقات الفنية الرائدة أمثال غانم الصالح و حياة الفهد و سعد الفرج و آخرون و جميع الطاقات العلمية و الأدبية و الإدارية ، بالدعم المادي و المعنوي حتى نخلق جيل واعد للعطاء و نحقق توازن في المجتمع !