أهم الأخبارعربي و دولي
أزمة بريكست.. الحكومة تدعو لانتخابات مبكرة
خسر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون غالبيته في البرلمان بعد انشقاق النائب عن حزب المحافظين الحاكم فيليب لي، وانضمامه إلى الليبراليين الديمقراطيين، ما دفع جونسون إلى الدعوة لانتخابات مبكرة وذلك بسبب الخلاف حول سياسة حكومته فيما يتعلق بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وعقب نقاش حاد استمر لساعات، أجرى مجلس العموم تصويتًا حاسمًا حقق فيه النواب الرافضون لـ بريكست بدون اتفاق فوزًا كبيرا حيث جائت نتيجة التصويت 328 مقابل 301، مما سمح لهم بالتحكم في الأجندة البرلمانية التي عادة ما تكون في يد الحكومة.
انهزم بوريس جونسون عقب انشقاق 21 نائبًا محافظًا وتصويتهم إلى جانب نواب المعارضة العمالية، ومن أبرز النواب المتمردين على رغبة بوريس جونسون والمنضمين لصفوف المعارضة نيكولاس سومس حفيد رئيس الوزراء الراحل وينستون تشرشل وفيليب هاموند وزير المالية السابق، ومن المقرر أن يتم طرد هؤلاء النواب الـ21 جميعًا من حزب المحافظين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وقال بوريس جونسون عقب خسارته التصويت حول جدول أعمال مجلس العموم، إنه لا يريد إجراء انتخابات، إلا أنه سيضطر إلى الأقدام على هذه الخطوة في حال ما حاول أعضاء البرلمان ” القيام بمحاولة أخرى لتعطيل بريكست”.
وفي حال نجح النواب الرافضون لـ”بريكست بدون اتفاق” في إلزام رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، بإرجاء موعد الانفصال بين لندن وبروكسل، سيطرح بوريس جونسون المذكرة على التصويت، لكن إقرار هذه المذكرة يتطلب أغلبية ثلثي النواب.
وعقب الانشقاق لم يعد بوريس جونسون يحظى بالأغلبية في المجلس الذي يضم 650 مقعدا، لكن ذلك لا يعني سقوط الحكومة تلقائيا، ولا يحدث ذلك إلا إذا خسرت الحكومة الثقة في مذكرة تصويت رسمية.
ومنذ توليه رئاسة الحكومة خلفا لتيريزا ماي التي أخفقت في تمرير الاتفاق في البرلمان، واجه بوريس جونسون معارضة من نواب حزبه القلقين من أن تهديده بالخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق مع بروكسل، يجازف باضرار اقتصادية.
بينما يرفض قادة الاتحاد الأوروبي إعادة التفاوض حول الاتفاق الحالي، لكن بوريس جونسون يصر أنه تم إحراز تقدم، ويقول إنه سيعمل على ضمان اتفاق جديد.
ويمكن أن يحصل بوريس جونسون في انتخابات مبكرة على غالبية، لكن ذلك سيكون مجازفة كبيرة، نظرا لحالة التخبط في المشهد السياسي عفب استفتاء 2016 بشأن الانفصال عن الاتحاد.
فيما يواجه زعيم حزب العمال جيرمي كوربين اتهامات بأنه يخشى اجراء انتخابات تشريعية عامة بعد إصراره على عرقلة الانتخابات ما لم يتم استبعاد خطة خروج بريطانيا دون اتفاق.
ويسعى المعارضون إلى منع خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق مع بروكسل وذلك بعرض مشروع قانون يجبر رئيس الوزراء بوريس جونسون على تأجيل موعد الخروج، المقرر له في 31 أكتوبر المقبل.
وتشهد المعارضة انقساما بشأن الموافقة على انتخابات مبكرة حبق حذر نواب حزب العمال زعيمهم جيرمي كوربين من “فخ الانتخابات” التي من شأنها أن تمنح بوريس جونسون الفرصة لتنفيذ بريكست دون اتفاق، وفقا لصحيفة “ديلي ميل”.
وقال زعيم الحزب العمالي جيرمي كوربين إن الخروج دون اتفاق ” سيضر بشكل كبير قطاعي الصناعة والزراعة، وسيتسبب في أزمة غذائية وفوضى بالموانئ وشبكة المواصلات”.
وشدد جيرمي كوربين على ضرورة التحرك السريع ضد فرص الخروج دون اتفاق قائلا ” ليس هذا وقت لعب الروليت الروسي مع اقتصادنا”.
ويرى أعضاء حزب العمال أن الانتخابات المبكرة هي حيلة بوريس جونسون لدفع البلاد نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق أو دونه بغض النظر عن العواقب، حيث يشعر المعارضون بالقلق من أن يتراجع رئيس الوزراء عن وعده بإجراء التصويت في 15 أكتوبر ، وبدلًا من ذلك قد يؤجله إلى ما بعد 31 أكتوبر ليحرم البرلمان من فرصة عرقلة الخروج دون صفقة، كما يخشى بعض النواب فقدان مقاعدهم لصالح المحافظين.
ويبدو المشهد السياسي في بريطانيا معقدا للغاية في ظل مواجعة بين مجلس العموم الذي يرفض مغادرة الاتحاد دون التوصل لصفقة مع بروكسل، التي يرفض قادتها إعادة التفاوض، بينما يصر رئيس الحكومة بوريس جونسون الذي وصل إلى منصبه متعهدا بتنفيذ الانفصال في موعده المقرر 31 أكتوبر بغض النظر عن العواقب.