أفراح الجمعية “فبركة” والزفة اما ” لمبي” او تركي” والسبب ” النقوط”
عروس وعريس وفرح “مفبرك” والهدف جمع الأموال .
“أفراح الجمعية” ظاهرة لقيت روجا في الأوساط الشعبية للتغلب علي الأزمات الأقتصادية.
“النقوط ” هو القروض بين فئة من الشعب المصري لم تعرف طريقا للمصارف البنكية
حفل خطوبة لطفل عمره عشر أعوام “أعياد ميلاد ” أحتفال بمولود ” مناسبات جديدة طرقت أبواب الجمعيات
القاهرة – تقرير … نرمين محب
عندما تمر علي أحد شوارع القاهرة أو قري بعض المحافظات وتجد مرفوع في أحدهم لافتة كبيرة مكتوب عليها “أدعوكم لحضور حفل زفاف”، ويتم تحديد الموعد بخط عريض في أسفل اللافتة فغالبا تكون تنويه عن فرح الجمعية ويعني إقامة حفل زواج بتكاليف كبيرة داخل شوادر ضخمة في الشوارع من أجل تجميع المال، حيث يتم تجميع مبالغ كبيرة من المال في صورة مجاملات شعبية بين الأصدقاء والمعارف، على أن يتم رد هذه المبالغ على فترات متباعدة حسب وجود حفلات أفراح عند من قام بدفع النقود في الفرح , أفراح الجمعية أصبحت أقرب إلى نوع من القروض الشعبية التي يتم الحصول عليها دون فوائد، وتسدد على آجال طويلة أو متوسطة أو قصيرة حسب الظروف وتسمي في الأوساط الشعبية “النقطة”
ولعل السينما المصرية رصدت هذه الظاهرة في فيلم “الفرح” والذي ظهر من خلاله في حبكة درامية مؤثرة واقعة أفراح الجمعية، فعندما ضاق الحال بزينهم الفنان(خالد الصاوي) أضطر لإقامة حفل زفاف وأستأجر عروسين ليسترد ما دفعه من نقود كمجاملات في الأفراح، ليسدد دينه ويشتري ميكروباص، وتشاء الأقدار أن تتوفى والدته أثناء الفرح.ويقع في حيرة هل يستكمل الفرح ويجمع “النقطة” أم يقيم عزاء لوالدته وتضيع أحلامه في جمع الأموال
عالم أفراح الجمعية يحمل العديد من المفأجات والأسرار نكشفها في لقاءنا مع الأبطال الحقيقيين لأفراح الجمعية فألتقينا بأحدهم فيقول حجازي عبد العال متعهد أفراح هذه النوعية من الأفراح منتشرة في الأحياء الشعبية تحايلا على ضيق المعيشة، والتجار هم أكثر فئة يقيمون أفراح الجمعية بعضهم البعض لأنهم يلتقون بشكل دائم في الأسواق، من أجل تجميع مبلغ كبير من المال خلال الفرح، يقوم التاجر من خلاله بتوسيع حجم تجارته، أو حل أزمة مالية تواجهه، أو سداد ديون متراكمة عليه” , وعن انواع أفراح الجمعية هل تختلف من فرح إلي آخر فيقول محمد عبد المنعم كل فرح وله مساه فمثلا هناك فرح يسمي “اللمبي “وهو فرح بسيط، وفرح آخر يسمي “التركي” وهو فرح كبير وبتكاليف كبيرة ويحدث هذا الأتفاق مع أصحاب الليلة فيعلمنا أنه فرح جمعية لأن منهم من يريد تكلفة بسيطة لمجرد ان يجمع “النقطة”التي يريدها ومنها يريد فرح كبير بتكلفة عالية وغالبا تستمرهذه الليلة حتي صباح اليوم الثاني فتبدأ ليلة الخميس وتنتهي فجر يوم الجمعة وتكون “المعازيم” من معلمين سوق الخضار والفاكهة أو من تجار شارع عبد العزيز وهم تجار الاجهزة الكهربائية والمحمول وغالبا يجمع صاحب الفرح في هذه الليلة ما يقرب من مليون جنيه “نقطة ” وهذه الليلة تتطلب مطربين وراقصات ومشروبات وخمور والدخان أو يسمي “الكيف”.
وعن إقامة الشادر تكون وفقا لرغبة صاحب الفرح من حيث المساحة وعدد الكراسي والطاولات ونوعية قماش الفراشة المستخدم وشاشات العرض ووحدة الليزر والدخان، فأسعار تأجير الكرسي الواحد في الفرح تختلف من كرسي لآخر مابين 10 جنيهات إلي 25 جنيها ويتم تأجير الكراسي علي حسب المدعوين من الممكن أن تصل الي 2000 كرسي أوأكثر، وقطعة القماش المستخدمة في بناء الشادر بمساحة 3 في 6 أمتار تتراوح بين 25 جنيهات و70جنيها حسب نوعية القماش، وإيجار السجاد بحوالي 35 جنيها، ذلك غير كوشة الفرح حسب نوعية الديكور المطلوبة، والكهرباء والإضاءة حسب حجم الفرح ونوعه، وبوابة الفرح يكون سعر إيجارها حسب مساحتها، ووحدة الليزر من 3 أمتار إلى 12 مترا يكون سعرها من 500 حتى ثلاثة آلاف جنيه، أما اللمبات والنجف والألعاب الضوئية فمساحة الشادر هي التي تحدد العدد المطلوب
وبسؤاله أذا كان هناك علاقة تبادلية مابين النقطة وتجهيزات الفرح فهل ارتفعت معدلات جمع لنقطة بالفرح زادات أسعارك في تجهيز الفرح فيقول حجازي ليس لدي علاقة بالإموال التي يجمهعا صاحب الفرح فحن نحاسبه علي أسعارنا وأتفقنا وليس علي كم الأموال التي تدخل له من النقطة فهناك ناس تجمع مليون من أفراح الجمعية وهناك يجمع تكاليف الفرح فقط وبالنهاية نحن كل وظيفتنا نجهز الفرح ونأخذ أجرتنا ولاننظر لما جمع صاحب الفرح من “النقطة” فهي بالنهاية دين عليه وسوف يردها لمن جامله
وعن اختلاف الفرح الجمعية عن الأفراح الحقيقية فقال لا يوجد أختلاف في أسعارنا نحاسب الأثنين مثل بعض ونتعامل مع الأثنين بنفس السعر لايفرق معنا أذا كان فرح حقيقي أم لا ” لأننا نحصل علي حقنا المادي ولا نختص بهذا الشأن
اما محمد الديزل أشهر نبطشي أفراح شعبية فعرفنا علي مهام وظيفته في فرح الجمعية فيقول أعتبر أهم شخص في الفرح لأنني صانع البهجة في الفرح فأنا من أمسك “الميكرفون او” أمسك الحديده” بلغة صناع الأفراح الشعبية وأسخن الفرح بأن كل ما يدخل من المدعوين الفرح ويكون أحد التجار او المعلمين المعروفين أقدم له التحية علي المسرح فيقوم هو برد التحية برمي أموالا علي خشبة المسرح ويلازمني رجل حتى نهاية الفرح وفي يديه قلم ودفتر النقطة، ومهمته تسجيل المبالغ التي يتم تحصيلها، وتسجيل أصحابه, لأن هذه النقطة تعتبردين لصاحب الفرح يرده في افراح أو مناسبات أخري وهكذا
ويضيف النبطشي غالبا الأفراح التي تجلب راقصة وفرقة غنائية ومطرب تكون أكثر جماعا للأموال وتأتي النقطة بشكل أكبر ويستمر الفرح حتي الصباح وتكون أكثر ربحا لصاحب الفرح وهي معادلة كل ما يصرف أموالا في تجهيزات الفرح من فرقة ومأكولات ومشروبات ذلك علاوة علي “الكيف” مثل اليششة وخلافه يجمع اموالا اكثر
بسؤاله حول اذا كان هناك افراح تؤجر عريس وعروسة كما يحدث في الأفلام فأكد الديزل يحدث بالفعل في أفراح كثيرة فهناك من يستأجرمن فتيات الشوارع ويدفع لهم موالا لمدة ساعتين ويدعي أنها ابنة أحد الأقارب، وفي هذه االنوعية من الأفراح تقام الكوشة خلف المسرح وتجلس بها هذه العروس والعريس الذي تم إستئجارها وغالبا يكون اغلب المدعوين يعلمون أن العروس مستأجرين ويتعاملون عادي وبشكل طبيعي ويدفعون النقطة فهم علي درايه بأن الفرح جمعية وفي العرف أن من يمتنع عن دفع النقطة يخرج من دائرة أفراح الجمعية ولن يجامله أحد في مناسبته.
وفاجأنا زيزو متعهد افكار بابتكار جديد في افراح الجمعية فهناك من لم يجد من عائلته ليقيم لهم عرس فتقام هذه الأفراح بشكل آخر، يقوم صاحب الفرح بأفتعال أي مناسبة كخطبة أبنه، الذي لا يتعدى عمره ال 10 سنوات من أجل أن يجمع أموالا لشراء سيارة أوقطعة أرض ومنهم من يقيم حفل “عقيقة” لأبنه المولد ويقيم شارد وزينة ويعلق الأضواء ويجمع إيضا أموالا في أطار” النقطة” إيضا ومنهم من يقيم عيد ميلاد لأبنه أو أبنته وبالنهاية الهدف واحد وهو جمع الأموال .
فيما أوضح الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، ظاهرة ” النقوط “منتشرة بشكل في مجتمعنا وهو شكل من أشكال الدين المؤجل لذي لابد من الوفاء به عندما تحل المناسبة عند الطرف الأخر وهذه هي فكرة أفراح الجمعية الظاهرة التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة، وينظر لها البعض نظرة اقتصادية خالصة لأنها أحيانا تساعد صاحبها في تحسين وضعه المالي، ولكنها أحيانا تكون وبالا على صاحبها ويخرج منها خاسرا فهناك حالات كثيرة لأشخاص أقاموا أفراحا ومناسبات وانفقو أموالا طائلة وأكتشفوا أان ماجمعوه من الفرح يعادل ما أنفقوا” و وحتي أن نخرج من العبأ المادي فمن الأفضل ان نتخلي عن هذه العادات حتي نخفف من الأعباء ونشارك الناس افراحهم دون اشتراطات مادية “”واذا كانت الفكرة من أفراح الجمعية من اجل التكافل الأجتماعي بين الأفراد فالماذ نضعها في هذا الشكل الغير مقبول بأن نضطر لتأجير عروس وعريس وحفل صاخب فهناك تقليد معروف لدي المناطق الشعبية والطبقات المتوسطة ويسمي “الجمعية” وهي جمع مبلغ شهري من عدة أفراد ويقبضه واحد منهم كل شهر وهذا أيضا نوع متعارف من التأخي الأجتماعي ومقبول أقتصاديا وأجتماعيا …
محمد الديزل النبطشي
احدى الاطفال التى اقيمت خطوبة مفبركة لهم