الامير محمد بن سلمان: الكويت في صدارة المستفيدين من «نيوم»
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الكويت، بشكل خاص، ستستفيد من مشروع مدينة نيوم، إذ إن المدينة ستساعدها في التصدير إلى أوروبا بشكل أسرع وأرخص من الآن، عبر أنابيب وسكك منطقة نيوم إلى مصر ــ شمال سيناء ــ ثم إلى أوروبا، كما أن المدينة ستساعد دبي، والبحرين أيضاً.
وأشار، في مقابلة مع «بلومبيرغ»، إلى أن توقيع الملك سلمان بن عبدالعزيز اتفاقية بشأن منطقة حرة في شمال سيناء قبل سنة ونصف السنة، جاء لربطها بـ«نيوم»، إذ ستحظى المدينة الجديدة بالكثير من المنافذ، بعضها في السعودية، وبعضها في مصر. لذلك، ستستفيد دبي والبحرين والكويت ومصر والأردن، وكذلك دول البحر الأحمر والكثير من الأماكن في العالم، بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى.
حول منافسة مشروع «نيوم» لدبي، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: أعتقد أننا ننشئ طلباً جديداً سيساعد دبي، وكذلك المواقع المحورية الأخرى في الشرق الأوسط. لا أعتقد أن هونغ كونغ أضرت بسنغافورة أو سنغافورة أضرت بهونغ كونغ، إنهما يخلقان طلباً جديداً جيداً بعضهما لبعض. هذه المنطقة، ستخلق طلباً جديداً، ليس نفس طلب دبي.
وفيما يخص مدينة «نيوم»، قال بن سلمان: لن تكون هنالك أسواق سوبرماركت، ولن يذهب الناس لشراء المنتجات لمنازلهم. فكل شيء سيأتيك في منزلك باستخدام التكنولوجيا. وسيكون التسوّق للترفيه، لا لمجرّد شراء المنتجات. وسيكون للحياة وسائل عديدة، متعلقة بالصحة والتموين والتعليم والنقل والأراضي الخضراء والتصميم، والكثير من الوسائل.
وأضاف: نحنُ نريد أن تكون «نيوم» نفسها، هي أول وأهم روبوت في نيوم، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون مُتصّلاً بالذكاء الاصطناعي وبالإنترنت. سيكون ملفك الطبي متصلاً بجهازك المنزلي وسيارتك، ومرتبط بعائلتك وملفاتك الأخرى. وسيطوّر النظام نفسه في كيفية توفير أفضل الأشياء لك. اليوم نجد أن كل خدمات التخزين السحابي المتاحة مُنفصلة بعضها عن بعض ــ ففي السيارة هي قائمة بذاتها، وساعة أبل قائمة بذاتها، كل شيء قائم بحد ذاته. في نيوم، كل شيء سيكون متصلاً بالآخر. ولذلك لن يكون بمقدور أحد العيش في نيوم أو زيارتها من دون الحصول على تطبيق نيوم، الذي سيكون لدينا في ذلك الوقت.
وبالنسبة للنقل، قال بن سلمان: نحاول أن يكون إيصال الحاويات الموجودة في المصانع إلى الميناء وإلى السفن من دون الحاجة إلى أي تدخل بشري. إضافة إلى العديد من المفاجآت.
وأوضح أن هناك العديد من أهم الشركات في العالم، تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في نيوم للاستفادة من هذه الفرصة، قائلاً: سنسمع الكثير من الأمور في عام 2018، وربما في 2017.
وتابع بن سلمان: نتفاوض مع شركة «أمازون»، فأعضاء الشركة مُنخرطون معنا في العمل، ولكننا لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي. كما نتفاوض أيضا مع مجموعة «علي بابا»، وهم أيضا يعملون معنا. ولدى كلا الشركتين أفكار عظيمة، من شأنها أن تجعل من مشروع «نيوم» مُختلفاً. وأما فيما يخص التنقلات، فإن لدينا ارتباطٌ وثيق مع شركة إيرباص، وغيرها من الشركات الأخرى.
افتتاح المشروع
وحول موعد افتتاح المشروع، قال ولي العهد السعودي: أعتقد أن الناس سيذهبون إلى «نيوم» في عام 2020. سيجدون فنادق وأماكن، في عامي 2020 و2021.
وأضاف: أما المدينة ــ التي تُعد المشروع الرئيس ــ فسيتم افتتاحها في عام 2025. كما نعمل حالياً بوتيرةٍ سريعةٍ على «خليج نيوم» المجاور للمدينة، لكي نسمح للمكاتب والشركات بمزاولة العمل في الموقع. ولكن عندما تكتمل أعمال المدينة، سيصبح «خليج نيوم» كبلدة هامبتونز في نيويورك في وقت لاحق. لذلك، أعتقد أن خليج نيوم سيكون جاهزاً في عام 2021، ونأمل أن يكون جاهزاً قبل حلول ذلك الوقت.
وأوضح أن هنالك مطاراً جديداً حالياً مهيأٌ للأعمال فقط في تبوك اكتمل الشهر الجاري، مخصص لموظفي «نيوم» فقط، سيتم تطويره ليكون متاحاً للناس في 2019، لكنه لا يُعدّ المطار الرئيسي لـ«نيوم»، إذ سيتم إنشاء المطار الرئيسي لـ«نيوم» بعد عام 2020.
وأكد أن «نيوم» ستولد الكثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة، مما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي السعودي مئة مليار دولار بحلول عام 2030، مضيفاً «أتوقع أن نحقق أعلى من هذه الزيادة بكثير، لكن فريقي يريد مني أن أعلن أرقاماً أكثر تحفظاً».
وبيّن بن سلمان أن المشروع سيخلق الكثير من فرص العمل للسعوديين وغيرهم، فليس من واجب «نيوم» خلق فرص عمل للسعوديين فقط، بل أن تكون مركزاً عالمياً للجميع في العالم بأسره.
وعن القوانين التي ستطبق في «نيوم»، قال: ستكون القوانين السيادية في إطار القانون السعودي، مثل الدفاع، والأمن الوطني، ومكافحة الإرهاب والتهديدات المماثلة، والسياسة الخارجية. هذه الأمور ستبقى ضمن إطار القوانين الحكومية. لكن القوانين التجارية وغيرها ستخضع لقوانين خاصة بـ«نيوم نفسها”» بالطريقة التي تخدم أهدافها.
وتابع: التشريعات سوف تكون وفقاً لحاجة الشركات والمستثمرين. لذلك سيأتي الناس إلى «نيوم» لثلاثة أسباب: إذا كان مستثمراً، أو يعمل في أحد المشاريع، أو سائحاً. أما إذا لم يكن من ضمن هذه الثلاثة أصناف؛ فلن يكون في «نيوم».
وحول إمكانية وصول السعوديين إلى «نيوم»، قال بن سلمان: لن يذهبوا إلى نيوم ويناموا على الطرقات. إذا ذهبوا إلى نيوم، عليهم أن يقوموا بحجز غرفة في فندق أو أن يكون لديهم منزلاً أو شقة هناك.
وأضاف أن العيش في «نيوم» يتطلب الاستئجار، أو امتلاك منزل أو شقة هناك، وهو ما نسميه بالاستثمار. فذلك يعني أنك ستقوم باستهلاك الطاقة وإنفاق المال على سلع التجزئة وعلى الترفيه. وبالتالي أنت مستثمر وسائح في الوقت ذاته.
وبيّن أن «نيوم» ستطبق ما نسبته %98 من المعايير المُطبقة في المدن المشابهة، من دون تطبيق نسبة %2 المتبقية، مثل المشروبات الكحولية. (أرقام)