“الجمهورية الإسلامية انفجار الغضب المرض والعلاج”… بقلم د.عادل رضا
بزمان قريب كان المرحوم محمد باقر الحكيم يدعو الناس الي الخروج المليوني للناس في يوم عاشوراء او اي مناسبة دينية.
وكان ذلك يثير استغراب البعض ولكن لم يكن ذلك يثير استغرابي لأن المسألة كانت هي محاولة ايحاء للغرب خاصة ولمن هو غير عراقي أنه المرحوم محمد باقر الحكيم يستطيع إخراج جماهير وتحريك شارع كبير في الحجم والعدد!؟
هي الجماهير الشعبية ستخرج…..ستخرج في ايام عاشوراء او اي مناسبة دينية ولا تحتاج الى دعوة لحضورها او تذكير.
ولكن يتم استغلال هذا الموضوع لأيصال رسالة الي الغرب….الخ انه فلان الشخص او الجهة الحزبية مسيطرة وذات ثقل جماهيري مليوني وهذا غير صحيح.
نفس الشي يحدث الآن وتمارسه منظمة مجاهدين خلق وهي منظمة ساقطة مرتبطة بالأستخبارات الدولية وتتحرك ضد بلدها وايضا مارست الإجرام والقتل والتفجير والخيانة الوطنية كبندقية ضد وطنها الأم بعمالتها للطاغية صدام حسين وهو تاريخ معروف.
قيادة تلك المنظمة المصنفة غربيا بالإرهاب قبل أن تصنفها الجمهورية الإسلامية تمارس نفس التضليل الإعلامي وتقول انها تدعو جماهير الشعب الايراني الي الخروج!؟
للأحياء على انهم لديهم شارع ولديهم قاعدة شعبية مساندة وهذا غير صحيح.
ونفس الأمر ينطبق علي بيانات زوجة الشاه المقبور او ابنها….الخ من الذين يمثلون صوتا إعلاميا ولكن لا يمثلون حركة علي ارض الواقع.
الجماهير الشعبية الإيرانية خرجت لأنها جائعة وتعيش مشكل معيشي مزمن وقوي وهم في بلد غني جدا وتذهب اموالهم لتمويل حركات خارج حدود الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران أو يتم اضاعتها في شبكات الفساد المالي والاقتصادي التي تشكلت بظل تجميد المؤسسات الدستورية القانونية من العمل نتيجة الانتخابات المرتبة سلفا وغياب رقابة الرأي العام.
أنا انتقد الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران ولكن لا اتبني اسقاطها كدولة وخاصة انه لا يوجد بديل حقيقي ولا مشروع لشيء اخر مختلف.
المسألة في داخل الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران هي تجميد المؤسسات الدستورية القانونية من العمل من خلال اجراء انتخابات مرتبة سلفا ومعلوم نتائجها ضمن واقع يمنع الرأي والتعبير المخالف والانتقادي.
حيث حتي مؤيدين نظام الجمهورية الاسلامية اصبحوا خارج مؤسسات الدولة فالطبيعي ان ينتقلوا الي الشوارع والساحات ، بعد استبعادهم من المؤسسات الدستورية.
حيث الديمقراطية الإسلامية بين الاسلاميين انفسهم تم تجميدها.
واصبحت تهمة “العدو ” للثورة هي الملازم لكل من يريد التفكير خارج صندوق المرشد للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي وهذا الوضع يختلف عن ما كان حاصل ايام الإمام الخميني رحمه الله.
عندما كانت الجمهورية الإسلامية تحت حصار اكثر من خانق بالثمانينات وهي للحق والحقيقة لا زالت كذلك ولكن نقول عندما كانت الاوضاع الداخلية المعيشية للفرد الإيراني بظل نظام الجمهورية الاسلامية اسوأ من الحالة الحالية، لماذا لم نجد مظاهرات حاشدة ضد النظام الاسلامي؟ بل علي العكس كان التأييد اكتساحي جبار بامتياز؟
حيث يضحي الناس لاستمرار نظام سياسي هم يرغبون في وجوده ودعموا هم اي الناس الدستور الشعبي الذي أسس للنظام السياسي الحاكم حاليا في إيران.
هؤلاء الناس احسوا أن مؤسساتهم تعبر عنهم بكل بساطه لأنه كانت هناك مؤسسات الدولة الدستورية القانونية تعمل وهناك حراك سياسي داخلي ينتج حالة تفكير وحوار وصراعات صحية داخل المؤسسات القانونية.
فعندما تم إلغاء ذلك لكي يكون كل شيء علي الارض يتوافق مع تفكير شخص واحد فقط أو مصالح اقتصادية لطبقة عسكرية استخباراتية ذات مصالح اقتصادية وتزاوج لهذه الطبقة مع رأس المال بالتأكيد سيحدث مشكل.
اكتفت قيادة الجمهورية الإسلامية بمتابعة الاعلام العربي الممول ايرانيا اذا صح التعبير والاستماع الي من يحضر مؤتمرات البروباغندا الإعلامية المدفوعة الثمن لمن يحضرها.
هنا ما حدث هو حالة مرضية تعزز نفسها
الاعلام العربي الممول ايرانيا يعزز ويقدم ما يريد من يدفع سماعه وايضا مؤتمرات البروباغندا الدعائية تقدم نفس الشيء فهناك دائرة مرضية تعزز الوهم الداخلي لشخص المرشد للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي، ويكفي أن نستمع الي شخصه وهو يخطب عن صحوة اسلامية بالمنطقة العربية وهو “وهم” غير صحيح وغير موجود ولكنها اشياء تعيش في عقل شخص واحد في ظل تجميد آليات الرقابة الدستورية القانونية عليه وغياب حراك اعلامي داخلي كل هذا واكثر عزز الوهم.
هؤلاء الاعلاميين والمثقفين العرب الذين يتم تمويلهم ايرانيا وينطلقون بقنواتهم من لبنان تحديدا وصل بهم الحال الي تقديم الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران علي انها دولة عظمي!؟ كيف لا وهم يستلمون الرواتب ويتم تقديم الاموال المليونية التي تشغل مؤسساتهم الإعلامية.
هؤلاء يشبعون من اموال الشعب الايراني الذي يجوع ويعيش ضنك العيش.
لذلك غضب الشعب الايراني مستحق للحق والحقيقة.
لذلك لأصلاح الجمهورية الإسلامية ولا اقول أسقاط اتصور أن اعادة العمل بمؤسسات الدولة بشكل طبيعي خارج مسألة الانتخابات المرتبة سلفا وايضا خارج اقصاء الاسلاميين المؤيدين للنظام السياسي الحاكم.
علي سبيل المثال ولا الحصر كيف لعاقل ان يفسر لنا لماذا تم استبعاد الدكتور احمدي نجاد من حق الترشح لرئاسة الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وهو رئيس سابق ناهيك عن باقي تاريخه الثوري المشرف؟
فقط لأنه كانسان فكر خارج نطاق الصندوق الذي يريده شخص واحد فقط لا غير وهو المرشد للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي وايضا تحرك سياسيا ضد رغبات الطبقة العسكرية البيروقراطية الحاكمة المتزاوجة مع طبقات رأس المال.
اذن ايضا هناك تناقض اخر عزز انفجار الاحتقان السياسي الداخلي الايراني وهو تناقض بين من هو سلطة وبين من هو ثورة اسلامية؟
هناك نموذج داخل إيران الجمهورية الإسلامية اصبح يشابه بالشكل والمضمون الانظمة الرسمية العربية.
كل ما حدث حاليا داخل الجمهورية الإسلامية حذرنا منه منذ سنوات وكل ما كتبت وقلته موثق ونحن انتقدنا وقدمنا الحلول المناسبة التي نراها وهذا هو تكليفنا الشرعي الحقيقي وأيضا هي وجهة نظر من طبيب اكتب بالتحليل السياسي والعلاقات الدولية منذ اكثر من ربع قرن اقدم تشخيص لواقع .
كما اقدم تشخيص لواقع مرضي لأفراد المجتمع بعيادتي التخصصية الطبية ومن بعد التشخيص اصبح العلاج واجب علي الطبيب.
فهل بعد تشخيصنا لواقع مرض الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران هل سيتم تنفيذ العلاج!؟
تلك مسألة سيقررها الايرانيون وحدهم وليس لنا نحن العرب بالضفة المقابلة الا مراقبة الاحداث الجارية هناك.