الراحل عبد الحسين عبد الرضا مثل الكويت تمثيلا مشرفا
كتبت : رباب عبيد
أقام ديوان «دار آل القطان» أول امس الثلاثاء , حفل تأبين الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا وذلك بحضور جمع كبير من الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة , وأكد المتحدثون ان هذا الجمع في دار القطان يأتي عرفانا وتخليدا لذكرى الراحل عبد الحسين عبد الرضا ودوره في ريادة الحركة الفنية المحلية والخليجية والعربية , وكان الفنان القدير سعد الفرج قد اعتذر عن الحضور وذلك لشعوره ” بوعكة صحية بينما اعتذر الفنان القدير عبدالرحمن العقل لظروف خاصة .
التأبين وحد الصف
توجه القائمون على الحفل بالشكر الجزيل لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه على اهتمامه الكبير بوفاة الراحل الكبير والذي ارسل له طائرة أميرية لإحضار جثمانه، كما وجهوا الشكر إلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد – حفظه الله.
المتحدثون أكدوا مكانة الراحل عبد الحسين عبد الرضا ودوره في تجسيد الوحدة الوطنية، حتى عقب وفاته وهذا إن دل فإنه يدل على انه شخصية غير عادية وبمثابة مدرسة فنية تعلم منها الكبير قبل الصغير زرع فيها حب البلد والولاء لها دون غيرها، مؤكدين ان حب عبدالحسين عبدالرضا يجمعنا بحضوره وغيابه.
ادار الجلسة د.نبيل الفيلكاوي تحت عنوان المحبة والوفاء والذي أكد دور عبد الحسين وريادته في قيادة الحركة الفنية والمسرحية ومشاركته في تأسيس معظم هيئاتها ومؤسساتها الفنية منذ ستين عاما ومساندته لمهرجان الشهيد فهد الأحمد للدراما ومهرجان الخرافي المسرحي وأخيرا نقابة الفنانين حيث كان نقيبها الأول والمؤسس لها قبل وفاته بسنة او اكثر رحمة الله عليه .
تحدث د.بشار عبد الحسين نجل الفقيد الذي شكر «آل القطان» على هذه اللفتة الكريمة، كما شكر أهل الكويت على مشاعر الحب والوفاء التي أبدوها وأضاف : لا استطيع الكلام عن عبد الحسين عبد الرضا الفنان، لكنه استطيع الكلام عن الأب الذي لازمه وتعلم منه أكثر من أربعين سنة.
وأشار: ما خفف عنا الألم والحزن الكبير الا شلال الحب الذي غمرنا من أهل الكويت، وعبد الحسين لم يكن سنيا ولا شيعيا بل كان كويتيا وطنيا , ودعا د. بشار الكويتيين قائلا : وأتمنى أن نكمل رسالته يدا واحدة , ويكفينا وقفات صاحب السمو معنا في جميع المواقف ومنها عقب تفجير مسجد الإمام الصادق , وكل أهل الكويت أهل طيبة وفزعة.
وأشار د. بشار الشكر لحسن السلمان الذي رافق أبي قرابة 27 سنة وقال: أخي حسن السلمان أفنى عمره مع أبي فأحب أشكره على وقفته ورجولته.
وختم د.بشار عبدالحسين حديثه بتأبين الشهيدين وليد العلي وفهد الحسيني «شهيدي العمل الخيري»، مشيرا إلى أنه حرص على الذهاب والعزاء فيهما رغم تزامن ذلك مع وفاة والده , وعقب انتهاء كلمته أهداه «آل القطان» شهادة تكريم وتقدير.
رفقاء الدرب الفني
تحدث الفنان القدير إبراهيم الصلال الذي أكد أن الكويت والوطن العربي كله فقد فنانا كبيرا، مشيرا إلى صداقته ورفقته للراحل منذ أوائل الستينيات وعلى مدى يزيد عن نصف قرن جمعتهما العديد من الأعمال الفنية.
وأما الفنان القدير جاسم النبهان فاعتبر أن كل كلمة في حق «بوعدنان» هي دعاء له مشيرا إلى أنه حقق عبر أعماله الوحدة الوطنية في أروع صورها.
وأوضح النبهان إلى أن رواد الحركة الفنية جمعهم التنافس الشريف من خلال أربعة مسارح وكانوا يتزاورون في الأعياد ويتبادلون النصائح ويتعاونون فيما بينهم وعلى رأسهم عبد الحسين عبد الرضا.
عقب ذلك قدم النجم داود حسين شهادته حول أبيه الروحي ووصف عبد الحسين بأنه صانع الفرح.. فكل من يجلس معه يضحك.. وكل من يراه يبتسم.. وأشار إلى تعاونه معه في «فريج العتاوية» حيث منحه فرصة ذهبية لا ينساها ثم بعدها توالت الأعمال ومنها «باي باي لندن».
وعلق داود على أبوة عبد الحسين عندما منحه في «فريج العتاوية» أجره ثلاثة آلاف دينار وهو مبلغ كبير جدا آنذاك لشاب في مقتبل العمر، ثم في العمل التالي وقع على أجر مماثل وعندما ذهب لاستلامه لم يجد سوى 1250 دينارا، وتحرج من سؤاله لكن «بوعدنان» أخبره أنه اقتطع بقية المبلغ كي يشتري له قطعة أرض، تماما مثلما يفعل مع أبنائه , واستمر يعامله معاملة الابن حتى بعدما تزوج وأنجب ونجح في حياته.
وختم داود شهادته بالإشارة إلى حرص عبد الحسين على اسم الكويت في كل سفرة، حيث يوصيهم بالحفاظ على اسم بلدهم وتمثيلها خير تمثيل، وتمنى من الحضور الدعاء للمطرب القدير حسين جاسم بالشفاء العاجل.
وكيل وزارة الاعلام
بدوره اوضح وكيل وزارة الإعلام المساعد للإعلام الجديد يوسف مصطفى ان ما تمتع به الفنان العملاق من هبات وملكات ، تستحق مشاعر أهل الكويت وليست بغريبة لأن عبد الحسين عكس هويتنا ولهجتنا وعبر عن كل فرجان الكويت , وأشار مصطفى إلى أنه في جميع أعماله قدم كوميديا راقية ليست فيها إساءة إلى كويتي أو غير كويتي , واعتبره بمنزلة هداف الفريق الذي لا يستطيع أن يسجل من دون مساعدة زملائه , ورفاق دربه من الفنانين والكتاب والمخرجين والفنيين العاملين في الكواليس، وأكد مصطفى :أن عبدالحسين سيبقى برجا رابعا من أبراج الكويت متمنيا الشفاء العاجل للفنان القدير محمد جابر الذي يتعالج في اجرى عمليتين للقلب في تركيا.
وفي تعقيبه وجه د.نبيل الفيلكاوي الشكر لمدير عام هيئة التعليم التطبيقي د.أحمد الأثري الذي قرر إطلاق اسم عبد الحسين عبد الرضا على مسرح الهيئة.
جيل الفن الصاعد
ثم كان مسك الختام مع كلمة جيل الفنانين الشباب وألقاها الفنان خالد البريكي الذي أشار إلى سعادته بالتعاون مع العم بوعدنان منذ تسعينيات القرن الماضي وأكد أبوته وأنه مثلما تصرف مع داود حسين كان يتصرف معهم حرصا على مستقبلهم ومصلحتهم.
وختم البريكي بالتأكيد على أن عبد الحسين كان همه الأول وكان يعمل على تثقيف الشعب الكويتي والخليجي من خلاله وكانت قضية حب الكويت هي شغله الشاغل وهو ما انعكس في اللحمة الوطنية عقب وفاته.