الربيع العربي كان مجرد تغير للوهم … بقلم عبد العزيز خريبط
كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد التي ألقاها أمام الدورة الـ28 لمؤتمر القمة العربية في الأردن تمثل خارطة طريق للتنمية والإصلاح وفقا لرؤية سياسية ثاقبة وتتلخص الكلمة في أن ما يسمى بالربيع العربي وهم أطاح بأمن واستقرار شعوب المنطقة وعطل التنمية لديها وامتد بتداعياته السلبية إلى أجزاء أخرى من الوطن العربي لتتدهور الأوضاع الأمنية فيها وتعيش شعوبها معاناة مريرة، وهي دعوة لاستخلاص العبر والى تصحيح العديد من المسارات، وأضاف سموه ان الواقع العربي يؤكد وبوضوح أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعف تماسكنا، وأكد سموه مواصلة الكويت العمل للتخفيف من معاناة الشعوب التي تعاني من الكوارث والحروب ولفت إلى أن الجهود السياسية لا تزال متعثرة في سوريا بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة معرباً عن أمله في أن تحل الأزمة السورية بالطرق السلمية.
• انتفضت الشعوب العربية تحت الكثير من الضغوط حاملة معها آمالاً وطموحات وهموماً إلا أنها انتهت بواقع مختلف مليء بالخراب وتعطيل الحياة والتوحش والإرهاب وانعدام الإنسانية فالربيع العربي هو وهم عاشه الإنسان في المجتمعات العربية التي تنادي بحرية بمفهوم آخر، فتحت هذه العناوين كان الوهم عن أنظمة طغت وبغت وفسدت وأفسدت واستباحت أموال الشعب الذي عانى طويلاً من الفقر والقمع والاهمال، فكان الربيع لدى البعض هو الأمل في مستقبل جديد ينال فيه الفقير أبسط حقوقه فكل ما يريده عيش حرية عدالة اجتماعية، تمنت الشعوب أن يغير النظام سياساته الخاطئة لأقوات الشعب وثروات البلاد كما هي كانت الدعوات والصيحات وكذلك الصراخ، المشهد الربيعي كان فوضى سائدة وإرهاباً وتخلفاً وممارسات انتهازية، المطالبة بإصلاح الانظمة والسياسات دون الوعي الكامل لإصلاح الخلل في الثقافة والاخلاق والفكر والمسالك والمسارات الخاطئة في تعطيل الحياة والخراب لهو الفساد الأكبر من هذه الادعاءات والتهم والأحكام المصدرة، فلم تجن دول الربيع إلا الفوضى والإرهاب، ينبغي أن تجدد الدعوة إلى النظر في دول الربيع العربي لنرى بعين مجردة حجم المأساة والدمار والخراب، الدواعش يعيثون في الأرض فساداً في العراق وسوريا فأضحت سماء الأمة العربية والإسلامية سوداء قاتمة تمطر دماً وترعد أنيناً وحزناً عندما ننظر إلى سوريا الحبيبة تمتلئ عيوننا دمعاً، عندما نرى ليبيا يعتصر قلبنا حزناً فما بال وطننا العربي توشح بالسواد واكتوى بنيران الحروب والويلات والتفجيرات التي لا تراعي ليس ديناً ومذهبا فحسب وانما أي مبادئ للإنسانية ولا تفرق بين طفل وامرأة. الربيع العربي وهم ولم تمر على العالم محنة من قبل كهذا الوهم فقد انشقت الصفوف وتفرقت الكلمة وحمل السلاح ودمرت البلاد ويتم الأطفال وامتلأ العالم باللاجئين في المخيمات والملاجئ… آه يا وطني..آه.. يا قلبي.. فقد ضاعت الأحلام وتشتت الأوطان وضاع الإنسان.. نسأل الله أن يجمع الكلمة وأن يوحد الصفوف وأن تعود أمتنا العربية والإسلامية إلى سابق عهدها أمناً وأماناً واستقراراً وأن يصلح حال البلاد والعباد