الزوارة… إرث كويتي جميل … بقلم حسن الشواف
كل مجتمع من المجتمعات في هذه المعمورة يتميز بأعراف وعادات تشكّل بصمته وملامحه الفريدة، والتي تميزه عن غيره من المجتمعات.
إذا سلطنا الضوء على مجتمعنا الكويتي لوجدناه يتسم بصفات مميزة، تلك الصفات تحمل في عمقها قيماً مصدرها الدين الإسلامي «دين الفطرة» مستقاة من وصايا رسولنا الكريم وآل بيته الأطهار، من جملة تلك القيم: الترابط الاسري.
عُرِف مجتمعنا بأوثق رُبَق الترابط الأسري وهو أمر محسودون عليه من المجتمعات كافة، لطالما كان ترابط الأسرة الكويتية نموذجا يُضرب به، فكل أسرة كويتية لها يوم مخصص في الأسبوع يجتمع فيه كافة أفراد الأسرة كبيرهم وصغيرهم يتبادلون فيه الأحاديث الشيقة ويتناقشون عن شؤون حياتهم اليومية المختلفة ليشكّلوا حلقة اجتماعية يتم فيها تبادل المعلومات والخبرات والآراء الناصحة والسديدة، وهذا ما يطلق عليه مصطلح «الزوارة» في لهجتنا الدارجة.
هذه التجمعات الأسرية لها أثر بالغ في تقوية أواصر المحبة والترابط والتراحم بين أفراد الاسرة وذلك ينعكس بشكل إيجابي على بناء مجتمع صلب ومتين من الناحية الاجتماعية، فكما قال الإمام علي بن أبي طالب-عليه السلام-:عَلَيْكُمْ بِصَنَائِعِ الْإِحْسَانِ وَحُسْنِ الْبِرِّ بِذَوِي الرَّحِمِ وَالْجِيرَانِ فَإِنَّهُمَا يَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ وَيَعْمُرَانِ الدِّيَارَ.
فإذاً صنائع الإحسان وحُسن البِر بذوي الرحم بجانب الجيران، لهما أثر على المجتمع بل يُعدان أداة تعمير وتشييد للبلاد والمجتمع.
التجمعات الأسرية «الزوارة» تعد من المصاديق الحية الدالة على البر بالوالدين، فيجب علينا جميعاً أن نحافظ على هذا الإرث الجميل وأن نتوارث هذه الميزة جيلا بعد جيل حتى لا تذهب وتندثر مع مرور الزمن، كما ينبغي على الجهات المعنية العمل على المحافظة على هذا الإرث من خلال الحملات الإعلامية التوعوية والمناهج التربوية فتنشئة الطالب منذ صغر وجَبله على هذه القيم والخصال الحسنة في مجتمعنا له أثر بالغ على الفرد، فالمدرسة والأسرة والتوعية المجتمعية منظومة لا بد من أن تتعاون بالشكل الصحيح لنيل آثار