السعادة …بقلم مريم الغانم
تعتبر السعادة مطلب و رغبة و حاجة أساسية يبحث عنها الجميع و يتمنى تحقيقها في مختلف المجالات , و كل إنسان له نوع خاص من السعادة و حسب ما يريدها و كما يراها .
و تذكر دائما ان السعادة لا تهبط عليك من السماء بل انت تزعها في الأرض . السعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينه النفس و طمأنينة القلب و انشراح الصدر و راحة الضمير و البال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر و الباطن المدفوع بقوة الإيمان .
تكمن مشكلة الإنسان الأساسية مع السعادة التي يعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلم أدوات تحقيقها فيحاول أن يجرب المادة و الأمور المادية الملموسة ليصل إلى السعادة فتجدة لا يصل .
فما هي السعادة ؟ و أين تكمن السعادة؟ و هل هي قرار ام هي قدر محتوم ؟
يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر و قد يختلف في تعريفها الفلاسفة كذلك , اذ إنها مصطلح نسبي , فقد يسعد الإنسان شيء يعد لدى غيرة عاديا و يود الجميع لو يصبح سعداء بيد أنك حسن تسألهم : ما معنى السعادة ؟لن يستطيع الإجابة بشكل صحيح و يرجع ذلك إلى أن المفاهيم تعقدت و تشابكت فما عاد غالب الناس يفرقون بين السعادة و الرفاهية و الرضا . و بين النجاة من الموت الألم و السعي خلف الرزق و رفاهيات الحياة .
تعد السعادة مفهوما مجرد لا ينحصر بنطاق حسي و لا عقلاني بل يتجاوز ذلك إالى ما هو خيالي , و من هنا تكمن الصعوبه حصره و ضبطه في يضع كلمات تصفه (( السعادة ليست بالأمر الهين , فمن الصعب أن نعثر عليها في دواخلنا و من المستحيل أن نعثر عليها في الخارج ))
السعادة من وجهة نظري هي القدرة على تجربة أوسع نطاق من العواطف و المشاعر بطريقة صحية , و السعادة الشعور بالرضا في ظل غياب القلق أو الأضطراب أو تعكر المزاج
و أخيرا لا تخلو الحياة من المنغصات فمن غير المعقول أن يعيش الإنسان سعيدا طول الوقت و لا بد من أن يتعرض لمواقف صعبة تجعله حزينا بعض الوقت و لكن هذا لا يعني أن يصاب بالتعاسة و ينشغل عن ذكر الله بل عليه أن يحمد بالسرا ة الضراء لكي يبقى راضيا بما قدر الله له في هذا الكون فهذه سنة الحياة و لو عاش الإنسان على نفس الوتيرة طول حياته فإنه سيصاب بالملل .