
السفير الإيراني محمد توتونجي بمناسبة يوم القدس العالمي .. يوم القدس العالمي: رمز التضامن مع القضية الفلسطينية
تحتفل امتنا الإسلامية المجيدة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان تزامناً مع ليالي القدر المباركة بيوم القدس العالمي. ذلك اليوم الذي اعلنه الإمام الخميني الراحل قبل عقود من الزمن ليكون منطلقاً لإستئصال الكيان الصهيوني هذا السرطان الوبيل الذي زرعته القوى الكبرى في قلب امتنا الإسلامية.
يوماً بعد يوم ندرك أهمية هذا اليوم بعد أن لمسنا خلال الأشهر الأخيرة صوراً حية من جرائم هذا الكيان في الإبادة الجماعية وهدم البيوت والمساجد والمستشفيات في غزة وكيف أن أبناء طوفان الأقصى نجحوا في افشال مخططات العدوان وتحقيق النصر على الغزاة الجلاوزة.
يوماً بعد يوم ندرك أن التطبيع مع عدو ارتكب كل هذه المجازر الدموية و انتهك كل اصول حقوق الإنسان و برهن على سلوكه العدواني الغادر وسعيه لتهويد أولى القبلتين والتهجير القسري لسكان غزة امر مرفوض ولا سبيل لنا سوى المطالبة بتنفيذ احكام محكمة العدل الدولية ضد مجرم الحرب نتنياهو و غالانت لينالوا جزاءهم العادل.
ان الحصار الذي تعرض له اهلنا في غزة لاسيما خلال شهر رمضان ومنع وصول المساعدات الإنسانية والعلاجية يقتضي من بلداننا تكثيف الجهود لفضح هذه المؤامرات و ردع الدعم اللامحدود الذي تقدمه امريكا عسكرياً وسياسياً واعلامياً و مالياً بشكل غير مسبوق للصهاينة و ان ندعم حركات المقاومة التي تدافع عن أرضها وعرضها ضد المحتل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ونرفض الإنحياز اللامحدود الغربي للمشروع الصهيوني التوسعي.
إن طوفان الأقصى حرر الأسرى من جحيم سجون الصهاينة إلى فضاء المقاومة وهو انجاز غير مسبوق يسجله التاريخ بكل فخر. إن تمادي اسرائيل في سياساتها العدوانية و مضاعفة دعوة المتطرفين للتهجير القسري لشعب فلسطين وتكثيف الحملات العسكرية ضد مدن الضفة الغربية وايقاف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ومواصلة حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) هي برنامج ممنهج لإفراغ غزة من اهلها و سكانها الأصليين و احلال المستوطنين محلهم ثم يأتي الدور على الضفة الغربية و بقية المدن الفلسطينية و تبرهن للقاصي و الداني اسلوب البلطجة والهيمنة الذي تنفذه اسرائيل بدعم من القوى الكبرى.
إن التاريخ سوف يسجل من وقف مع الحق الفلسطيني و ساند المظلوم ومن تواطأ مع القاتل و الإرهابي و مده بالسلاح ليواصل تدمير اكواخ وخيام و ملاجيء الفلسطينيين وقصفها.
شاهدنا كيف ان هذا الكيان لم يكتف بالمجازر التي ارتكبها طوال الاشهر الماضية ولم يشبع من دماء الاطفال و النساء الأبرياء بل يواصل اليوم مجازره بكل صلافة و تنصل من اتفاق وقف اطلاق النار حيث استشهد منذ التوقيع على الاتفاق حتى اليوم اكثر من 650 فلسطينياً ويواصل توغلاته البرية والتصعيد في غارات مكثفة ضارباً عرض الحائط كل الإتفاقيات.
إن الجهاز الدبلوماسي الإيراني إلى جانب المؤسسات الشعبية و القوى المجاهدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعلن تضامنها و وقوفها الكامل مع نضال الشعب الفلسطيني و تدعو كل الأحرار و الشرفاء لشجب هذه المجازر الوحشية اللاإنسانية والتضامن مع المظلومين و دعمهم ليعودوا إلى قُراهم ومدنهم التي ولدوا فيها.
وما النصر الا من عند الله.