السيسي : لدينا نية صادقة للتوصل لاتفاق حول سد النهضة
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في رسالة إلى نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، أن مصر لديها نية سياسية صادقة للتوصل للاتفاق المنشود حول سد النهضة الإثيوبي، «في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل» وأنها ستدعم جهود الرئيس تشيسيكيدي في هذا الصدد.
وأضاف الرئيس المصري أن بلاده تتطلع لأن تنجح الاجتماعات التي ستعقد في كينشاسا في إطلاق مسار فعال للمفاوضات بمشاركة الشركاء الدوليين وبما يمكن الدول الثلاث من إيجاد حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية بهدف بلورة اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
واستعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اللقاء مع الرئيس الكونغولي جهود مصر على مدار عقد كامل للتوصل لاتفاق حول سد النهضة، حيث أكد على أن القاهرة قد دأبت على تقديم الحلول والمقترحات التي تراعي الشواغل الإثيوبية وبما يضمن تحقيق أهدافها التنموية ويحفظ مصالح دولتي المصب، إلا أن نجاح الجهود الجارية لتسوية قضية سد النهضة وتجنب تأزيم الموقف في إقليم يعاني بالفعل من الاضطراب وعدم الاستقرار يتطلب توافر الإرادة السياسية لدى كل الأطراف للتوصل لاتفاق عادل ومنصف.
واستأنفت إثيوبيا ومصر والسودان الأحد في كينشاسا المفاوضات حول السد الإثيوبي الضخم على نهر النيل المتمثل ببناء محطة كهرومائية تنظر إليها القاهرة والخرطوم على أنها تهديد.
واجتمع وزراء الخارجية والمياه في هذه الدول الثلاث بحضور الرئيس الكونغولي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي منذ فبراير (شباط).
وقال الرئيس الكونغولي بالمناسبة «يهدف اجتماع كينشاسا إلى إطلاق دينامية جديدة».
وأضاف «أدعوكم جميعا إلى انطلاقة جديدة وإلى فتح نوافذ أمل عدة وانتهاز كل الفرص وإضاءة شعلة الأمل مجددا» مرحبا بعزم المشاركين على «البحث معا عن حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية».
ومضى يقول «البعد البشري يجب أن يكون في صلب هذه المفاوضات الثلاثية» مدافعا عن حق سكان الدول الثلاث «بالمياه والغذاء والصحة».
وحضر أيضا سفير الولايات المتحدة مايكل هامر افتتاح الاجتماع الذي قدم على أنه «مؤتمر كينشاسا الوزاري لمواصلة المفاوضات الثلاثية» حول سد النهضة الإثيوبي.
ويشكل مشروع سد النهضة الإثيوبي مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس فيه قبل عشر سنوات في أبريل (نيسان) 2011.
ويبنى المشروع على النيل في شمال غربي إثيوبيا قرب الحدود مع السودان. وقد يصبح أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا مع قدرة معلنة من حوالي 6500 ميغاوات.
ورغم حض مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو (تموز) 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
وتؤكد إثيوبيا أن الطاقة الكهرومائية الناجمة عن السد ستكون حيوية لتلبية حاجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين.
أما مصر التي تعتمد على النيل لتوفير حوالي 97 في المائة من مياه الري والشرب، فترى في السد تهديدا لوجودها.
في المقابل يخشى السودان من تضرر سدوده في حال عمدت إثيوبيا إلى ملء كامل للسد قبل التوصل إلى اتفاق.
ويمثل نهر النيل شريان حياة ويوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يعبرها.