الشاعر محمّد حدّاد:”المطر لغة السّماء ورسائل الله إلى الأرض
– أرحب بك شاعرنا، و يدفعني الفضول إلى معرفة المزيد عنك، في بطاقة تعريفية تختارها
بنفسك.
– أهلاً بك شاعرتنا خولة وبعد الشكر على إتاحة الفرصة أقول باختصار: محمّد حسين حدّاد
مواليد دير الزور 23 / 11 / 1962م
المستشار الأدبي لبيت الشعر الفراتي
إجازة في اللغة العربية وآدابها، جامعة دمشق 1991م
حائز الجائزة الأولى لمسابقة سعد صائب الأدبية بدير الزور 1989م
حائز الجائزة الثانية لمسابقة ربيعة الرقي – الرقة 1993م
حائز الجائزة الأولى لمسابقة اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1993م
أعمل حالياً في جريدة يومية بالسعودية.
موقعي الإلكتروني ولقبي على مواقع التواصل الاجتماعي (فرات الشعر).
2- أتجدُ من الضروري أن ينشط الشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة ليُعرَفَ؟
ولماذا؟
– أعتقد ذلك، بل من الضروري أن ينشط الشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة فقد باتت ذات أهمية في هذا العصر الزاخر بالتقدم التكنولوجي والمعرفي، والشاعر سيكون بها قريباً من جموره ومحبّيه وذوّاقي الشعر في بقاع الأرض المتباعدة رغم سلبياتها المختلفة ومنها أن الشاعر معرض للسرقة الأدبية من بعض ضعاف النفوس والمتسلقين على أكتاف الشعراء الحقيقيين، فمثلاً سُرق اسمي الأدبي (فرات الشعر) كما سُرق مصطلح (فوتو شعر) الذي أؤكد جازماً أنني أول من أطلقه على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى عشرات القصائد التي سُرقت منّي ونُسبت لآخرين. لكن لا يهم لأن من محاسن النشر الإلكتروني أنه يوثّق بالسّاعة واليوم والشّهر والسّنة ما تقومين بنشره والفضل لمحركات البحث المختلفة التي تكشف المختلسين سارقي فكر الآخرين ونفَسَهم الصادق الجميل.
3- حدثنا عن كتبك المطبوعة، وإن كان لديك شيء تحت الطبع.
– لدي ستُّ مجموعات شعرية: مرحى لهم مرحى لها – شعر: ط 1 / 1996م
جسد ومرايا – شعر: ط 1 / 2014م
لأنك قلت ما بي – شعر: ط 1 / 2015م
أنا الماء.. – فوتو شعر: ط 1 /2016م
غرفة العاشق.. هذيان حمى – فوتو شعر: ط 1 / 2017م
الشاعر.. ذلك الذي – فوتو شعر: ط 1 / 2018م
وهناك مجموعة شعرية تحت الطبع بعنوان (عائشة) مهداة إلى أمي الجميلة الحنون، شافاها الله وأطال الله بعمرها وأحسن خاتمتها وخاتمتنا أجمعين.
4- تنتشر منذ مدة فكرة الأعمال المشتركة، في الشعر والرواية والخاطرة، هل تنوي خوض هذه التجربة؟ ولماذا؟
– الأعمال المشتركة، في الشعر والرواية والخاطرة فكرة جميلة يدخل العامل المعنوي (الصداقة، الحب، الثقافة المشتركة، والانتماء،…) أو العامل المادي في إنتاجها (تكاليف الطباعة) وأرى أن الغاية منها التوجّه نحو الشهرة وتثبيت الاسم في الساحة الأدبية باكراً بزعم أن لديهم عملاً مطبوعاً رغم قلة الإنتاج وضعف المستوى الفني لأعمالهم الأدبية. وهذا رأي عام وهناك تجارب جديرة بالقراءة لا يمكن نكرانها وقد انتشرت مؤخراً. أمّا عن خوض هذه التجربة فلا بأس في ذلك، وإن كنت لم أنوِ بعد خوضها، ربما لم أجد شريكاً جميلاً وجديراً بعد، ربما.
5- أي القصائد أو المقطوعات مما كتبته، تلامس روحك أكثر؟
– أما عن الرّوح، فلم أكتب إلا ما يُلامس روحي، والشِّعر قطعة من قلب الشاعر وروحه ويبقى الفرات و دير الزور مدينتي الصغيرة الغافية على ضفاف القلب أبداً ما يُلامس روحي أكثر:
أحْبَبْتُ دَيرَ الـزَّورِ مِلءَ مَشَـاعِرِي
وَرَسَـمتُ طَيفَ جَمَالِهَا فِي خَاطِرِي
يَا دَيرُ يَا ثَغْرَ الفُـرَاتِ .. مُفَتِّحَــاً
تِيهِـيْ عَرُوسَاً فِـي حَنَايَـا الزَّائِـرِ
طَرِبَ الحَمَامُ عَلَى ضِفَافِـكِ هَائِمَـاً
وَتَمَايَلـتْ أغْصَـانُ أيْـكٍ زَاهِــرِ
وَرَفَعْتُ رَأسِي فِي هَـوَاكِ مُفَاخِـرَاً
لا أنثَنِـي، فَقَدِيِمُ عَهْدِكِ حَاضِـرَي
يَا دَوحَـةً سَـكَنَ الحَبِيبُ رِيَاضَهَـا
ألهَمتِ فِي عَقلِـيْ مَعَانِـي الشَّـاعِرِ
يَـا لَلجَمَـالُ يَغَـارُ تِبْـرٌ مِنْ ثَـرَا
كِ، وَيَحْتَمِـي فِـي نَحْرِ بِكْرٍ سَـاحِرِ
يَـا جَنَّـةً سَـكَنَ الفُـؤَادُ ظِلالَـهَا
أفدِيكِ قَلبِـيْ إِنْ أرَدْتِ وَنَاظِـرِي..!
6- ماذا تفضل: أن تجمع ما تكتبه ثم تقوم بنشره في كتاب؟ أم تنشر بعضه على وسا التواصل تستمزج فيه قراءك ؟
– عادة أقوم بالأمرين معاً ولا أنتظر رأياً لقارئ ما فعندي بئرٌ من الشِّعر أغرف منها وأنشر متى أشاء ورقياً وإلكترونياً بمعنى آخر عندي إنتاج يكفي عدة دواوين متى ما أقرّر ذلك.
7- مئات القصائد تموت، لتحيا فقط بضع قصائدَ في ذاكرة القرّاء، كيف يحدث الأمر؟
لا أعتقد أن القصيدة الجميلة تموت، ربما تُصاب بسبات يطول أو يقصر وذلك عائد لظرف ما قد يكون الزمان أو المكان أو نوعية المتلقي ومدى إدراكه لجمال هذه القصيدة أو تلك، وإذا ما انتفت هذه الأسباب أو أحدها بُعثت القصيدة كطائر الفينيق من تحت الرماد لتحلّق في سماء الشعر من جديد.
8- المرأة حاضرة وبقوة في شعرك، ما أجمل ما كتبت فيها و لها؟
– هي كذلك، حاضرة دوماً لأنها الأجمل في هذه الدنيا فهي الوطن والأم والزوجة والابنة والأخت والحبيبة والصديقة، وهي الملهمة وأنثى القصيدة. وقد عابوا عليّ وحسدوني لكثرة ما كتبت فيها وأطلقوا من الألقاب ما أسرّني وأضحكني، ولا ضيرَ في ذلك فالمرأة عندي قصيدة تمشي على قدمين ولولاها لم أكن شاعراً قط، وأنا أتعجب ممن ينظر إلى المرأة على أنها تابع وجسد:
” لماذَا يَخْتَصِرُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ جَمَالَ الأُنْثَى بِوَجْهِهِا فَقَطْ:
عَيْنَاهَا وَاسِعَتَانِ، أنْفُهَا صَغِيْرٌ، شَفَتَاهَا حَبَّةُ عِنَبْ..؟!
وَجْنَتَاهَا تُفَّاحَتَانِ، بِغُمَّازَتِيْنِ، وَشَعْرُهَا شَلاَّلُ ذَهَبْ..؟!
مَاذَا عَنْ جَمَالِ الرُّوْحِ،
وَهَيْبَةِ الأُنْثَى، وَالثِّقَةِ بِالنَّفْسِ وَمُفْرَدَاتِ الْجَسَدْ..؟!
مَاذَا عَنِ الأخْلاقِ، وَرَجَاحَةِ الْعَقْلِ، وَالثَّقَافَةِ، وَالأدَبْ..؟!
مَاذَا عَنْ حُضُوْرٍ طَاغٍ، وَجَاذِبِيَّةٍ لَمْ يَسْلَمْ مِنْهَا أَحَدْ..؟!
وَمَاذَا لَوْ كَانَتْ مَشْرُوْعَ قَصِيْدَةٍ،
أَوْ لَوْحَةً تَحْتَاجُ لإطَارٍ فَقَطْ..؟!
مُجَرَّدُ سُؤَالٍ، سُؤَالٍ فَقَطْ..؟َ “.
9- يستهويني حضور المطر في الشعر، هل كتبت في هذا؟
– المطر لغة السّماء ورسائل الله إلى الأرض، وهل هناك أجمل من المطر – شاعرتنا خولة -سوى رائحة المطر..؟!
” الْـمَطَرُ فِيْ وَطَنِيْ أَحْلَىْ، والْـمَطَرُ فِيْ وَطَنِكِ أَحْلَىْ
والْـمَطَرُ فِيْ وَطَنِهِ وَفِيْ وَطَنِهَا أَحْلَىْ.
لا شَيْءَ أَجْمَلُ مِنَ الْـمَطَرِ سِوَىْ رَائِحِةِ الْـمَطَرْ.
والْـمَطَرُ جَمِيْلٌ لأَنَّهُ أُنْثَىْ يُحِبُّهَا الذَّكَرْ،
والْـمَطَرُ جَمِيْلٌ لأَنَّهُ ذَكَرٌ تُحِبُّهُ الأُنْثَىْ..!
وَالسِرُّ لَيْسَ فِيْ جَمَالِ الْـمَطَرِ، بَلْ فِيْ رَائِحَةِ
الأَرْضِ الَّتِيْ يَسْقُطُ عَلَيْهَا الْـمَطَرْ..!
يَحْيَا الْوَطَنُ الَّذِيْ يَسْتَقْبِلُ الْـمَطَرَ فَاتِحَاً ذِرَاعَيْهِ بِسَلامْ،
وَتَحْيَا الأَرْضُ الَّتِيْ تَشْرَبُ الْـمَطَرَ وَتَنْثُرُ رَائِحَتَهُ فِي الْـمَكَانْ،
لِتَتَهَيَّأَ لِفَرَحٍ أَخْضَرَ تَنْتَظِرُهُ الْعُيُونْ..!! “.
10- طاب لنا لقاؤك و حديثك. لك الكلمة الأخيرة.
– شاكراً ومقدّراً لك و لمجلة صوت الخليج هذه الالتفاتة الكريمة، و يبقى الشعر حياً وإن مات الشعراء كما يموت الناس، لكنّهم باقون ما بقيت قصائدهم تتناقلها الأجيال، و اسمحي لي شاعرتنا خولة أن أختم بمقطع من قصيدة (الشاعر ذلك الذي) من ديواني الأخير الذي صدر في سورية هذا العام:
” الشَّاعرُ، ذَلِكَ الَّذيْ..
يَكرهُ الحربَ ويُحِبُّ السَّلامْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ البُندقِيَّةَ ويُحِبُّ غُصْنَ الزَّيتونْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ الرَّصَاصةَ ويُحِبُّ الوردةَ الحَمْراءْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ الخُوذَةَ ويُحِبُّ عُشَّ العَصافيرْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ القنبلةَ ويُحِبُّ البرتقال.
ذلك الذي..
يكرهُ المدْفَعَ ويُحِبُّ قلمَ الرَّصَاصْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ الطَّائرةَ ويُحِبُّ الحَمَامةَ البَيْضَاءْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ القنابلَ العنقوديةَ ويُحِبُّ عنقودَ العِنَبْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ الَّلغَمَ ويُحِبُّ سُنبلةَ القَمحْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ الصَّاروخَ ويُحِبُّ قوسَ قُزَحْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ قنَابِلَ الغَازِ ويُحِبُّ رائِحةَ اليَاسَمينْ.
ذلكَ الذي..
يكرهُ البَيانَ العَسْكرِيَّ ويُحِبُّ قَصيدةَ الغَزَلْ.
ويُغَنِّي ليَحْيَا الجَميعُ في سَلامٍ آمِنينْ..!!
…
الشَّاعرُ، ذَلِكَ الَّذيْ..
هوَ أنَا، فَمَنْ أنَا..؟!
حِينَ أبْحَثُ عنْ قَلَمٍ لأكْتُبَ قَصِيدَةً دَاهَمَتْنِي في الطَّريق
فَلا أجِدُ سِوَى الرِّيحِ أهْمِسُ فِي أُذْنِهَا:
أنَا الَّذِي رَأيْتُ، أنَا..!! “.