“الصحة” العالمية :ارتفاع الحرارة لن يقضي على “كورونا”
في وقتٍ لا تتوقف أخبار سقوط ضحايا لفيروس كوفيد-١٩ كورونا بشكل يومي، يركز الناس اهتماماتهم – أثناء محاولة التزامهم بالجلوس في المنزل قدر الإمكان – على الإحاطة بالمعلومات الكافية بالفيروس من أجل الوقاية منه.
مراسلة بي بي سي حنان عبد الرازق أجرت لقاءً عبر سكايب مع الدكتورة حنان بلخي، المديرة العامة المساعدة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات بمنظمة الصحة العالمية، وهذه إجاباتها عن بعض الأسئلة التي وجهها متابعو بي بي سي حول فيروس كورونا.
س: في الأيام الأخيرة تابعنا بعض التقارير بأن الفايروس ينتقل عن طريق الكلام أو حتى الهواء وأن مسافة متر أو مترين غير كافية وأنه يجب أن نبقي على مسافة ٦ – ٨ أمتار ما بيننا وبين الشخص المقابل .. فما صحة هذا الكلام؟
ج: إلى الآن الدراسات لم تثبت إن هذا الفيروس ممكن يستمر في الهواء لفترات طويلة أو أن ينتقل عبر التكييف أو الهواء .. لكن الرذاذ أكيد إن كان الشخص مصاب فممكن أن يعدي الشخص أمامه على قرب متر أو مترين
طريقة الانتقال عن الرذاذ وممكن أن يلوث المنطقة حول المصاب كالأسطح والطاولات .. لكن لم توجد إلى الآن دلائل علمية أن الرذاذ ينتشر عبر الهواء .. إلا في حالات خاصة داخل المستشفيات عند إجراء بعض الفحوصات التي تهيج الجهاز التنفسي وتخلي الإنسان يصدر رذاذا قويا جدا..
ورغم ذلك ننصح الناس بوقف كل الزيارات الاجتماعية قدر الإمكان ومهم جدا الحذر من القرب من أشخاص آخرين أو التواجد في تجمعات كبيرة .. والمضطر جدا هو من يذهب إلى العمل ..
س: وبالحديث عن الحذر، الكمامات ما مدى فاعلياتها والقفازات المطاطية؟
ج: بالنسبة للكمامات في المجتمعات العادية، أي شيء ممكن القيام به لمنع خروج الرذاذ من أي شخص لدى وجوده الضروري في أماكن تجمعات بشرية مثل من هو مضطر حتى الآن لركوب المواصلات العامة أو من تحتم عليه وظيفته الاحتكاك بأشخاص مختلفة .. أهم طريقة هي التباعد أو عدم الاختلاط بأي شخص، فيجب التركيز على هذا الموضوع .. ونظافة اليدين مهمة جدا ..
السبب إننا لا نوصي بارتداء الكمامات طوال الوقت لكل الناس، هو وجود عجز في الكمامات لدى الممارسين الصحيين الذين هم أكثر عرضة للمرض ، من الممكن أن يستخدم الناس العوام بدلاً من ذلك وشاح على الفم والأنف أثناء الخروج لقضاء الاحتياجات الضرورية.
س: ما هي أحدث نصيحة للوقاية من الإصابة بالفيروس؟
ج: أفضل طريقة لمنع انتقال العدوى هي مكوث الناس في المنزل، هذه هي طريقة السهل الممتنع. نحن فعلاً نحتاج الناس تجلس في بيوتها .. تحاول قدر الإمكان ما تختلطوا بالناس.
س: إذا أصيب الشخص بالكورونا، هل من الممكن أن يصاب به مرة أخرى، أم يصبح لديه مناعة؟ وهل تتأثر كفاءة الرئة بعد الإصابة؟
ج: لم تؤكد أو تنفي التجارب العلمية هذا الأمر حتى الآن ..
س: هل هناك أطعمة معينة ترفع من قدرات جهاز المناعة لمواجهة كورونا؟
ج: لا توجد أي تجارب علمية تثبت أن هناك طعمة بعينها تقي من فيروس كورونا، ولكن التغذية السليمة بشكل عام وممارسة الرياضة، أمران يقويان جهاز المناعة.
س: ما هي المدة التي يبقى فيها الفيروس على الأسطح؟
ج: الدراسات البيئية حتى الآن تبين أن مدة البقاء الفيروس على الأسطح تصل إلى عدة ساعات تحديدا على الأسطح الناعمة أو المعدنية، لذلك الأسطح القماشية أو الخشبية لا يوجد دليل حتى الآن على أنها بيئة حاضنة للفيروس.
س: هل من الواجب تعقيم الأطعمة بعد شرائها؟
ج: من المهم جدا عدم الوصول إلى مرحلة الوسوسة، ما يجب القيام به هو غسل الأطعمة كالعادة بعد شرائها دون المبالغة في استخدام أية مواد معقمة أو كيميائية التي قد تضر بها.
س: هل يجب غسيل الملابس فور العودة إلى المنزل من الخارج؟
ج: هذه ليست طريقة واضحة للعدوى، لكن مثلا بالنسبة لمن يعمل بالقطاع الطبي فمن الواجب عليه أن يغسل ملابسه فور عودته إلى بيته، لكن عموما في الحياة العادية لا داعي للوسوسة. النصيحة الأهم هي عدم الخروج بدون داع، وأثناء الخروج يجب عدم لمس الوجه أو الفم، مع وجود معقم لليدين، وعند العودة يجب غسل اليدين والوجه.
س: ما مدى صحة المعلومات المتداولة بخصوص تناول بعض أنواع المسكنات وخوافض الحرارة في حالة الإصابة؟
ج: جميع خوافض الحرارة يمكن استخدامها عند الشعور بارتفاع درجة الحرارة كعرض للإصابة بالفيروس ولا يوجد دليل على أي ضرر من ال “أيبوبروفين” بمختلف أسماءه التجارية
س: هل الحيوانات الأليفة تنقل الفيروس؟
ج: لا توجد دراسات تثبت هذا الشيء.
س: هل قدوم فصل الصيف سيقضي على الفيروس؟
ج: التوقعات حتى الآن تقول إن ارتفاع درجات الحرارة لن يقضي على فيروس كوفيد ١٩، لكن الفيروس نفسه لم يستمر معنا لفترات طويلة لإجراء التجارب الموسمية عليه للتأكد من تلك النقطة.
س: هل هناك أية أنباء عن اقتراب صدور لقاح ضد الفيروس؟
ج: يجب التفريق بين أمرين: العلاج والمصل.
المصل هو المركب الوقائي من المرض.
الآن هناك مصلان تحت التجربة الإكلينيكية الأولية، وهناك ٤٢ مصل في مرحلة التجارب ما قبل الأولية.
هناك دعم مادي لتلك التجارب بشكل كبير، وهو ما سيؤثر على اختصار السنوات الطويلة التي عادة ما تستغرقها فترات الاختبار تلك، ونتمنى عموما أن يكون هناك مصل خلال الفترة القادمة ما بين عام وعام ونصف.
أما العلاج فحاليا تجري ما بين ٣٠ إلى٤٠ دراسة سريرية للتوصل إليه.