الفاشينستا وانحلال المجتمع . .. بقلم محمد يوسف الرشيد
الغير جميلة في نظري بين قوسين لا تمتعظي من صراحتي،،،، ما اسهل ان تصبحي فاشينستا ، وماذا يعني هذا ؟ هذا يعني ان مواقع التواصل الاجتماعي سلطت الأضواء على عوالم ووجوه لم نكن نألفها أو نعرفها من قبل، وقدمتها نجوماً تقف أمامنا ولا اعرف لما كان اختيارها وحتى لو تساءلنا لما ستعبر هذي وتلك على السجادة الحمراءكالمشاهيروالشخصيات بمهن ومسميات ومصطلحات جديدة أقول لا اعرف ، وللاسف لديها الآلاف.. بل ملايين المتابعين، ومن أبرزها فتيات مصطلح الـ «فاشينيستا»٠
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا في تتبع خطوات فتيات عالم الموضة والأزياء والفاشنيستا لقب يطلق على فتيات نجحن في أن يلفتن الأنظار إلى أناقتهن العالية، وأسلوبهن المتميز في انتقاء الملابس واختيار الاكسسوارات وقصات الشعر والشالات والعباءات، على ذوقهن الخاص دون فرض من مصممي الأزياء والماركات، بل لبسن كل إليّ على الحبل.
لتصبح «الفاشينيستا»، الكويتية محط أنظار العالم في الموضة والأزياء، وليس هذا بالغريب على المجتمع الكويتي في كونه الرائد خليجياً في الاهتمام بالأناقة وعالم الموضة والأزياء التي تتعلق بأسلوب الحياة العصري، ولكن الغريب ان تصبح المرأة والزوجة والأم صاحبة شهرة لتنسيقها لطلّات مريحة ولائقة بالحجاب الذي عرف بأصل الحشمة ، ليتحول الْيَوْمَ الحجاب لعروض مبتذلة ومن المدهش ان توثق الفاشنيستا الكويتية ، حياتها مع زوجها وطفلها وطبيبها وغسيلها وهرجها واللافت ان منهن خبيرة المكياج ذات الملامح الحادة، ومنهن المعروفة بروحها الطيبة ومشاركتها لمقاطع شيقة وطريفة لعائلتها، ومنهن من وصلت الى ملايين المتابعين ومازلت اتساءل ماالعيب في ان أكون صريح وأقول البيوت اسرار ٠
لقد فقد المجتمع معيار الوعي و إن كانت هناك مشكلة فهي ليست في ظاهرة «الفاشينيستا» فقط، بل في وعي المجتمع المتابع لقنوات التواصل الاجتماعي، والذي أصبح مستعدا للاقتراض في سبيل الاقتناء أو الاستعارة أو اللجوء لتقليد الآخر لمداراة شخصية مزيفة لا تشبهه ولا تتناسب معه ولا مع امكانياته، لأنه لم يعد يؤمن بمقولة (مد لحافك على قد رجليك)، اذا أردت ان اتحدث عن
«الفاشينيستا» الحقيقية هي التي لا اعتبرها مجرد دمية، أو أداة للتفاهة والسذاجة أو للزينة كما ينظر إليها بعض المتابعين، بل هي بمثابة الموديل المعياري للموضة ومنتجاتها، وهو أمر تتوق إليه المرأة دائماً في كل زمان ومكان، خاصة «الفاشينيستا» التي لم تتخذ ذلك مجرد مهنة، بل أسلوب حياة بشكل عام، اَي ان المرأة تستطيع ان تكون موديل لزوجها وامام اولادها هنا يكن الجمال الحقيقي