القتال حول طرابلس.. مزيد من الحشد ومعارك كر وفر
تواصلت الاشتباكات العنيفة بمختلف الأسلحة أمس في الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس وحول مدينة العزيزية إلى الجنوب منها من دون تحقيق أي من طرفي النزاع اختراقا كبيرا في المحاور.
وفيما أعلنت القوات المهاجمة التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير حفتر أن وحداتها اقتحمت مرة أخرى مطار طرابلس الدولي في منطقة قصر بن غشير وقامت بتأمينه، أكدت مصادر تابعة لقوات المجلس الرئاسي أن المطار لا يزال تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق.
إلى ذلك، أعلن اللواء التاسع التابع للجيش والقادم من مدينة ترهونة القريبة من العاصمة، أنه اقتحم مقر الكتيبة 42 في منطقة عين زارة، المحور الأكثر اشتعالا في الجبهات الجنوبية.
ونقلت مواقع إخبارية محلية عن مصادر في الجيش الوطني أن وحداته سيطرت على منطقة صلاح الدين والنصب التذكاري في عين زارة ومقر اللواء الرابع، ومعسكر اليرموك ومنطقة السواني، وكبدت الطرف الآخر خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
بالمقابل، نفت مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق هذه الأنباء، مشددة على أن قوات المجلس الرئاسي تحافظ على مواقعها وتتقدم بخطوات وصفت بالمدروسة، مشيرة أيضا إلى أن وحداتها لا تزال تسيطر على معسكر اليرموك، وقد نجحت في الالتفاف على القوات المهاجمة، وأسرت 10 من أفرادها، واستولت على 10 آليات عسكرية.
هذا، ويتركز القتال المتواصل منذ أيام حول العاصمة الليبية في منطقة قصر بن غشير حيث يقع مطار طرابلس الدولي، وفي ضاحية عين زارة، حيث توجد ثكنات هامة، وفي محيط منطقة خلة الفرجان.
كما تحتدم الاشتباكات منذ يومين في منطقة الساعدية وقرب كوبري بلدة الزهراء، وعلى أطراف مدينة العزيزية، البوابة الاستراتيجية الهامة الواقعة جنوب طرابلس.
وتعاني مناطق الاشتباكات من انقطاع التيار الكهربائي، وفي هذا الشأن أعلنت الشركة العامة للكهرباء أن دائرتي قصر بن غشير ووادي الربيع خرجتا عن الخدمة جراء القتال في المنطقة.
كما رصد سقوط قذائف هاون على منازل في محاور القتال بضواحي طرابلس قتل خلالها مدنيون، فيما تزايد نزوح الأسر من مناطق الاشتباكات.
في هذه الأثناء ذكرت مصادر محلية أن القتال دفع بأسعار السلع التموينية الأساسية والخضراوات إلى الارتفاع بشكل حاد داخل العاصمة الليبية طرابلس وفي ضواحيها، علاوة على تواصل أزمة وقود السيارات.
أما الاشتباكات التي تواصلت وخاصة في محور قصر بن غشير – عين زارة، فأخذت شكل معارك كر وفر، حيث تبادل الطرفان أكثر من مرة السيطرة على مطار طرابلس العالمي الواقع جنوب العاصمة في منطقة قصر بن غشير، والأرجح، وفق الأنباء الشحيحة الواردة، أن التشكيلات العسكرية التابعة للرئاسي استردته أمس.
علاوة على ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجانبين حول معسكر اليرموك الواقع ضمن منطقة قصر بن غشير، وفي أطراف خلة الفرجان القريبة من معسكر اليرموك.
وأفادت الأنباء أيضا بوقوع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات الطرفين في منطقة الطويشة وحول مدينة العزيزية الاستراتيجية إلى الجنوب من العاصمة، في حين تؤكد الأنباء أن الجانبين يواصلان تعزيز قواتهما في محاور القتال بأرتال كبيرة من الآليات والعربات المدرعة، استعدادا لجولات جديدة من القتال.
ومن جانب آخر، تعاني مدينة طرابلس من أزمة في إمدادات الوقود بدأت تظهر آثارها، كما سجلت موجة من النزوح من ضواحي العاصمة الجنوبية حيث يتركز القتال، كما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي نداءات من عالقين في مناطق القتال يدعون فيها إلى مساعدتهم وتأمين ممرات آمنة لهم لمغادرة المناطق الخطرة.