القديرة “مريم الصالح” : أول فنانة كويتية على خشبة المسرح

تقرير : رباب عبيد

في مطلع عشرينيات القرن وبين مسرح الارتجال ومسرح التجريب , انطلقت شرارة التأسيس للحركة المسرحية في الكويت اوائل الستينيات على يد الفنان والمخرج المسرحي ” زكي طليمات” الذي أسس الحركة المسرحية في الكويت بجهود الفنان المرحوم محمد النشمي .

وقد كتب المؤرخون في  تاريخ الفن – المسرح  انه قد بدأ برعاية المؤسسة التعليمية تأليفا وتمثيلا ,  وكان أول عرض مسرحي كويتي قدم في مدرسة الأحمدي عام 1922، بإشراف الشيخ عبد العزيز الرشيد , وتشير الدراسة لحركة المسرح الكويتي , ان فترة مسرح الارتجال في المسرح استمرت حتى سنة 1960، الى أن قدم المسرح الشعبي أول مسرحية مكتوبة للفنان الكبير صقر الرشود بعنوان ” تقاليد”.

الحركة المسرحية

انتقلت الحركة المسرحية في الكويت نقلة نوعية مع تأسيس المسرح الوطني، وزيارة  زكي طليمات للكويت , ثم إنشاء المسرح العربي , بعد الدعوة التى قام بها كل من محمد النشمي وحمد الرجيب لطليمات في عام 1958, وذلك لتنظيم  حركة المسرح في الكويت , ونجح زكي طليمات بوضع بصمته الفنية اذ ساهم بولادة المسرح الفصيح وإشراك المرأة في العمل المسرحي مما جعل الشارع الكويتي ينقسم بين مؤيد ومعارض لجرأته في اطلاق مرحلة جديدة من الحركة المسرحية في الكويت .

قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدعم شخصيات لها دور ريادي في الحركة المسرحية , بعد أن قامت تلك الشخصيات  بتشكيل فرق مسرحية أهلية لكن شبه رسمية , فاعتبرت هذه الفرق جمعيات نفع عام واستمدت قانونية نشاطها من قانون جمعيات النفع العام آنذاك , ولكن اصبحت تعمل حاليا تحت اشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتلك الفرق  المسرحية جاءت على الشكل التالي بترتيب تأسيسها وروادها :

فرقة المسرح الشعبي: أُسست فرقة المسرح الشعبي، وأعلن إشهارها في 10/5/1957 بفضل جهود المرحوم محمد النشمي الذي قادها الى جانب عبدالله خريبط وعبدالله حسين وغيرهم، ومن ورائهم جميعا حمد الرجيب , وقد أتبعتها دائرة الشؤون إليها لتعترف بها فرقة مسرحية كويتية .

فرقة المسرح العربي:أنشئت فرقة المسرح العربي في 10/10/1961 من واختلفت حيث خطها المسرحي  وأسلوبها في اختيار المسرحيات التي تقدمها ,  وبقيت الفرقة تحت رعاية وزارة الشؤون حتى عام 1964، بعدها اعتبرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ان عن جميع الفرق المسرحية فرقا أهلية من هذا التاريخ , لتتشكل مرحلة متميزة في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية , لتصبح أول فرقة مسرحية تشارك فيها المرأة الكويتية من خلال الفنانتين القديرتين الراحلة مريم الغضبان والقديرة مريم الصالح .

اول ممثلة كويتية

الفنانة مريم الصالح أول فتاة كويتية تحترف التمثيل مثلت اول مسرحية عام 1957 على مسرح مدرستها مدرسة الشرقية للبنات ولكنها استطاعت التواصل مع الفنان ” محمد النشمي ” كونه مسئولا عن مؤسسة المسرح والفنون التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل , حينها أخبرها أن هناك فرقة بقيادة عملاق المسرح المصري “زكي طليمات” , تبحث عن ممثلين وممثلات ،إلا أنها كانت متخوفة من  العادات و التقاليد  فقد لا تساعد مريم الصالح بالوصول  لطموحها في تحقيق مستقبلها الفنيّ مرة أخرى.

تقول الفنانة مريم الصالح في احدى لقاءاتها التلفزيونية : رفضت والدتي في بداية الأمر ان أكون ممثلة  , فكيف لابنتها الشابة أن  تؤدي مشاهدا تمثيلية على منصة المسرح , فيراها الجميع ومع إصرار الفنانة القديرة وافقت والدتها.

الصالح وطليمات

وتضيف الفنانة مريم الصالح : مشهد لقائي بزكي طليمات كان مفاجئا ومربكا كنت ارتدى الزى الكويتي التقليدي البوشية والعباءة ودخلت الى قاعة ومشيت وسط خمسين شاب وشابة جاءوا لنفس الغرض للحصول على فرصة لتمثيل ادوار مسرحية , و” بابتسامتها الرائعة تقول  عبر اللقاء ”  كانت الأنظار كلها  موجهة نحوي وتعثرت وأنا وكنت على وشك السقوط … إلا ان طليمات اختبرني بقاعة جانبية , فأديت مشهد من مسرحية ” صقر قريش ” أنبهر زكي طليمات وخرج بعدها ليعلن امام الجميع انني أول فتاة كويتية تحترف مهنة التمثيل في أول فرقة مسرحية كويتية اطلق عليها ” فرقة المسرح العربي ” .

أطلق عميد المسرح العربي الاسبق سعيد حطاب ”  على مريم الصالح مع  زملائها علي المفيدي، أحمد مساعد، أمين الحاج وكنعان حمد لقب “الخمسة العظام ” لدورهم في تأسيس فرقة المسرح العربي.

وباتصال سابق لصوت الخليج مع الفنانة مريم الصالح رأت ان المسلسلات التراثية التراجيدية الرمضانية , بدأت بالعودة الى سابق عهدها عبر الشاشة الفضية .

وتشارك الفنانة مريم الصالح بأعمال كثيرة من هذا النوع التراثي والتراجيدي والاجتماعي ضمن المسيرة الفنية على مدى خمسين عاما .

فرقة مسرح الخليج العربي:أُسس هذا المسرح في 13/5/1963 كفرقة مسرحية من خلال مجموعة من الشباب الهواة، الذين جمع بينهم حب المسرح والرغبة في التثقيف وتأصيل العمل الجماعي , وكان ادار عملها المرحوم صقر الرشود والكاتب عبدالعزيز السريع.

فرقة المسرح الكويتي: وهو آخر الفرق المسرحية التي أنشئت بجهد المرحوم محمد النشمي , وذلك في 1/6/1964 وأعقبه في قيادة هذه الفرقة المسرحية الفنان حسين الصالح الحداد.

فرق أخرى

فرقة المسرح الجامعي: هذا المسرح أنشأته عمادة شؤون الطلبة بجامعة الكويت بتاريخ 25/12/1977، بهدف الإسهام في النهوض بالحركة المسرحية الكويتية.

فرقة مسرح الشباب: أسست هذه الفرقة من الشباب المحب للمسرح قدمت أول عمل لها “قاضي المحكمة” في 1982، وانتقلت تبعيتها في وقت لاحق إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة.

فرقة المسارح الخاصة: عبارة عن فرق مسرحية خاصة يملكها أفراد من ذوي النشاط والخبرة في مجال العمل المسرحي، بدأت هذه الفرق نشاطها في صورة مكاتب فنية هدفها تقديم وتسويق أعمال محددة للإذاعة والتلفزيون، ولكنها اتجهت إلى المسرح ومن هذه الفرق المسرحية الخاصة: الفنون ــ الكوميدي ــ الجزيرة ــ الطفل ــ البدر ــ الأهلي ــ السور ــ الأمل ــ الناس ــ السلام ــ النشمي ــ الجديد.