القمة ال٤٥.. الرفاه و الرخاء والنماء .. بقلم : طارق بورسلي
انطلقت القمة الخليجية في دولة الكويت وسط جو من التفاؤل والانسجام والتعاون والتكامل ، والتطلع إلى المستقبل الذي يسوده المزيد من الإنجازات على جميع الأصعدة التنموية في دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على خلق شراكات استراتيجية لتفادي الأزمات والتحديات التي تهدد الأمن القومي الخليجي بما فيه الأمن الغذائي والتنموي .
بالحقيقة .. تعود بنا الذاكرة إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي ، الذي وضع لبنتها الاولى الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح عام ١٩٨١ إلى جانب المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
رحمهما الله .. ميثاق ” خليجنا واحد ” ميثاق المنظومة الاستراتيجية المتكاملة لحماية أمن الشعوب الخليجية ومستقبلها اجيالا ، إذ ضمت المنظومة دولة الكويت ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة البحرين.
كما اجتمع القادة الخليجيون في دولة الكويت قبل هذه القمة ٧ مرات تخللها ١٥ قمة استثنائية ، ويجتمع القادة اليوم في ظروف حساسة تعصف بالشرق الأوسط الأزمات الإنسانية المتصاعدة و الحروب اللانسانية من خلال الانتهاكات المتتالية على الشعب الفلسطيني وعلى سيادة الدول في المنطقة من قبل العدو الاسرائيلي ، كما أثبت قادة دول مجلس التعاون بالمواقف الثابتة إزاء القضايا العربية نحو تطلعات تلك الدول لمواقف وبيانات وقرارات قمتنا اليوم .
وعلى مستوى فاعلية المنظومة الخليجية نستطيع أن نتحدث عن الشراكات الاستراتيجية بين الدول نفسها بالسوق الخليجية المشتركة والتجارة البينية والانجازات في مجال الطاقة والنفط ؛ والتعاون مع دول العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي ودول الأسيان والاستثمارات الخليجية في الدول الكبرى ، فتصنيف العالم لدول المجلس الخليجي يأتي في المرتبة الثامنة عالميا فنحن في مرحلة التكامل الاقتصادي ولذلك يرى المحللون أننا كتلة اقتصادية وازنة في العالم.
نعم .. استطاعت دول مجلس التعاون التعالي على الاختلاف في السياسات الخارجية لكل دولة وأخرى ، فكانت الأولوية لمصالح شعوبنا مجتمعة ، عاصرت منظومة التعاون الخليجي التغيرات السياسية والتحديات الإقليمية في وجه العالم الجديد واجهتها الوحدة الاجتماعية والثقافية والتاريخية تمثلت بالقمة الخليجية عام ١٩٩١ بعد الغزو العراقي الغاشم على البلاد فكانت دول مجلس التعاون الحاضنة الخليجية للشعب الكويتي والخط الاول في الدفاع عن الحق الكويتي في أرضه وإعادة الشرعية للدول بوقوف الأشقاء الخليجيين إلى جانبنا و في فترة ما يسمى بالربيع العربي كادت أن تعصف بنا رياح الإرهاب إلا أن القرار الخليجي كان صفا واحدا كالبنيان المرصوص في مواجهة أي محاولات للشغب وإثارة النعرات الطائفية وفق رؤية خليجية طموحة للحفاظ على الهوية الخليجية و تجاوزت الدول الخليجية ذلك بفضل الله ثم حكمة قادته الرؤساء .
وبالرجوع إلى أبرز الملفات والانجازات على طاولة القمة ال٤٥ والتي تناولتها القمم السابقة ومنها. الأمن السيبراني الخليجي الذي يحفظ الأمن القومي لشعوب منطقتنا والربط الكهربائي المستمر على مدى ١٥ عام منذ ٩ ٢٠٠ والاتحاد الجمركي عام ٢٠٠٤ .
أما على مستوى القادم من القمم الخليجية ، نجد التفعيل المرتقب في ملف ” السياحة الخليجية الموحدة” وملف “العملة الخليجية الموحدة” وكله سيرى النور بفضل الله وحكمة قادتنا .
وعلى مستوى الإعلام الخليجي فمنذ عام ١٩٨١ انتقلت الصحافة الخليجية والإعلام الخليجي إلى مصاف الدول المتقدمة والعالمية باحدث الوسائل الإعلامية تديرها الكفاءات والخبرات الإعلامية .
وهناك أثار ملموسة للتعاون و التكامل الاقتصادي كما ذكرنا والتي تطورت على اثره المنظومات الصحية والعمرانية والبيئية والعلمية والتكنولوجية المتطورة ، فأصبحت دول المجلس رائدة بفضل ابنائها المبتكرين والمبدعين في المجالات العلمية والتكنولوجيا فوصلنا إلى مصاف دول العالم المتقدم .
وفي البيان الختامي للقمة الخليجية ال٤٥ أكد القادة الخليجيون على الشراكات الاستراتيجية الخليجية مع الدول الصديقة والعمل المشترك لمواجهة التحديات ووقف الانتهاكات الإسرائيلية على الفلسطينين ووقف إطلاق النار في غزة وجاء الترحيب بجهود المملكة العربية السعودية إزاء اليمن إلى جانب الترحيب بوقف إطلاق النار في لبنان ، والدعوة لرعاية جادة لوقف العنف في غزة .
إننا دعاة سلام وأمن وأمان أما القمة ال٤٥ فهى خارطة التنمية المستدامة لشعوب الدول الخليجية، لأن قادتنا يحملون الرؤيا الثاقبة للمستقبل والتي شكلت الأطر الأساسية لاستراتيجيات الرفاه والرخاء والنماء للمستقبل الزاهر .