الكاتبة القطرية شيخة آل ثاني تحاكي العقل والعاطفة
قراءة : رباب عبيد
تسلط مجلة صوت الخليج الضوء على ابرز الكتب التى لمعت في سماء معرض الكتاب في الدوحة , وذلك من خلال الكتابين للكاتبة القطرية ا. شيخة آل ثاني…
نبذة عن الكاتبة
لها اهتمامات بالأدب و الشعر وسبق للكاتبة أن نشرت لها العديد من المقالات و القصص القصيرة ( صور من الحياة) في جريدة الراية .
كما نشرت الكاتبة مقالاتها و قصصها القصيرة بمجلات قطرية معروف – مجلة جميلة الوطن – مجلة هي وهو – مجلة ليالينا و غيرها .
كما للكاتبة عدة أبحاث و دراسات في علم النفس و هي حاليا بصدد كتابة رواية تاريخية .
صدر للكاتبة قبل سنتين كتاب الأمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية ) الذي قالت فيه أن أمراض النفس و العقل أكثر شيوعا و أشد فتكا من أمراض الجسم وجاءت بدليل للأوصاف السريرية , والدلائل التشخيصية للتصنيف العالمي العاشر للأمراض النفسية و السلوكية لمنظمة الصحة العالمية .
وصدر …. اخيرا كتب للباحثة الكاتبة شيخة آل ثاني في شهر ديسمبر 2016 ، كتاب “سيكولوجية الإرهاب” و كتاب “الإعاقة العقلية من وجهة نظر سيكولوجية” وتم توقيعه في معرض الدوحة الدولي للكتاب السابعة والعشرين خلال ديسمبر 2016 .
الجو الاعلامي
دشنت شيخة آل ثاني بجناح بوزارة الثقافة والرياضة في معرض الدوحة الدولي للكتاب الـ 27، مؤلفها الثاني بـعنوان “الإعاقة العقلية من وجهة نظر سيكولوجية”.
وكان الحضورغفير جدا من مثقفين وإعلاميين في جلسة أدبية أدارها الزميل الإعلامي صالح غريب , وأوضحت شيخة آل ثاني، أن إصدارها الثاني هذا، جاء نتيجة لقلة المراجع والإنتاجات في هذا المجال باللغة العربية، حيث أنه قليل الصفحات ويجد القارئ بغيته فيه، فضلاً عن أصحاب الاهتمام، لافتة أن تأليف الكتاب أخذ منها جهداً ووقتاً كثيرين، متقدمة بشكرها لجميع من حضر حفل تدشين كتابها. وأهدت شيخة آل ثاني , هذا العمل للجنود المجهولين الذين يعملون مع ذوي الإعاقة ولأولياء أمورهم، ولذوي الإعاقة وخاصة الإعاقة العقلية.
وأثنت اليازي الكواري، الرئيس التنفيذي للجمعية الخليجية للإعاقة في قطر، على توقيع شيخة آل ثاني لكتابها في هذا العرس الثقافي الدولي الكبير وتزامناً مع اليوم العالمي للإعاقة الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل سنة، معتبرة ذلك يأتي ضمن حملة تثقيف المجتمع، نظراً لكونه يتزامن أيضاً مع حملة “عيش التجربة”، التي شارك فيها عدد من الشخصيات في المجتمع، حيث جربوا أن يكونوا معاقين على الكراسي. ونوهت الأخصائية النفسية، الدكتورة هالة السعيد من جهتها بأهمية الكتاب، نظراً لتطرقه للإعاقة العقلية من الجوانب النفسية، وفائدته العلمية الثرّة.
فصول الكتاب
ADVERTISING
يتناول الكتاب الجوانب المختلفة للإعاقة العقلية وطرق الكشف عنها وتشخيصها وعلاجها والطرق المختلفة للوقاية منها والحد من حدوثها والوقوف على دور الأسرة والمجتمع والمختصين تجاه أصحاب الإعاقة العقلية. وحاولت شيخة آل ثاني، ما استطاعت ألا يكون هذا الكتاب تجميعياً فحسب، بل عميقاً في علم النفس والإعاقة العقلية من وجهة نظر سيكولوجية. إذ حاولت المؤلفة قدر الإمكان أن يكون بسيط العبارة مختصراً ليؤدي الغرض منه بسهولة وسلاسة.
وجاء الفصل الأول بعنوان “مشكلة التخلف العقلي”، والفصل الثاني “التخلف العقلي والتشخيص” والثالث: “الفئات المختلفة للتخلف العقلي” والرابع “أسباب التخلف العقلي” والخامس “علاج الإعاقة العقلية”. بينما تطرق الفصل السادس لـ”دور المجتمع والمختصين” والسابع لـ”حالات من الضعف العقلي”، في حين ألقى الفصل الثامن الضوء على “المعاق عقلياً في التراث والأدب”، ليتم تخصيص الفصل التاسع لـ”المقاييس والاختبارات”، فضلاً عن خاتمة، وجرداً للمراجع العربية والأجنبية.
وأوضحت مؤلفة الكتاب، أن المجتمعات البشرية عرفت قديماً وحديثاً بأشكالها المختلفة (بدوية أو ريفية أو حضرية)، أشكالاً مختلفة من حالات الإعاقة العقلية، ومن كل الأجناس وبين كل الطبقات، وعُرف التخلف العقلي من أزمنة سحيقة ومن أقدم العصور، فعند الإغريق والرومان كانوا يعتبرون المتخلفين عقلياً هم لعنة الآلهة لذلك كانوا منبوذين من المجتمع.
ينظر لهم بدونية وينبذون خلف أسوار الحياة، وبعد ظهور الديانات، تغيرت النظرة وحظي أصحاب الإعاقة العقلية بقدر من الشفقة والرحمة، وفي العصر الحديث نادى كثير من العلماء بضرورة توفير الحياة الكريمة لهم وإعطائهم نصيبهم من الرعاية والاهتمام وظهر هذا الاهتمام في كثير من الكتابات والمؤلفات.
سيكولوجية الارهاب
أما كتاب سيكولوجية الإرهاب الذي جاء في 18 فصلا فقد إحتوى الكتاب تعريف الإرهاب والتطرف وتقسيمات الإرهاب وأسباب الإرهاب والأساليب المستخدمة في تنفيذ العمليات الإرهابية والإرهاب حول العالم والطريق إلى العنف ورسالة الإرهاب وطرق مكافحة الإرهاب وطرق مكافحة الإرهاب دولياً “عبر المنظمات والاتفاقيات”محاولة فهم وعلاج السلوك الإرهابي “عبر النظريات العلاجية” والشخصية “أنماطها وتحديد مفهوم الشخصية الإرهابية والإرهاب والأديان الإعلام والإرهاب والتنشئة الاجتماعية والإرهاب والإرهاب وعلم النفس وشخصيات إرهابية عبر التاريخ.
وجاء في مقدمة الكتاب مما لاشك فيه إن العنف والعدوان يظهر في سلوكيات الكثير من البشر ولأسباب عديدة، والسلوك العدواني وجد منذ فجر البشرية ومن أوائل صور العنف قتل قابيل لأخيه هابيل غيره وحسداً فهو لم يستطيع أن يتحمل الألم النفسي المر الذي ترسب في نفسه المريضة فتخلص من أخيه.
والأسباب المؤدية للعنف والإرهاب والتطرف قد تتأخر جميعها أو بعضها في الظهور لدى الشخص أو الأشخاص فتمتد آثاره المدمرة والتخريبية ليبث الرعب والترويع في المجتمع وساكنيه.
واستشعاراً من أهمية معرفة أسباب الإرهاب ودوافعه وطرق مكافحته وأساليبه والدراسات التي شملته ولأن الإرهاب أصبح ظاهرة منتشرة في بلاد العالم جميعاً .
ارتأت الكتابة في هذا الموضع الهام ولكن من وجهة نظر سيكولوجية لمعرفة خبايا شخصيات منفذي العمليات الإرهابية ومعتنقي التطرف بكافة أشكاله.
أن التحدي الحقيقي للكثير من الدول والمؤسسات والمهتمين بالدراسات النفسية والاجتماعية والسياسية يكمن في الإرهاب وسلوكيات الإرهابيين ومما يزيد التعقيد والضبابية عدم وجود نظرية أو أسس نفسية أو اجتماعية أو بحث انثربولوجي أو تاريخ مرضي نفسي يُمكن من المساعدة لاستنباط علمي موضوعي للفكر الإرهابي.
وقالت الكاتبة لاشك أن المؤسسات البحثية تحاول إيجاد مظلة علمية أو نظرية موضوعية خاصة للعلم والتجريب يمكن من خلالها تعريف الإرهاب وتأطيره لأن ما يعرف على أنه سلوكاً إرهابياً في دولة يعتبر عملاً بطولياً في دولة أخرى، والعنف صاحب نشأة المجتمع الإنساني بل يعتبر من أهم مظاهر السلوك البشري.
أن العنف كظاهرة لها سلبياتها وايجابياتها بالنسبة لتقدم البشرية والتطور الاجتماعي والاقتصادي وبناء الأمم بل وقد تكون ضرورة تاريخية كما في حالة رفض الهيمنة الخارجية والحفاظ على الهوية ومن ثم الدفاع عن الحقوق المشروعة.
إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل أنواع العنف التي دمرت الكثير من الحضارات والمجتمعات الإنسانية الزاهرة وعطلت مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
فالإرهاب أحياناً يكون فعل وفي أحيان كثيرة “رد فعل” وفي كلتا الحالتين يستهدف أشخاصاً أو جماعات بهدف بث الرعب والفزع.
ولاشك أن الإرهاب هو أسلوب متدن للوصول للأهداف فالإرهاب أشبه بالكائن الهلامي اللامنتمي الفاقد الهوية.
أن الكثير من الدراسات تخصصت في بحوث الإرهاب وسيكولوجيته. ومئات من علماء النفس حول العالم عكفوا على دراسات سيكولوجية الإرهاب وشخصية الإرهابي.
لأنهم اعتبروا أن الغوص في عقلية الإرهابي وتحليل شخصيته والتعمق في فهم دوافعه وبنائه النفسي السوسيولوجي سيكون بمثابة المفتاح لفهم التحول الذي أدى به من مواطن عادي إلى شخص إرهابي وكما قال فاضل البرواري “ليس النصر أن تركب طائرة وتصدم البرج بل النصر في أن تبني برج وأن تصنع طائرة”.
ويجب أن لا نقفل أن البلد الذي تحصل فيه حروب أهلية دموية هو بلد ملوث فكرياً ومشوه نفسياً وأن الجراثيم الفكرية هي التي تسبب الآلام والأحزان والفقد.
هكذا ترى صاحبة السعادة شيخة آل ثاني محاكاة العقل والعاطفة , في أضعف مواطن القوة .