المؤرخ صالح المسباح لـ “صوت الخليج” : تلقيبي” بذاكرة الوطن” مسئولية وطنية

حاورته : رباب عبيد

رحالة  كويتي أديب اعلامي ومؤرخ في تاريخ دولة الكويت والخليج … اطلقنا عليه لقب ” ابن بطوطة الكويتي ”  … امتلك  نوادر الكتب  والمجلات  والمخطوطات النادرة و التي جمعها  على مدى السنوات الطويلة ليصل عددها  الى 5000 مطبوعة  منها 500 مجلة كويتية  ,  شارك في عدة معارض داخل  وخارج  الكويت  ومنها  معرض الكتاب الاسلامي  ومعرض الكتاب العربي امين عام رابطة الادباء الكويتيين سابقا ورئيس تحرير مجلة البيان الكويتية  .

المؤرخ والأديب الكويتي  ”  صالح خالد عامر المسباح , ولد في الكويت 1959م, جده عامر المسباح هاجر مع هلال فجحان المطيري وشملان بن علي حيث هاجر هلال الى البحرين مع ابراهيم المضف وهاجر جده مع شملان بن عيسى الى جزيرة «جنة» في السعودية، إلا ان الشيخ سالم المبارك ارسل اليهم فعادوا الى الكويت , واستذكر صالح المسباح  خلال حوارنا معه  قائلا  ”  اذكر ان جدي في اوائل العشرينات كان في الغوص وقد تم اكتشاف اللؤلؤ الصناعي والبوم ملك حمد الصقر وأصبح اللؤلؤ الطبيعي لا قيمة له وكان على جدي ان يدفع الدين الذي عليه , فما كان منه إلا ان قام بتقسيم الارض الى اربع اراض فسكن في ربع منها وباع ثلاثة ارباع ليدفع الدين الذي عليه وفي عام 1984م  , وحينها تم التثمين الذي وصل الى بيت جدي عامر المسباح ويقع الآن في بيت «ديفا» ثم انتقلنا الى منطقة الرميثية في عام 1976م .

حدثنا  عن بداية  ميولك  وتوجهك  واهتمامك بالكتب والمطبوعات ؟

كنت اتردد في صغري على معرض الكتاب الاسلامي لجمعية الاصلاح الاجتماعي وأدهشتني اجواء معرض الكتاب وكان لدى شقيقي الاكبر سليمان مكتبة تضم مائة كتاب في ذلك الوقت فعملت على قراءتها وزيادة عدد كتبها وكنت في البداية ابحث عن الكتب الاسلامية ثم تطور الامر بعد انضمامي الى الجامعة الى الكثير من الكتب الادبية وكنت في ذلك الوقت أعمل على جمع الطوابع والعملات والانتيك التي كنت اشتريها من سوق الجمعة في الثمانينات كما كنت اقتني العملات من معرض الكتاب العربي.

فكرة جمع الاعداد  الاولى من المجلات والصحف  .. فكرة جميلة طرأت عليك ام ماذا؟

الفكرة جاءت في عام 1984م تعرفت الى  احد الاوروبيين  خلال  رحلتي الى  الخارج  كانت هوايته جمع العدد الاول من المجلات الاجنبية , وبالفعل اعجبتني الفكرة فبدأت بجمع النشرات الجامعية ومجلاتها  ومن المجلات التي جمعتها ” آفاق و”مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية” اضافة الى “النشرات الطلابية” مثل “الائتلافية ” و”الوسط الديمقراطي” ثم  توجهت الى شارع الصحافة  الكويتية بحثا عن الاعداد الاولى من الصحف اليومية .

اذن  اصبح لديك  كم معقول  من المحفوظات الورقية والمطبوعات  والكتب …  هل شاركت في معارض داخل الكويت  وخارجها ؟

نعم  اصبح لدي ما يقارب 5000  مجلة مطبوعة و500 مجلة كويتية , وشاركت بأول معرض هوايات المعلمين عام 1989م من تنظيم جمعية المعملين ثم توالت المعارض ومنها ظهرت اعلاميا في عدة حوارات سواء التلفزيون او الاذاعة او الصحافة.

كم عمر هذه الهواية في حياتك؟

تقريبا خمسون عاما جمعت بها 5000 مطبوعة واغلب المطبوعات مصرية ولبنانية وسيكون هناك كتاب توثيقي  لرحلتي تحت عنوان ” رحلتي لـ5000 مجلة عربية .

مقتنيات نادرة

قلت لي ان هناك بعض المقتنيات تشتريها من المزادات …من اين ؟

هناك مزادات عند جاسم المزين وحمد البصيري وآخرين ينظمون المزادات مثل احمد البغلي وخالد النقيب والجطيلي في كبد والآن عن البغلي والنقيب.

لديك مقتنيات كثيرة وحقيقة رائعة  وتراثية وعتيقة  … ما اهم نوادر مقتنياتك؟

منها وثائق كويتية , ومخطوطات بين كبار الشخصيات  بخط اليد  ووثائق لتجار  وكتب ومجلات منها اول مجلة كويتية هي مجلة الكويت لعبد العزيز الرشيد التي صدرت في عام 1928م , كما انني اهتم بالكويت ثم الخليج فالوطن العربي ورحت اجمع الاعداد الاولى للمجلات ولدي مؤلفات سيف مرزوق الشملان كتابه من تاريخ الكويت في عام 1959م ,  ولدي مؤلفات الشيخ يوسف بن عيسى والشيخ شملان الذي كتب في مجلة البعثة ومجموعة عبدالله النوري التي تصل الى 25 كتاباً ودواوين لبعض الادباء ذوي الانتاج الادبي الغزير, مثل محمد الفايز وسعود الصباح ونورية السداني التي اصدرت مجلة اسمها «الربيع العربي» .

 هل هناك تعاون بينك وبين مؤسسات الدولة بالنسبة لباحث ومؤرخ مثلك ؟
–  تعاونت بكل تأكيد زودتهم ببعض الكتب القيّمة والنادرة لمؤسسات الدولة، التي توفر الكتب للجميع كالمجلس الوطني ووزارة الاعلام ومركز البحوث لذا لامانع من بيع تركتي لمؤسسات الدولة ,والتي بالتأكيد تقدر الجهد والتعب وأهميتها وندرتها.

مسيرة علمية

 دعنا  نتحدث قليلا عن جانب من حياتك الدراسية  … كيف تدرج صالح المسباح في حياته بين الدراسة والهواية ؟

درست في روضه السالميه وهي الآن مقر الجامعة الامريكية وكنا نبقى فيها من الصباح حتى فترة العصر ,و ظهرا كنا ننام في المدرسة  على أسرة مفروشة خصيصا لنا بعد تناول وجبة الغداء، ثم درست المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن زيدون بحولي وكان ناظرها الفنان ايوب حسين وكان حازما وقويا ثم المرحلة المتوسطة في الرميثية المشتركة والثانوية في السالمية وفي عام 1997م , بعدها التحقت بمعهد المعلمين آداب وفي تلك الفترة صقلت ثقافتي بالقراءة وكنت رئيسا لجماعة الصحافة وتخرجت في عام 1981م من كلية التربية ثم قبلت في قسم اللغة العربية بكلية التربية في جامعة الكويت وبعد التخرج اصبحت مدرسا للغة العربية في فترة العصر لغير الكويتيين.

مؤلف وإعلامي

 كيف جاءت فكرة تأليف كتابك عن رحلة الحج في الكويت ؟

طرأت الفكرة على بالي  في لحظة صفاء فقررت ان أقوم بهذا  لتأليف كتاب “رحلة الحج في الكويت ”  ثم ذهبت الى الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية , وطرحت عليه الفكرة  وقلت له , لماذا لا نقوم بتوثيق رحلات الحج في الكويت منذ استخدام الابل الى يومنا هذا فأعجبته الفكرة وفي عام 2000 قمنا بتوزيع العمل فكنت اقوم أنا مع اخر بإجراء المقابلات وعادل لديه خبرة في الطرق من الكويت الى مكة فواجهتنا صعوبات منها ان اصحاب الحملات الذين استخدموا الابل توفوا الى رحمة الله , ولكن بحمد الله تعالى استطعنا توثيق 30 حملة حج عبر ابنائهم منهم الاستاذ محمد بن سليمان بن صعب الذي كان ناظر مدرسة في مدينة بريدة في السعودية وقتها كان عمره 104 سنوات فاستخدمنا كاميرا فيديو وهو على الفراش , إلا ان ذاكرته كانت ضعيفة  رحمة الله عليه وتوفي عن عمر يناهز  106سنوات ومعظم أعمار ابنائهم في الثمانينات من العمر.

والمعروف ان كتابك ” رحلات الحج في الكويت ” ترجم الى دراما اذاعية ؟؟؟

 صحيح …   ترجمته الى  دراما اذاعية  خليجيا  وكويتيا وعملت على اعداده وتقديمه كبرنامج اذاعي عن رحلات الحج في الكويت وتطور الامر الى تسجيل الرحلات في دول مجلس التعاون الخليجي فسافرت اليها وقمت بتسجيل حلقة عن كل دولة خليجية ثم تم تحويلها الى دراما اذاعية بعدها قمنا بطباعة الكتاب في عام 2005م ثم كانت المرحلة الثانية في كتاب 2010م وهو يحتوي على حملات الحج الكويتية عبر التاريخ بمعدل توثيقي لـ30 حملة على الابل و300 حملة في السيارات.

ماذا عن اشهر من كتب عن الكويت عالميا وعربيا  وصفها وذكر لمحات من حياة  شعبها ؟

اهمها واشهرها كتب الرحالة  العرب رحلة السوري مرتضى بن علوان في عام  1700حين كان في طريقه الى الحج وصف الكويت وحصونها و الرحالة الامريكي «لوشر» يحمل اسم «النجمة والهلال» يصف فيه رحلته وقد وصف اهل الكويت وكرمهم.

ذاكرة الوطن

تعتبر مرجع توثيقي وتاريخي كويتي بامتياز حتى انك اقتنيت نوادر المطبوعات للدوائر الحكومية… حدثنا عن ما تضمه مكتبتك المنزلية  وكيف راعيت تصنيفاتك للكتب ؟

مكتبتي ضخمة في سرداب منزلي مقسمة الى صالة للكويت بنسبة %70 وأخرى أجنحة لمنطقة الخليج العربي بنسبة %30 اضافة الى امهات الكتب الدينية والأدبية مثل الشعر الجاهلي والعباسي والأموي والعثماني والدراسات الشعرية , وجناح خاص عن جمال عبد الناصر وكنت أحرص على ارتياد المعارض التي تقيمها الوزارات والهيئات لأحصل على الكتب التي يطبعونها والآن لدي نوادر لمطبوعات وزارات الدولة مثل الداخلية والأشغال عرضتها في معرض مع هلا فبراير في صالة الفنون .

هل تواجه  مشكلة  في المحافظة على كتبك والشكل العام لمكتبك  المنزلية ؟

اعتني بمكتبتي اعتناء كبير وخصوصا في فصل الصيف واضع جهاز انذار للحريق خوفا من اى تماس  كما اني مستعد لترك وصية بأن تكون مكتبتي ارثا للكويت  من بعدي ,  وأراعي ان تكون الصالة مكيفة  وخالية من الحشرات  مع ارتفاع درجات الحرارة .

  “ذاكرة الوطن ” لقبك د. يعقوب الغنيم به … هل هذا اللقب أوقع عليك مسئولية اكبر في توثيق كل ما يخص التاريخ الكويتي ؟

 لقبوني بـ ” ذاكرة الوطن ” واشكر الدكتور” يعقوب الغنيم” على تلقيبي بهذا الاسم , وأكيد المسؤولية كبيرة وان شاء الله مستمر  في توثيق كل ماهو تاريخ لوطني الكويت وتلك الجهود ومكتبتي جزء من تركتي التي سأتركها لعائلتي والوطن .

كلمة أخيرة ؟

 كل الشكر لكم على هذا اللقاء والحوار  الجميل والممتع ..