أهم الأخبارإقتصاد
المحلل النفطي الدكتور عبد السميع بهبهاني : أسعار النفط في تصاعد
رأى المحلل النفطي الدكتور عبد السميع بهبهاني أن سعر برميل النفط في الأسواق العالمية في تصاعد مع دخول موسم زيادة الطلب في الربع الثالث من 2019 متوقعا ان يصل السعر الى حدود ما بين 68 و 70 دولار للبرميل.
واكد بهبهاني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم أنه ورغم الصخب الاعلامي حول مؤشرات التباطؤ في الاقتصادي العالمي وبالأخص الصيني والامريكي وعدم الوصول الى اتفاق تجاري معلن بين الولايات المتحدة والصين ورغم تثبيت سعر الفائدة الفيدرالي الامريكي لعام 2019 إلا ان الاسعار متماسكة حاليا حول 67 دولار للبرميل.
وأضاف بهبهاني “في نظري ان العوامل المؤثرة على اسعار النفط للمدى القريب والى المتوسط (نهاية 2020) هما عاملين اساسيين الاول هو عامل المخزون العالمي الذي أصبح متأرجحا وهو ما انعكس بالتفاؤل على تصريحات وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وتوقعاتهم بتوازن السوق وهو ما حافظ على سعر خام برنت فوق 67 دولار للبرميل يوميا.
وأوضح بهبهاني ان بعض تصريحات المسؤولين كانت غامضة وألمحت الى ان التوازن في الأسواق النفطية مشروط بالاستمرار في خفض الانتاج الى نهاية يونيو المقبل او حتى الى نهاية 2019.
ولفت الى وجود عامل جديد بات مؤثرا في السوق النفطي ولو مؤقتا ويحسب له حساب وهو التغريدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة التزام (أوبك) برفع الإنتاج.
وأضاف أنه وبالرغم من الرسالة التحذيرية السابقة لترامب والتي قد يعيد الحديث عن مضمونها لاحقا “ستبقى في تقديري محدودة لكن الجديد في هذه التصريحات الحالية انها اتت بعد مؤتمرين مهمين”.
وأشار الى ان المؤتمر المهمين اولهما مؤتمر لرابطة مهندسي البترول بحث في مستقبل النفط الصخري وجاءت معظم استنتاجاته متشائمة لمستقبل الانتاج الصخري اما المؤتمر الثاني فكان اجتماع (سيراويك) في هيوستن وهو ثالث لقاء بين تحالف أعضاء (أوبك بلس) مع منتجي النفط الصخري الامريكي حيث كانت التوقعات تشير الى ان هذا المؤتمر قد اخذ الطابع الجدي المختلف عن سابقيه لأسباب اهمها انخفاض اداء الحقول الصخرية (ال 48).
واكد وجود تفاوت في تقديرات المؤسسات حول توقعات انتاج الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الحالي لافتا الى ان البعض يعتقد بانه سيصل الى 13 مليون برميل يوميا “وهو مستوى اراه مبالغ فيه نظرا لوجود حديث عن صيانة بعض الانابيب الموصلة لمركز تجميع كوشينج في اوكلاهوما بالولايات المتحدة وهو منشأة مهمة جدا للقطاع النفطي هناك”.
وتوقع بهبهاني ان يكون انتاج النفط الصخري أكثر تنظيما تجاريا في المستقبل موضحا ان ذلك يحتاج الى وقت واستقرار حتى يجذب الاستثمار وبالتالي سيبقى السعر مرتفعا ومتقاربا أكثر بين سعر خام برنت والخام الامريكي.
وحول العامل الجيوسياسي وتأثيره على أسعار النفط افاد بهبهاني بان هذا العامل كان حاضرا بقوة حيث كانت لقاءات اللوبي النفطي مع وزير الخارجية الامريكي واضحة والضغط الاعلامي المتكرر حول مشروع منع الاحتكار او ما يسمى ب (نوبك).
وأشار الى ان هذه التصريحات جعلت هناك اصرارا على الاستمرار في خفض انتاج الى 2019 وزادت بعض الدول من سقف الخفض لها ومازال اتفاق دول اوبك وخارج اوبك مستمرا في خفض الانتاج الى نهاية يوليو من حيث المبدأ مع الوضع في الاعتبار ان الفائض في المخزون العالمي مازال فوق معدل خمس سنوات.
وأوضح بهبهاني ان هناك عوامل خفية مؤثرة في تقلبات اسعار النفط وعادة ما تكون مؤقتة كانحدار الانتاج في فنزويلا وليبيا وإيران “وهذه الفرضية قد تكون مخالفة للمؤشرات الحالية مما يجعلنا نستنتج ان عوده المخزون العالمي الى التوازن قد تحدث في الربع الاول من 2020 اما المخزونات الأمريكية رغم انها بدأت في سحوبات عالية جدا عن المتوقع في الخام والجازولين ولكنها في نظري بشكل مؤقت للظروف الجوية الموسمية المفاجأة ولعدم قدرة استيعاب شبكات الانابيب و الموانئ”.