المخترعة الكويتية شيخة الماجد لـ” صوت الخليج” :اختراعي دعم علمي للمكفوفين
حوار: رباب عبيد
هناك شريحة من المجتمع تحتاجنا .. ويجب ان يولى المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه العناية بهم ومنهم ” ذوى الاحتياجات الخاصة – المكفوفين” .
ولعل ما قامت به المخترعة الكويتية ” شيخة الماجد ” من اختراع ” قلم المكفوفين ” هو خطوة نحو مستقبل مشرق لكثير من المكفوفين الذين يرغبون بالتعليم المدرسي والجامعي .
ان استخدام المسمار التقليدي بالضغط على جميع اطراف الاصابع مؤلم جدا , وذلك ما كان يعاني منه ابن عم ” شيخة أنور الماجد ” المخترعة الكويتية لـ” قلم المكفوفين ” والذي سيبدأ تسويقه في جميع انحاء العالم قريبا .
لقد فتحت شيخة الماجد باب الامل امام الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة في حقهم المشروع بالتعلم والوصول الى اعلى المراتب … ألتقيناها في معرض المعلوماتية الذي أقيم برعاية معالي وزير العدل الكويتي مؤخرا , وبالمناسبة فان شيخة الماجد تعمل مساعد مهندس كمبيوتر بوزارة العدل وقالت لصوت الخليج” العلم يتحدى الاعاقات ” , سألناها ….
متى ابتكرتي ” قلم المكفوفين ” وما السبب في توجهك لاختراعه ؟
كنت اسمع دائما المثل القائل ” الحاجة ام الاختراع , وفي عام 2003 طبقته على نفسي اخترعت ” قلم المكفوفين ” ولسبب انساني , كان ابن عمي ” مكفوفا “، وعايشت معاناته وأنا في سن العاشرة وبعد مرور سنوات , قامت الشيخة فادية الصباح بعمل مسابقات في النادي العلمي للطلبة، وتم ترشيحي لدخول هذه المسابقة، وكانت تحت عنوان “العلم يتحدى الإعاقات “، وبما أن ابن عمي من المكفوفين كان يبذل الجهد الكبير ويتألم بسبب المسمار الموجود في الطريقة القديمة , وكان يصاب برجفة سببت له التهاب بالأوتار ناهيك عن الحالة النفسية , فابتكرت القلم لمساعدته ولتحفيزه على الدراسة كأي انسان طبيعي .
براءة الاختراع
صفي لنا فائدة ” قلم المكفوفين ” ؟
اردت ان يكون شكل القلم عينه شكل القلم العادي وبالفعل ابتكرته بهذا الشكل وشكل القلم وحجمه مناسبان وسهل الاستخدام، وبمجرد أن يمسكه بالطريقة العادية ويضغط من الإبهام سوف تخرم الورقة بسبب وجود “السبرنغ” الذي يقوي نسبة الضغط مما يسهل على الكثيرين اخذ براءة الاختراع وتصميمه , ” قلم المكفوفين ” نقلة نوعية لمستقبل المكفوفين.
– حدثينا عن مراحل اختراعك واحداثه ضجة في عالم الاختراعات العالمية ؟
– أخذت فكرتي براءة الاختراع عام 2008، وبعد افتتاح مركز صباح الأحمد في 2010, تبنى المركز العديد من المشاريع والاختراعات التي حصل أصحابها على براءة اختراع، والمعتاد ان في المركز يمر الاختراع بمراحل عدة ، لكن بما أن مشروعي أخذ براءة اختراع فقد دخل فورا إلى مرحلة التطوير، وصار من الضروري عمل ” بروتوتايب” , وتم عمل “البروتوتايب” في هولندا، وبالفعل قمنا بتجريبه على المكفوفين هناك بعدها دخل في مرحلة إعادة جدوى قبل مرحلة التصنيع ، ثم دخل بعدها مرحلة التصنيع، ونزل في الاسواق ولاقى قبولا واستحسانا في هولندا وانتشر حول العالم , لقد كانت ردة فعل المكفوفين في هولندا رائعة ، فاقت توقعات المبتكرين والمكفوفين هناك ,وأدركوا ان القلم أسهل من الطريقة التقليدية التي كان يعكف على استخدامها المكفوفين هناك..
ابتكار مطور
ماذا عن طبيعة التصميم ” قلم المكفوفين ” … وكيف يستخدم؟
تصميم القلم لم يخرج عن طريقة العالم بريل , ولكن اختراعي اسهل وأفضل من حيث ان التصميم عبارة عن دفتر ملاحظات يسهل على المكفوفين حمله في أي مكان , ويحتوي على لوحة الأحرف والقلم للكتابة , وهذا الدفتر يسهل على المكفوفين كتابة مواعيدهم والأشياء التي عليهم عملها في كل مكان وأي وقت، وبمجرد أن يأخذ الورقة ويثبتها ويبدأ باستخدام القلم، وساعد قلم المكفوفين الكثيرين لبساطته وسهولة استخدامه .
حدثينا عن تاريخ فكرة الاختراع وعرضها عن المسئولين ؟
طرحت الشيخة فادية الصباح مسابقة “العلم يتحدى الإعاقة” عام 2003، ويومها صنعت القلم بيديّ في النادي العلمي مع م.خالد الحسن، الذي كان مشرفا على المسابقة، وساعدني بالورشات لصناعة القلم حينها قدمت فكرتي في المسابقة.
أكسبو ميلانو
ماذا عن مشاركتك في «إكسبو ميلانو» 2015؟
جاءت مشاركتي في “إكسبو ميلانو” عن طريق ترشيحي من مركز صباح الأحمد وعن طريق وزارة الشباب مثلت مركز صباح الأحمد ، وبتنسيق من وزارة الإعلام ايضا ، ووجودي في “اكسبو ميلانو” يعتبر تمثيل لمبادرات الشباب،ومشاركتي كانت لهذا السبب بالفعل .
لم تكن تجربتك الاولى في المعارض … هل لاقى اختراعك ردة فعل في معرض ” اكسبو ميلانو” ؟
شاركت بعدة معارض داخل وخارج الكويت وتجربة مشاركتي في ” اكسبو ميلانو” جميلة جدا وممتعة ولم اتوقع ردود افعال الناس , حققت الشهرة في الكويت بعد هذا المعرض وكنت سعيدة جدا عندما رأيت ان هناك أشخاص في ميلان أتوا إلى المعرض فقط ليروا من هي شيخة الماجد، وما هو اختراع شيخة الماجد وكان الاقبال رائع وغير متوقع….
دعم وتقدير
ما الصعوبات والتحديات والانتقادات التي واجهت المخترعة الكويتية شيخة الماجد؟
ولله الحمد لا يوجد صعوبات بل هناك دعم من الاسرة والمركز , وتحديث نفسي ونجحت واعتبر نفسي اني ساهمت باختراعي برفع جزء كبير من معانة المكفوفين في الدراسة والتعلم , ولم أواجه أي انتقادات حتى الآن بل تلقيت رسائل التقدير .
ولكن هل أخذتي الدعم الكافي معنويا على ارض الواقع؟
دوما أطمح بالمزيد كأي انسان يطمح للمزيد، ولله الحمد لم أكن أتوقع أن اختراعي سيصل إلى هذه المرتبة، واحمد الله تعالى على الشيء الذي أنا فيه، ولست مصدقة حتى الآن ما أنا عليه.
يبدو انك لم تكوني متفائلة بانتشار الاختراع ؟؟؟
كنت متفائلة وواثقة من انتشار اختراعي ولكن منذ 2003 الى 2008 سنوات طويلة وفترة فتور فعلا , وقتها كنت صغيرة ولا اعلم الخطوة القادمة , لكن بعدما تبناني مركز صباح الاحمد وانضممت للمركز اختلف الوضع , ازددت وعيا وتدرجت بخطواتي نحو العالم وفوجئت في “البروتوتايب” على الهواء مباشرة، بالإشارة الى ان هذا هو اختراعك ياشيخة الماجد ، تملكني شعورا غريبا لا يوصف ولا يصدق.
– أثير على مواقع التواصل الاجتماعي أن ” شيخة الماجد لم تتلق الدعم الكافي، ولم يسلط عليها الضوء لأنها ليست فاشينيستا” … ماردك؟
ارفض هذا التعليق جملة وتفصيلا , على العكس كان هناك دعم كويتي تمثل باختياري من وزارة الشباب ، و أكبر دعم بالنسبة إلي عندما رأيت تعليقات الناس بأني مثلت الكويت بصورة جميلة، لاني عندما فكرت في الاختراع لم أفكر بالشهرة كان تفكيري إنسانيا بحتا , ولم اتوقع ما وصلت عليه الآن.
الكثير من الشباب يمتلكون موهبة الاختراع والابتكار … أين يذهبون ؟
ادعوهم ليذهبوا لمركز صباح الأحمد وسيأخذ براءة اختراع وخلال فترة بسيطة يحولها إلى “بروتوتايب” وهنا سيخرج ابتكاره الى العالم .
هل يوجد في الكويت موهوبين قدموا اختراعاتهم الى مركز صباح الأحمد وهل يستحقون القاء الضوء على ابتكاراتهم واختراعاتهم .؟
هناك من لديه من 8 إلى 9 براءات اختراع، وهناك من تباع اختراعاتهم في الأسواق حاليا , وأيضا خارج الكويت .
ما جديد ” شيخة الماجد” … ومشاريعها ؟
لا جديد في الجانب العلمي رحلتي الى كوريا للمشاركة في معرض المعلوماتية النسائي , وقريبا ” قلم المكفوفين ” سيسوق كويتيا وخليجيا وعالميا .
كلمة أخيرة..
أشكركم على هذا اللقاء وتحياتي لكل من دعمنى وشجعني وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده .